تحية طيبة مباركة لقد سمعنا بقانون جديد في القوة والصرامة في ردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على الطفولة البريئة بالاغتصاب والقتل أو حتى التحرش بهم. وليس معنى هذا أن يتخلى أولياء الأمور عن دورهم في المتابعة والمراقبة لأبنائهم، مع من يذهبون وإلى أين يذهبون؟ وقد أثبتت الدراسات التي أجريت على الأطفال المنحرفين والاحداث الجانحين والمجرمين، دلت على أن هؤلاء يأتون في كثير من الأحيان بل في معظم الأحيان من بيوت لا يسودها التفاهم بين الأب والأم، من بيوت يكون فيها الأب سكيراً أو كثير الشغب والتعدي على الزوجة، كثير التخاصم معها، من بيوت يتغيب فيها الأب عن البيت أو تضطر فيها الأم إلى الخروج من البيت، من بيوت لا تكون فيها علاقات الأب والأم علاقات محبة واحترام وحسن معاملة. ولقد كانت أسباب انحراف الاطفال طلاق الأم والأب وهذه الحالة اذن تؤدي إلى خروج الأطفال على المجتمع والقانون. وهذا أمر معقول لأن الأم التي تطلق تحل محلها زوجة أب وتحرص على أن تصرف محبة زوجها إلى أولادها هي وتعمل على ظلم أبناء زوجها وبناته والعكس صحيح، أي أن الزوج الذي يضطر إلى تربية أبناء زوجته من زوج آخر كثيراً ما يعامل أبناءها معاملة ظالمة، فيضطر الأطفال إلى الهروب من المنزل والتشرد والضياع. إن وجود الأب والأم في البيت أمر ضروري لتربية الأبناء والعناية بهم وحسن تربيتهم ومراقبتهم ومتابعتهم، وإن الظاهرة الخطيرة التي نشاهدها في هذه الأيام من عمليات الطلاق التي تحدث بين الأزواج حيث نجد محاكم الأحوال الشخصية تكتظ بالنسوة اللائي يطلبن الطلاق من أزواجهن نتيجة للغيبة أو الإعسار أو عدم الانفاق، وبين الزوجين اطفال أبناء وبنات، وتضيق حالة الأسرة نتيجة لهذا الطلاق ويفقد الأبناء المراقبة والمتابعة من الأب والأم ثم نأتي ونشتكي من الممارسات الخاطئة من الأبناء وتعرضهم لارتكاب الجرائم في حقهم، ونُحمل السلطات هذه الأحداث وهذه الجرائم التي تحدث. فإذا ارتضت الأم بهذا الفراق عن زوجها فعليها تقع مسؤولية كبيرة تجاه الأبناء من الرعاية والعناية. إننا نعلم كثيراً من النسوة ربين أبناءهن أحسن تربية حتى تخرجوا في الجامعات وأصبحوا رجالاً صالحين أدوا دورهم في المجتمع وأفادوا أسرهم ووطنهم. إن أبناءنا أمانة في أعناقنا ينبغي العناية بهم ورعايتهم وتوجيههم إلى ما هو صالح من الأقوال والأفعال، ومن هنا كان واجب البيت سواء كان البيت الأصلي أو البيت المتبني للطفل أن يوفر للطفل حقه من العناية والرعاية. وإنه بالتفاهم والتحاب والاحترام والصداقة، بهذه الدعائم الأربعة تكون العلاقات صحيحة في البيت وينشأ الطفل في الجو المناسب من العلاقات الطيبة بين أفراد الأسرة ولا سيما رب الأسرة وربتها، وعلينا أن نسعى لتحقيق ذلك. والله الموفق بابكر سعد حسن الشايقي معلم متقاعد