مدينة الأمل هي إحدى مشاريع صندوق الاسكان والتعمير، كما تقدم، (4) آلاف منزل بهدف إيجاد سكن ملائم للفئات محدودة الدخل من المواطنين وأرباب المعاشات وعدد من أسر الشهداء والأيتام و«مكفولي» الزكاة وأفراد الشرطة والقوات المسلحة، تمثل خليطاً من مختلف الاجناس والثقافات واللهجات. تقع مدينة الأمل جنوبالخرطوم وتحديداً جنوب شرق مدينة الكلاكلة شرق.. تتكون من أكثر من (4000) منزل، ويقطنها أكثر من (3000) مواطن.. يعاني سكان المدينة من تدنٍّ واضح في الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية والبيئية، إذ تعاني بعض المربعات بالمدينة من مشاكل الصرف الصحي مما شكل وضعاً صحياً متردياً جراء الطفح المستمر. تم رفع الأمر للمعتمد ووجه سيادته بمخاطبة صندوق الاسكان والتعمير. تقول «غادة» ربة منزل ل«الأهرام اليوم».. أسكن في مدينة الأمل منذ أكثر من (5) سنوات ولدي (6) أطفال في أعمار مختلفة أصغرهم يبلغ من العمر (6) أعوام، وأكبرهم (25) عاماً، استشهد والدهم في مناطق العمليات.. نعاني من ضيق ذات اليد ودخلنا المحدود. ابني «محمد» يعمل سائقاً وأحياناً أقوم ببيع الشاي في «سوق الوحدة» بالكلاكلة شرق. وطالبت المسؤولين بإنشاء مستشفى حكومي بالمنطقة للجوء اليه لبعد المنطقة من الخدمات الصحية والمواصلات، وقالت: نعاني في نقل الحالات «الحرجة» الى حوادث المستشفى التركي. وتقول أم كلثوم، تسكن مربع (20) الحارة السابعة ل«الأهرام اليوم»: سكنت في مدينة الأمل منذ ثلاثة أشهر وحتى هذه اللحظة لم نر «عربة النفايات» تجوب شوارع المدينة، حيث يتخلص الناس من النفايات والأوساخ بدفعها الى «صاحب الكارو» مقابل (2) جنيه كل اسبوع حتى لا يصبح المنزل بيئة صالحة للأمراض والحشرات فيتضرر منها أبنائي الصغار. المواطنة «فايزة» أكدت ل«الأهرام اليوم» أن الصرف الصحي عذّب المواطنين وأرهقهم مادياً، حيث ندفع كل شهر أو شهرين ونصف مبلغ (10 50) جنيهاً لنظافة وشفط الآبار الممتلئة بمياه الصرف الصحي من أجل خلق بيئة وجو صحي آمن لأطفالنا الصغار وحفاظاً على منازلنا من الانهيار. لا توجد خدمات عبد العزيز الحاج سكرتير اللجنة الشعبية ومسؤول الخدمات بمدينة الأمل قال ل«الأهرام اليوم»: إن مسودة الاتفاق بين الصندوق والمحلية بشأن صيانة الصرف الصحي الصادرة بتاريخ 16/6/2008م ليست سليمة، وقال إن المحلية أنكرتها ولا صلة لها بها، حيث أصدرت المحلية خطاباً بتاريخ سبتمبر الماضي أكدت فيه عقب الزيارات الميدانية والفنية والصحية من قبل الجهات المختصة بالمحلية أن عدد المنازل بهذا المربع (20) تبلغ 2.800 منزل بالاضافة الى 207 «منزل تعويضات» يوجد بها (37) حوض ترسيب يخدم (54) أسرة وعدد (74) بئر سايفون تستقبل الواحدة منها مياه حوض ترسيب واحد. شباب بلا مراكز ثقافية وأكد مسؤول الخدمات بالأمل ل«الأهرام اليوم» أن مدينة الأمل خالية من المراكز الصحية الحكومية وسيارات الاسعاف التي تساعد على نقل المرضى الى حوادث المستشفى التركي الذي يبعد كثيراً من المدينة وتحديداً الحالات الحرجة مثل الولادات وحالات الحوادث، بالاضافة الى انعدام المراكز الشبابية رغم توفر المساحة المخصصة لها وسبق أن وعدتنا وزارة الشباب والثقافة والرياضة بتنفيذ مشروعات ولكن لا مجيب حتى الآن وأصبح الشباب يجوبون الشوارع ويتجمعون دون هدف في أطرافها. وأشار الى أن المدينة بها مدرستان، واحدة للبنين وأخرى للبنات، وهي مكتظة بالطلاب ويتراوح عدد التلاميذ في الفصل الواحد ما بين (70 90) طالباً مما يؤدي الى تردي الرسالة التعليمية. وأضاف سكرتير اللجنة الشعبية أن صندوق الاسكان الشعبي ساهم في التردي الصحي الذي تعاني منه المدينة، وجراء كثرة الحشرات والأمراض وانبعاث الروائح الكريهة.. أيضاً يعاني أهل المدينة من انعدام الشوارع المسفلتة التي تتسبب في «عرقلة» سير المواصلات من وإلى مركز الخرطومالمدينة، وارتباطها بالشوارع الرئيسة والتي تربطهم بأماكن عملهم