ما بين التصديق والخوف، ما بين القبول والتحدي، ما بين الأرق والأرق، وشيء من النشوى وأنا أعانق أعين القراء لنصف عام! يا لهذه الأقدار ويا لسرعة الزمن. بالأمس القريب أذكر موعدي مع الأستاذ «الهندي عز الدين» بعد أن قدمنا أنا وصديقتي «داليا إلياس» من مباني إذاعة ساهرون في الرابع عشر من أغسطس الماضي، والآن تنجلي الأيام ويبقى عطر الحب رسماً على شفاه الورق والقلم. أياماً مضت وأنا أصنع سياجاً من البقاء حول دور الرحيل، وأصارع الصمت ما أستطيع لأخرج من الكلم ما شاء له الله أن يخرج، تارة أروض الحرف كما يروض الخيَّال فرساً جموحاً وتارة أخرى يروضني الحرف ويقلب في ذاكرتي ذكرى الصمود ونقاوم معاً، نسير ببطء على أسرة التعبير لنراود التعبير عن نفسه، فلا يأبى لتخرج الكلمات طفلة تتبناها أعين القراء لتصبح حلالاً رغم أنف الزمن! نصف عام ولازالت الفرحة تعانق الخوف في غياب الحديث، الأحداث تترى والكثير من الأسئلة حول جنيني هذا الذي يرقص في أحضان الورق، لماذا هذا الاسم؟ نوافذ الكلم؟ أقول هذا الاسم هو تجسيد ما اشتهيت، لأنها نوافذ أخرج من خلالها بطريقة تختلف عن ما يجدني عليه الناس من حال في بيتي، فالشعر بيتي الذي أعيش بين جنباته، والكتابة نافذتي التي أطل من خلالها على القراء، ووحدكم تدركون أن حواء تبدو أكثر صدقاً وواقعية حينما تطل عبر نافذة الجيران! لذلك كان الاسم. سئلت مراراً عن مدرستي في الكتابة وطريقتها التي تبدو أدبية أكثر وأنا أؤكد أنها كذلك، أما مدرستي، فأنا لازلت ريفية التكوين ممزوجة بطين القرية وماء (الترعة)، لذلك فأنا أعتمد على سجيتي ومزاجي دون أن أحدد طريقة أو نهجاً للكتابة. تطرقت للعديد من القضايا الاجتماعية التي يحتاجها المجتمع وناقشتها بأسلوبي الذي أعرف، ليقيني أن الكلمة سلاح مثله مثل الأسلحة المتقدمة، لذلك فإني سأناقش كل ما استفز خاطرتي من قضايا، وردتني رسائل كثيرة عبر الإيميل والهاتف أو حتى عبر الموقع الرسمي للصحيفة أنا حقاً سعيدة بها، لأن الذين راسلوني أخذوا بيدي دون أن أعي لنوافذ أكثر اتساعاً ورحابة والآن وأنا أقتسم العام مع الزمن مناصفة، تكسوني السعادة زياً لم أعرفه من قبل، لذلك تحيتي عبر هذه النافذة لكل من طالع حرفاً من هذا الكلم. وأتمنى صادق دعواتكم بنيل الرضا وفيض التقدير خلف نافذة مغلقة. ربما غنانا الرائع محمد الأمين عصارة «أربع سنين» من الحب أما أنا فسأغنيكم على طريقتي ستة شهور: ست شهور والريد والإلفة وطعم إحساس بالشوق لي ناساً لاقو الزول بي روح مختلفة ناس لا كانت بيني وبينم لحمة ودم لا كانت عرفة إلا ربطنا الصدق البينا وكم حاجات لا خوف لا كلفة وست شهور حاجات مختلفة