أنهى الهلال جولته الأولى من التنافس الأفريقي بإيداع عدد كبير من الأهداف في شباك منافسه هي الأكبر في البطولة بعد مازيمبي الذي ينتظر المريخ بعد أن اكتسح منافسه الزامبي بنصف دستة من الأهداف. زاد الغلة من ثلاثية ببانغي وأودع رماته خمسة أهداف بالخرطوم كفلت للأسياد التأهل للدور القادم. تمايلت الجماهير مع الهدف المبكر ثم الثاني ولكنها لم تتجاوب بالقدر الكافي مع سيل الأهداف المنهمر من مهاجمي الهلال، والسبب عدم القناعة بالعرض وضعف المستوى. أما المصيبة الكبرى فكانت تتمثل في الأخطاء وتعددها وتباري اللاعبين في التمرير الخاطئ وضعف الرقابة وانعدام دعم الزميل وتباعد الخطوط وغياب التغطية والرقابة على الخصم. أما المخيف فعلاً فإن المستوى الضعيف لخط الدفاع الذي كان عبئاً ثقيلاً على الفريق بدلاً من تحمل أخطاء الوسط. وكان المدرب أسوأ من في المباراة بإبعاده لفلنتاين وسحب علاء الدين واستمرار عمر واستنفاد كل فرص التبديل دون التحسب للمفاجآت، وقد بقي ديمبا لما يزيد عن ربع الساعة داخل الملعب وهو خارج الخدمة وبلا عطاء، وعاد عمر لخط الدفاع فكانت أخطاؤه قاتلة ومتابعته ضعيفة ولياقته أضعف، وفشل في اختبار السرعة في أكثر من طلعة للفريق الضيف. أما مساوي فلم يبعد إلا هجمة خطرة وحيدة فيما واصل تكرار الأخطاء الكربونية التي تتسبب في ضربات الجزاء والكروت الصفراء والحمراء على شاكلة ما فعل أمام الترجي والمريخ نهاية الموسم الماضي. ويكفي دليلاً على تراجع مستوى عمر بخيت أنه فقد اللياقتين البدنية والذهنية معاً، فأخطأ بعدم التنسيق مع الحارس وبدلاً من تمرير الكرة على جنبتي المرمى اختار قلب الشباك ومرر. ويتحمل المعز الخطأ الأكبر في الهدف لأنه خرج بلا توقيت مناسب ولعلها الفرصة الأولى طوال المباراة، حيث لم نرصد إبعاد المعز لأية كرة طوال الشوطين. أما مساوي فلا يقل سوءاً عن بقية اللاعبين ولكننا نحذر من أخطاء المدافعين التي لا تتحمل ولو لا أن الهلال اغتال الخصم معنوياً من مباراة بانغي لأتعب الهلال بطلعاته وأسلوبه وحماسه وعدم استسلامه طوال الشوطين حتى أجبر المعلم والقائد على ارتكاب المحظور والتسديد في مرماه. دور الستة عشر ومباراة المريخ ليست نزهة في حديقة بانغي الخلفية سيختلف العيار والمستوى ولن يمضي الهلال للأمام إلا إذا أعاد غارزيتو حساباته وأجبر اللاعبين على مشاهدة الخرمجة التي فعلوها أمام الديبلوماسي بالخرطوم. كما ظهر لأول مرة الأنانية المفرطة والسباق لتسجيل الأهداف لبناء المجد الشخصي على حساب الهلال خاصة من سادومبا وبكري، فقد كان كاريكا ومهند في وضعية أفضل في أكثر من مرة ولكنهما سددا ورفض ساسا للغزال تسديد ضربة الجزاء بإلحاح شديد وكنا نتمنى أن يعلم مهند الغرض من إصرار ساسا لرفع رصيده من الأهداف وهي من البديهيات. اما اخطاء الوسط والتمرير وتهديف فالنتين الأرعن فتلك مصيبة ومن جمة اللاعبين لم نلحظ لاعباً جاداً إلا بشه لأنه كان قليل الأخطاء ولا يتفلسف أو يحاول الاستهتار والاستهانة بالخصم. ونعتقد أن دخول نزار لم يضف جديداً للوسط وكان دخوله مؤثراً سلبياً على الهلال خاصة بعد إصابة ديمبا ورجوع عمر للوسط، فكان الأوفق إعادة كاريكا للوسط ولكن المدرب أبقى على المهاجمين الثلاثة رغم أن المباراة محسومة ولهذا فشل مهند وديمبا ونزار في ملء الفراغ وانسحب الهلال لصالح وسط الخصم، فشن الهجمات على الأزرق وأخطأ عمر بينما كان مدرب الهلال يتفرج. استنفد استبدالاته في وقت مبكر وكانت التشكيلة نفسها خاطئة فيما لم يشرك مدافعاً وكان عليه إعادة كاريكا مهند للطرف الشمال وتحويل فالنتاين لعمق الدفاع، لأنه يمتاز بالسرعة والقوة وحسن التصرف والقدرة على قراءة هجمات الخصم. نعتقد أن هذا هو دور المدرب العام الأخ حمد كمال او إعادة نزار للدفاع، لأننا نعتقد أنه في جاهزية بدنية أفضل من عمر من حيث عدد التدريبات بينما عمر عائد من الإصابة والابتعاد الطويل. كنا نشكو أزمة الطرفين ولكن مشكلة الهلال في عمق الدفاع أكبر. نقطة مهمة نلفت نظر الإدارة لها وهي الإصابات المتكررة والمتلاحقة وقد خرج متأثراً بها كل من بويا وديمبا.. كما أن اللياقة ضعيفة للغاية أو أن الفريق يعاني من الحمل الزائد ولهذا ظهر اللاعبون متثاقلين، وكان البطء هو السمة اللازمة وكانوا يجرجون أقدامهم ولا يستطيعون الجري للحاق بالكرة. معظم الكرات لنا أو علينا تحتاج للسرعة لتكون هي السلاح الحاسم ومنها نتج هدف كاريكا الأول وتسبب ساسا في ضربة الجزاء، فيما عانى لاعبونا من بطء الإيقاع ورتابة الأداء واللعب للخلف وغياب التمرير للأمام والضغط على الخصم وتقفيل المساحات والتقارب بين الخطوط. حتى الكرات المعكوسة على مرمى الهلال كانت تمثل خطراً لولا انتباه المدافعين. نعتقد أن التسجيلات السابقة لم ترفد الفريق حتى اللحظة بلاعب مؤهل لاقتحام التشكيلة رغم إشراقات نزار حامد. لم يرتق جمعة وصالح لمستوى المشاركة وفي غياب يوسف وخليفة لم يتأهل معتز رابح لملء الفراغ...أما لاعبو الشباب فكان إشراكهم في الممتاز نوعاً من المكايدة للبرنس. مبارة المريخ هي القمة والبطولة المصغرة ...وهي مناسبة للهلال لتوسيع فارق النقاط وحسم الجولة الأولى والجماهير لن تقبل بغير الفوز.. والفوز لن يتحقق إلا بإلغاء مستوى المباراة الأخيرة من ذاكرة وأذهان الجماهير وظهور الهلال ب(نيو لوك). وبالعدم سيتواصل الإحباط فاحذروا وحاذروا