نعيد نشر زاوية الأمس لسقوط سطور من النص. { إن ما تمارسه بعض الصحف من محاولة هزيلة لتمرير أجندة الصهيونيَّة العالمية باهتمامها المريب بأخبار وتصريحات ما يُسمَّى بالمحكمة الجنائية الدولية، هو محض (سفاهة)، لا (صحافة).. { والمعارضة لا تعني البصق على وجه الوطن الكبير.. ورئيس الجمهورية هو وجه الوطن أيُّها السفهاء الصغار.. { المعارضة لا تعني الوطء على حرمة السيادة، بممارسة الفاحشة مع (الأجنبي) على ثوب السودان الأبيض.. الطاهر.. النقي.. { المعارضة لا تعني العمالة والارتزاق للمنظمات الأمريكية والأوربية وأكل مالها (الحرام) تحت غطاء برامج دعم الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان... { وصحيفة «أجراس الحرية» تهز وسطها أمس وترقص على خبر تافه، تجعل منه عنواناً كبيراً لصفحتها الأولى يقول: (الجنائية: البشير سيمثل أمام العدالة في نهاية المطاف)!! { وعنوان الخبر يقول: (المحكمة الجنائية: البشير هو العقل المدبِّر لخطة تدمير «الفور» و«المساليت» و«الزغاوة»)!! { وقارئ «الأهرام اليوم» المحترم.. لا يحتاج إلى تفاصيل مقزِّزة عن متن الخبر المعطوب.. ورواته الجبناء.. وناشريه العملاء.. { ونماذج الصحافة الحرة المستقلة في العالم من حولنا لا تشبه هذا النموذج القميء، فالصحافة المصرية (المعارضة) تجاوزت سقف (الشتيمة) والإساءة (غير) المباشرة في حق الرئيس «محمد حسني مبارك» والمباشرة في حق نجله القيادي بالحزب الحاكم «جمال مبارك»، ورئيس الوزراء «أحمد نظيف» وجميع الوزراء بلا استثناء، ومازال يعلق بذاكرتي «مانشيت» صحيفة «الدستور» قبل أكثر من عام، تعليقاً على خبر عن اعتزال نجل الزعيم الليبي «سيف الإسلام القذافي» السياسة، فجاء عنوان الصفحة الأولى بالبنط العريض: (اعتزل ابن «العقيد».. فمتى يعتزل ابن «الفريق»؟!).. والإشارة الأخيرة إلى الفريق طيار «محمد حسني مبارك»..!! وكان المانشيت إحالة إلى مقال بصفحة الرأي.. فقد تجاوزت الصحافة الحديثة القوالب التقليدية القديمة القائلة بضرورة أن يكون «المانشيت» عنواناً لخبر.. لا سؤال.. أو إحالة إلى حوار. { صحافة المعارضة في مصر تتجاوز سقف النقد و(الشتيمة) ضد جميع أفراد مجلس الوزراء، من رئيس المجلس أحمد نظيف وإلى أصغر وزير، ولكنها تتأدب في حضرة رئيس الجمهورية، فلا تأتيه سافرة، وماجنة، ومخمورة ..! { الصحافة هناك تفرِّق بين (مبارك) الرئيس والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ونجله (جمال) القيادي بالحزب الحاكم.. { صحافة المعارضة المصرية تهاجم النظام في كل شيء، انطلاقاً من رؤى «داخلية» لكنها لا تتعرَّى للأجنبي، ولا تفتح ساقيها لصعاليك المخابرات الدولية .. الأمريكية والاسرائيلية والأوربية .. ولا تُنفذ أجندة المنظمات الدولية بشأن الأقباط والإخوان المسلمين.. ومسلسلات (أيمن نور).. { من حق كل صحفي في كل بلد من بلاد الدنيا أن يعارض الرئيس والحكومة .. باستخدام آليات السياسة.. وأدوات المهنية .. لا غيرها.. { إذن، ومهنياً، لا سياسياً، ما هو الجديد أو المفيد، أو الصحيح في خبر منقول عن وكالة مغرضة يحكي عن معاناة المحكمة الجنائية المجروحة العاجزة عن إلقاء القبض على الرئيس السوداني (الشرعي) المعترف به دولياً لدى الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي، وتجمع (س.ص) و... و...!! الرئيس المعترف به حتى لدى حركات التمرد المسلحة التي أرسلت شهود الزور إلى محكمة محامي تجار المخدرات في الأرجنتين «لويس مورينو أوكامبو»، ألم تسمعوا يا صحفيين يا مهنيين بقائد حركة العدل والمساواة «خليل إبراهيم» يخاطب «البشير» في حفل توقيع الاتفاق الإطاري بالدوحة: (السيد رئيس جمهورية السودان عمر حسن أحمد البشير)؟!! { انتهت «مسخرة الجنائية» إلى حضيض السياسة الدولية ومزبلة التاريخ.. لكنها ما تزال عناوين بارزة في صحيفة «أجراس الحرية» لسان حال الموتورين.. والغرباء.. والعملاء..!! { انتهت مهزلة الجنائية، وكاد قضاتها ومستشاروها يقدمون استقالاتهم غير مأسوف عليهم في ظل رفض دول المنظومات العربية والأفريقية والآسيوية تنفيذ قرارها (البايخ) و(السخيف) بتوقيف رئيس جمهورية السودان..!! { انتهت المهزلة إلاَّ على أوراق الصحف المهزلة..!! وخرجت جماهير الشعب السوداني في «أم درمان».. والقضارف وبورتسودان.. وكل ربوع السودان.. تلتف حول رئيسها.. وتصرخ بهستيريا الكرامة :(سير.. سير يا بشير). { «البشير» الذي حاصرته جماهير الفور والزغاوة والمساليت بمئات الآلاف في «الفاشر» قبل أيام وهي تهتف بحياته وانتخابه هو العقل المدبر لخطة تدمير الفور والمساليت والزغاوة..!! يا سبحان الله. { «البشير» الذي تخرج له جماهير جنوب دارفور غداً «الإثنين» بمئات الآلاف هو العقل المُدبِّر لخطة تدمير الفور والمساليت والزغاوة.!! ما أقذركم.. إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم!! { لكن خطة (تدمير العملاء) في السودان تحتاج إلى تشكيل لجنة قومية عليا يفهم بعدها السيد «صلاح الكجم» أن (الحرية) مفهومها أسمى من ثقافة السوق، وصفقات «البزنس» المضروب مع حكومة الجنوب.