قبل أن تحل النجمة المصرية نشوى مصطفى بالخرطوم بدعوة من دار شيشر لتأهيل المعاقين، كان تفكيرها منصباً على ما حذرت منه مراراً وتكراراً (ارتفاع درجة حرارة الطقس)، لكنها فوجئت بارتفاع حرارة الاستقبال ودفء المحبة التي يكنها أعلى الوادي لأسفله، قبل أن تتفاجأ أكثر وأكثر بأن البلدين يتقاسمان نفس الملامح ويحتكم شعباهما لنفس الصفات. عندما التقيناها عاجلناها بسؤال مباغت عن انطباعها تجاه السودان، فجاءت إجابتها وكأنها صدى للسؤال: «مبسوطة خااااالص من الشعب السوداني... ما فيش فرق بين السودان ومصر». ولأنها جاءت من بلاد توصف بأنها هبة النيل آثرت نشوى الذهاب إلى مقرن النيلين وهي تتفحص طبيعته الخلابة. وعن زملائها السودانيين قالت إن الفن السوداني «كويس» فقط ينقصه الإعلام الذي ينشره للعالم. وحثت الفنانين السودانيين لإخراج الفن السوداني من المحلية للعالمية بوصفه من أفضل الفنون على المستوى العربي، ودللت على ذلك بأن كثيراً من المطربين السودانيين لهم محبة خاصة في مصر. ودون أدنى انحياز لفرضية الجندر أبدت إعجابها الشديد بالفنانة السودانية فائزة عمسيب وشخصيتها، من واقع مشاهدتها لها في فيلم (عرق البلح) دون أن تلتقيها على الواقع، وكمن تترافع عن الفن السوداني قالت نشوى إن الممثل السوداني يجيد الأدوار باحترافية وفن، لكنها أبدت حسرتها على ما سمعته من أن المسارح في السودان لا تجد اهتماماً من المسؤولين. وعن المخرج السوداني سعيد حامد اختزلت شهادتها المجروحة بعوامل الحب: «سعيد بارع وزي ما هو ابنكم نحن أخونا وهو امتداد لحضارة وادي النيل». نشوى لم يقدر لها تناول وجبة سودانية شعبية رغماً عما سمعته من أن السودانيات بارعات في طهي الطعام، وأبدت نهمها في تناول العصيدة في زياراتها القادمة للأرض التي قالت إن الإعلام المصري ظلمها بعد مباراة مصر والجزائر الشهيرة، واستشهدت بما نقله لها الفنان محمد رياض من أنه كان تحت ضيافة حاتمية من أسرة سودانية منذ وصوله للخرطوم وحتى وداعه في المطار دون أي مقابل غير ذاك الهيام. عندما أتحنا لنشوى فرصة إرسال برقية لجمهورها في السودان هنأت المصريين قبل السودانيين بتحرير هجليج وأردفت مازحة: «جيتنا خير على السودان». (تحيا مصر) هي العبارة التي حملتها ما وسعها من وله وأمنيات عندما سألناها عن الثورة المصرية في ختام مقابلتنا لها وزيارتها إلى السودان وهي في طريقها لمواصلة ثورتها من الجانب الذي يليها