يعتبر الانضباط في المواعيد من القيم الحميدة التي يتباهى بها الذين ينظمون حياتهم في هذا الكون، لأنها تخرج بالإنسان من وهاد النفاق إلى مدارج النور والصدق. وهي الطريق الصحيح ليسير الإنسان على هدى من ربه، ويكفي فخراً المنتمي إلى هذه الصفة القيّمة أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم. والحديث عن التحلى بالانضباط في المواعيد لا يتسع المجال لذكره.. ولكن نفتح مساحة للبوح عن هذه القيمة للبعض فماذا قالوا؟ الانضباط حضارة قال زاكي الدين العوض: حقيقة هذه الصفة (الانضباط في المواعيد) أنا من الذين يهتمون كثيراً بها، و(أزعل جداً) لو أخطأ أحد المقربين إليّ ولم يوفِ بوعده وأشار إلى أن الانضباط بالمواعيد دائماً ما (يُلصق) بالإنجليز فيقولون لك (فلان ده مواعيدوا مواعيد إنجليزي).. ويضيف هذا يعني أن الانضباط في المواعيد يُعد ثقافة وحضارة. ويؤكد زاكي الدين أن مواعيد السوداني لا يعتمد عليها فغالباً ما يأتيك بعد ساعة من الموعد المضروب معك، وهذا صفة (مش جميلة)!. أما أنس إبراهيم الصادق فيرى أننا بعيدين جداً عن هذه الصفة وحتى التحدُّث عنها ضرب من ضروب التسلية. لذا لابد في المقام الأول أن نلتزم نحن في الإيفاء بالمواعيد واحترام وقت الآخرين. ويشير بأننا في عصر السرعة في كل شيء، فوجب علينا أن نجاريه حتى لا نصبح نسياً منسياً. وعلى ذات السياق تحدثت أناهيد محمد الحسن قائلة: لكل أمة في العالم سمة، وأصبحت مواعيد السوداني جزء من ثقافته. فإذا أردت من أحد أن يأتيك في الزمن (المظبوط) فعليك أن تقول له مثلاً (نتلاقي الساعة التاسعة ليأتيك في العاشرة وحاجة) وأضافت أن التزامنا بالمواعيد يعني مدى ثقافتنا لاحترام الوقت .. فالسرعة أصبحت هي المعيار الصعب الذي نقيس به حتى أحلامنا ناهيك عن حاجاتنا الحياتية الأخرى. أما عثمان دفع الله محمد يقول: أنا من الذين يعانون جداً في هذا المجال فإني معني بإيفائي للمواعيد ولكن من يوعدوني (يجهجهوني) فهل انتظره أم أذهب؟ وهذا يعني أن هناك قلقاً شديداً يُحاصر الذي ينتظر أو يكون محل الانتظار! واللافت للانتباه أن الانضباط في المواعيد يُحاصر حتى أصحاب الشعور (الحية)، الشعراء والفنانين. فنجد في أغنياتنا السودانية الكثير من الاشارات والدلالات التي تؤكد ذلك. فمثلاً (تعال بكرة أو بعد بكرة) وفي موقع آخر قبال ميعادنا بساعتين أبيتو أنا وأباني البين!!.. الانتظار حار جداً ومن لم يجرِّبه لا يعرفه. هكذا قال قاسم سر الختم. مضيفاً نحن السودانيين نحتفل بهذه القيمة وعادة ما يفي السوداني ويأتي في الزمن المحدد إلا في حالة الوفيات والأفراح فإنهم غير ذلك. أن نكون دقيقين في مواعيدنا وقال الشيخ عبد الله وداعة الله : حثّ الإسلام بأن نكون منضبطين في كل شيء حتى انضباطنا في المواعيد، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» واتقان العمل يبدأ بالحرص على الانضباط في المواعيد وعدم التأخير أو الغياب بدون إبداء أي سبب. وأضاف فليس المطلوب منا فقط أن نعمل بل المطلوب أن نكون دقيقين في الإيفاء بالمواعيد. ويقول عثمان الضي المدير الإداري لشركة نظم المعلومات: إن الانضباط في وقت الدوام والحضور والانصراف في الوقت المحدد هي ثقافة، وأضاف إلا في حالة الضرورة ولكن الانضباط في المواعيد على مستوى المؤسسة مهم والانضباط له درجات وعدم الانضباط درجات. وكلما زاد قدر الانضباط لدى المرء زادت قدرته على تحقيق أهدافه في الحياة. وكلما نقص قدر الانضباط لديه قلّت قدرته على تحقيق أهدافه. وأشار أن التفريط في المواعيد له أثر سلبي على كل المستويات. لذا أتمنى من كل واعد أن يفي بميعاده مهما كانت الأسباب حتى ننزّل سنة الايفاء بالوعد عملياً على أرض الواقع. ترتيب داخلي ويقول الباحث الإجتماعي عثمان إبراهيم أن صفة الانضباط في المواعيد مهمة وهذا يُدلِّل أن الشخص مرتب في (حاجاته) وليس هناك خلل فيها بغير أن الذي غير المرتب في حياته لا يكون متوازناً حتى في كل أشيائه وخاصة الانضباط في المواعيد.