كشف رئيس الجمهورية؛ المشير عمر البشير، أمس الأربعاء عن اتخاذ الحكومة قراراً من جانب واحد بأخذ رسوم عبور النفط الخام شهراً بشهر من دولة جنوب السودان إلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي، ودمغ البشير حكومة الجنوب بعدم الجدية للتوصل إلى حل حول قضية النفط، وقال الرئيس في أول رد على اتهامات سلفاكير ميارديت للسودان بسرقة نفط الجنوب وتهديدات حكومة الجنوب بقفل أنابيب البترول، قال: «بالنسبة لنا إذا حدث قفل الأنابيب ستكون خسارة على السودان لأن منشآتنا لن تستخدم لكن الخسارة الأكبر للجنوب لأنهم ليس لهم دخل سوى البترول»، وتابع الرئيس: «إذا أغلقوا البترول ونفذوا تهديداتهم بقفل الأنبوب قطعاً ستترتب آثار سلبية لحكومة الجنوب والشركات العاملة في مجال النفط»، وقال الرئيس: «الآن نحن نأخذ حقنا من أموال بترول الجنوب إلى أن نصل لاتفاق». ونبه الرئيس البشير أثناء تسلمه أمس رد خطابه أمام الهيئة التشريعية من رئيس البرلمان؛ أحمد إبراهيم الطاهر بالقصر الجمهوري، إلى أن الميزانية أجازت رسوم عبور ومرور نفط الجنوب بالسودان بيد أن طريقة حكومة الجنوب في التفاوض وحضورهم للجلسات التفاوضية وردود مواقفهم في المقترحات توضح أنهم لم يصلوا لاتفاق، وتابع الرئيس: «وضعهم ممتاز وبترولهم منساب بصورة طبيعية يأخذون العائدات بالكامل لا تخضع لأي التزامات ويتم تحويل رسوم العبور سواء إدارية أو سيادية عشان كدا نحن اتخذنا قرار من جانب واحد حسب الحساب نأخذ رسوم العبور من النفط الخام شهراً بشهر وهذا من حقنا»، وكشف البشير عن بداية السودان في إجراءات أخذ حقوقه من النفط الخام وأكد أنه أبلغ حكومة الجنوب بالرقم الذي حدده السودان، ونبه الرئيس إلى أنه حال عدم التوصل لاتفاق مع الجنوب ستكون هذه مقاصة، وأكد البشير عدم سماحهم بنيفاشا جديدة وتعهد بحسم أي تمرد، ووجه نواب البرلمان بالنيل الأزرق وجنوب كردفان بالتوجه إلى دوائرهم لقيادة العمل السياسي ولعب دور أكبر في المناطق الملتهبة. ونبه الرئيس إلى أن المرحلة التي يمر بها السودان تحتاج لترتيبات استثنائية في كل شيء، وأكد أن الدولة استطاعت تحقيق عائدات على الصادرات غير البترولية تقدر ب(2) مليار مما يؤكد نجاح البرنامج الثلاثي، وأضاف: «بنهاية العام نكون تجاوزنا العقبات التي ترتبت على خروج بترول الجنوب». وأوضح البشير أن المشورة الشعبية في النيل الأزرق وصلت نسبة 80%، وأعلن الرئيس البشير جاهزية الدولة للرد على أي عدوان من دولة الجنوب واتهمها بايوائها حركات دارفور، وكشف الرئيس عن محاولات لإقناع حكومة الجنوب بتجريد القوات من السلاح، وأكد أن حسم قضية دارفور وخلو المعسكرات من النازحين بعودتهم إلى ديارهم خلال العام الحالي.