ودراستهم. وأشار الى أن سكان مدينة الأمل يشربون مياه شديدة «الملوحة» وعندما لجأنا لهيئة المياه لرفد المدينة من مياه النيل رفضت متعللة بأولوية معالجة الصرف الصحي بالمدينة أولاً، وأوضح أن الجهة المسؤولة عن النواحي الأمنية بالمنطقة وعدتهم بتوفير الخدمة الأمنية بإقامة ثلاثة مراكز لبسط الأمن الشامل ولكن حتى هذه اللحظة لم تنفذ شيئاً، «وعصابة السرقات» تهاجم المدينة من حين لآخر مع تعثر إلقاء القبض عليهم، والمحلية أكدت ل«الأهرام اليوم» انها خاطبت ادارة الصندوق القومي للاسكان والتعمير وبعد الزيارة وجدنا أن هنالك طفحا في المينهولات وبعض المنازل وكانت أحواض الترسيب ممتلئة تماماً مما يزيد من احتمال الطفح داخل المنازل والمينهولات خارج المنازل، لقد أصبح الوضع الصحي متردياً جراء الطفح. رفعنا الأمر للسيد المعتمد ووجه بمخاطبة الصندوق لأن الصرف الصحي بالمجمع السكني مربع (20) يتبع مباشرة لادارتهم ..«أرجو معالجة الأمر عاجلاً حتى نتجنب أي أضرار صحية قد تحدث لمواطني مدينة الأمل جراء تردي خدمات الصرف الصحي...» هكذا كان خطاب مدير عام محلية «جبل أولياء» عماد الدين خضر الى صندوق الاسكان ولكن لا حياة لمن تنادي.. ما عادت نداءات وغضب أهل مدينة الأمل تحرك في ادارة الإسكان ساكناً.. «الأهرام اليوم» داخل صندوق الاسكان حملنا تلك التساؤلات بما فيها مشكلة الصرف الصحي الى نائب مدير عام الصندوق القومي للاسكان والتعمير ومدير المشروعات، الذي أكد أن تدهور خدمات الصرف الصحي بسبب «سوء استخدام» بعض مواطني الأمل مربع (20) وقال: وجدنا للأسف (كوارع) و(نوى للبلح) داخل المينهولات.. قمنا بصيانتها بتكلفة 9 مليارات جنيه سوداني وتحملها الصندوق تفادياً للمشاكل، وقال إن الصرف الصحي في مدينة الأمل تم اصلاحه بواسطة جهات الاختصاص وإدارة البنية التحتية في جهاز الصرف الصحي، كل المعالجات تم تنفيذها بواسطة الاستشاري الذي «عُيّن» خصيصاً لمدينة الأمل. قلنا لكن المنهولات تبعد مسافة (10) أمتار من بعضها بعضا مما يعيق نظافتها؟! قال: هذه آراء مواطنين، أنا أتعامل مع جهات مختصة، فالمهندس الذي نفذ المشروع قدم من هولندا. مقاطعة قلنا هل حدث تلاعب من جهة ما في التنفيذ أم ماذا في الأمر؟! رد قائلاً: لا يمكن أن يحدث ذلك لأنه بواسطة تيم متكامل وتمت مراجعته وتجربته. مقاطعة لكن تلاحظ أن الحوائط متشربة بالماء وهنالك سوء تصريف واضح للعيان؟ رد بالقول: لا يوجد تأثير بعد أن اكتملت الصيانة وتمت تجربته (بتدوير الموية) تأكدنا من ذلك ما قمنا بتنفيذه (يكفي) و(أنا تاني ما عندي كلام معاهم) بعد اللجنة التي تكونت ودرست الموضوع ووضعت مقترحاتها للصيانة رغم أن المسؤولية لا تقع علينا. وأضاف «لا يمكن أن يستخدم خط للصرف الصحي بدون ماء»، (ما دافع فاتورة الموية) وبموجب هذا العقد ليس لدي التزام مرة أخرى. إبحثوا عن الجهة المسؤولة!! المواطنون لا يدفعون للمحلية والمحلية لا تقوم بهذه الخدمة نظير الدفع المقدم وهذا العمل متعارف عليه عالمياً. مقاطعة لكن مواطني مدينة الأمل من ذوي الدخل المحدود «أرامل، مطلقات، جنود، عمّال، صغار المواطنين»؟! قال: على الأسر الضعيفة ان يبحثوا عن (صرفة) غير الصرف الصحي. هذا العقد انتهى واللجنة الشعبية هي الجهة الوحيدة الممثلة للسكان بالحي الآن والمحلية لا يمكن ان تدير مرفقاً مجاناً. قلنا له: هنالك اشتراكات تدفع من جميع مواطني الأمل للجنة الشعبية حتى يجلبون (عربة) لشفط مياه الصرف الصحي كل شهر أو شهر ونصف!! رد قائلاً: هذه طريقة (مخالفة) وخطأ ونعتبرها سوء استخدام «يفترض» على اللجنة الشعبية أن تدير المرفق وعلى المحلية أن تأتي بأجهزتها المختصة وتدفع المساهمات للمحلية شهرياً بمجرد استلام شبكة الصرف الصحي من الاستشاري وكان يتوجب على اللجنة الشعبية أن تجلس مع المحلية للاتفاق على الرسوم الشهرية لتشغيل هذا المرفق وادارته واذا حدث «خلل» على اللجنة الشعبية ان تطالب المحلية بالمعالجة.