نجح مؤتمر إعمار دارفور الذي استضافته العاصمة المصرية القاهرة أمس «الأحد» في تخصيص مليار و(300) مليون دولار رصدتها (80) دولة ومنظمة لإعادة إعمار الإقليم المضطرب. وأشاد المشاركون بجهود دولة قطر في إحلال السلام بالإقليم، مشيرين إلى أن التطورات الإيجابية في القضية تسير في اتجاه تحقيق حل سلمي بالإقليم، واقترحت قطر إيداع المساهمات في بنك تنمية دارفور الذي أعلن عنه أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني برأس مال قدره ملياري دولار. وطالب وزير خارجية مصر أحمد أبوالغيط في فاتحة المؤتمر الدولي الجهات المانحة والمشاركة في المؤتمر الإيفاء بالتعهدات اللازمة لإنفاذ المشروعات المطروحة. وأشاد أبو الغيط بتوقيع اتفاق السلام الإطاري بين الحكومة وحركة العدل والمساواة والاتفاق الإطاري مع حركة التحرير والعدالة، مشيراً إلى أن تلك الاتفاقيات تجد المباركة الكاملة من القاهرة التي قال إنها دعت بقية الحركات إلى اللحاق بها توطئة للوصول لسلام دائم بالإقليم. من جانبه دعا وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد بن عبد الله آل محمود الدول المشاركة إلى الموافقة على مقترح أمير دولة قطر بتأسيس بنك تنمية دارفور، وقال «بذلك سيكون هناك توفير للجهد وللمصاريف الإدارية بجانب توفير قناة واضحة لتنفيذ المشروعات المطروحة على أرض الواقع». إلى ذلك أكد وزير الخارجية التركي أحمد داؤود اوغلو، في كلمته، أن حكومته تدعم كافة الجهود المبذولة لجهة التوصل إلى سلام شامل بالإقليم لا سيما جهود الحكومة القطرية، مشيراً إلى أن تطبيع العلاقات بين الخرطوم وإنجمينا من شأنه دعم الجهود المبذولة لتحقيق السلام، موضحاً أن أنقرة قدمت مساهمات تقدر ب(70) مليون دولار وأنها في السابق قدمت (150) مليون دولار. وأكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن ما تحقق من إنجازات على طريق السلام والأمن والاستقرار في السودان ليس بالقليل، لكنه قال «مازال أمامنا الكثير وفي وقت قصير يستوجب تضافر جهود كل الأطراف وتكثيف التحركات الدولية»، موضحاً أن المبادرة العربية الأفريقية، التي أشار إلى أن قطر تتولى إدارتها، أسهمت في خلق قدر من التفاؤل حول تنامي فرص أفضل لسلام شامل، مطالباً الدول المشاركة بإرسال رسائل سلام تناشد الأطراف المتنازعة عدم اللجوء للعنف والثورة والأخذ بلغة الحوار في إطار العملية السياسية التفاوضية القائمة في الدوحة بهدف الوصول إلى تسوية دائمة ونهائية. وقال رئيس البعثة المشتركة «اليوناميد» إبراهيم قمباري إن كثيراً من مناطق الإقليم تتمتع بالاستقرار فيما عدا منطقة جبل مرة، التي أشار إلى أنها تشهد بعض الاحتكاكات، موضحاً أن المؤتمر جاء في وقت شهدت فيه القضية تطوراً إيجابياً، وأن تلك التطورات تؤكد أن عملية السلام تسير نحو الوصول إلى اتفاقية سلام تضم جميع الأطراف في الإقليم، مشيداً بجهود دولة قطر والوسيط المشترك جبريل باسولي. وقال رئيس جنوب أفريقيا السابق، رئيس لجنة حكماء أفريقيا ثامبو امبيكي إن الوقت قد حان لإيقاف الحرب، مشدداً على ضرورة وضع ضمانات تحول دون اندلاع الحرب في الإقليم من جديد، وعلّق «سنعمل بكل ثقة في اجتماعات الدوحة لتحقيق هذا الأمر حيث ينبغي إعادة السلم والأمن في هذه المنطقة». وأكد أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل إحسان الدين أوغلو أن السلام أصبح حقيقة ماثلة يتلمسونها في التطورات الإيجابية المتسارعة لحركة المفاوضات، وقال نشهد آثار السلام الإيجابية على أرض دارفور خاصة والسودان بصورة عامة.