{ مؤخراً، وضمن برنامج أسبوع التطعيم الإقليمي بالسودان، الذي أولته وزارة الصحة اهتماماً بالغاً ومقدراً، تحت شعار «أولادنا معاً لحماية مستقبل بلادنا»، أتيحت لي فرصة ذهبية لحضور توقيع الشراكة الفاعلة والذكية بين وزارة الصحة الاتحادية ومؤسسات القطاع الإعلامي بمردوده الواسع والمتنوع. انطلاقاً من مبدأ أن وزارة الصحة هي أهم الوزارات التي تخدم قضايا التنوع والحياة والاستقرار والتنمية على الإطلاق، وهي الأولى ببناء شراكات إيجابية مع جميع الجهات ذات الصلة التي تحقق تحسيناً مطلوباً في خدمات الصحة ورفع الوعي والتثقيف الصحي، ونشر مفهوم التحصين وإيجابياته وأهميته كما يجب، تأكيداً على أن الصحة مسؤولية الجميع. { وحتى تعم الفائدة؛ بادرت وزارة الصحة الاتحادية مممثلة في وكيل الوزارة بعقد اتفاقية شراكة مع كل من التلفزيون القومي والإذاعة القومية بمختلف موجاتها القصيرة والطويلة ووكالة السودان للأنباء واتحاد الصحفيين، على أمل أن تلتزم جميع هذه الأطراف بمبدأ خدمة المواطن ورفع معدلات الوعي والفهم الصحي قدر الإمكان، بما يخدم مشاريع الصحة الشاملة. وعن الدور المناط بهذه الشراكة في زيادة استخدام الخدمات الصحية؛ تحدثت الأستاذة الناشطة في مجالات التحصين «ستنا أحمد السيد» مشيرة إلى ضرورة أن تهدف الشراكة لإيجاد السبيل الأمثل لكيفية تأثير المعلومة المنقولة في زيادة الوعي الصحي، وجعل المواطن شريكاً أصيلاً في السلوك الصحي، وهذا قطعاً لا يتم إلا من خلال مواعين الإعلام؛ نسبة لتأثيرها العظيم في المتلقي، غير أن وزارة الصحة لا ترغب في جعل نشاطها الإعلامي موسمياً أو قاصراً على مناسبات معينة، كما أنها لا ترغب في التأثير على الإعلاميين أو التدخل في شؤونهم أو دفعهم لنقل وقائع وأخبار الوزارة فحسب، بل تهدف هذه الشراكة للنهوض بالعلاقة بين الإنسان السوداني ووزارة الصحة، ودفعه للمواكبة والوقوف على كافة المجهودات المبذولة لأجله أولاً وأخيراً. لهذا فإن هذه الشراكة تقوم أساساً على المصداقية، ولكن لا بأس من حرص جهات الإعلام المختلفة على تقصي الحقائق، والسعي لاستقاء الأخبار والمعلومات من مصادرها، حتى لا تتعارض القضايا المعروضة إعلامياً على الرأي العام مع المصالح الأخرى، كما يحدث أحياناً في أوان الوبائيات مثلاً. { إذن، فالمعلومة الصغيرة تفيد المواطن، والنشر الإيجابي ضرورة ملحة، ومثلما نعرض في كتاباتنا للقصور والمثالب في المجال الصحي؛ التزمنا بضرورة عكس الجوانب المشرقة والمعاونة في نشر رسالة وزارة الصحة بصورة جيدة وجذابة ومؤثرة، على أن يتم ذلك بأبسط الوسائل الممكنة، مع التركيز على استخدام اللهجات المحلية على امتداد المليون ميل مربع حتى تعم الفائدة المرجوة. { ولا يخفى على أحد أن أهم برامج الوزارة التي تستحق الدعم الكامل والمساندة الإعلامية هو برنامج التحصين، لأن عافية الأطفال من عافية الوطن، علماً بأن الوزارة أدخلت مؤخراً المزيد من الجرعات التحصينية لبرنامج تحصين الأطفال أبرزها لقاح (الروتا) الذي يحمي من الإسهالات الحادة، ولقاح (المكورات الرئوية) الذي يحمي من الالتهابات الرئوية والتهابات الجهاز التنفسي العليا، ذلك بالإضافة للمبادرات الطيبة التي قامت بها إدارة التحصين الموسع، مثل مبادرة استئصال الشلل، والقضاء على الحصبة، ومبادرة الحد من تيتانوس الأمهات والأطفال المواليد، ومبادرة تعزيز صحة الطفل. زيادة على برامج التطعيم الروتيني المجاني المتوفر دورياً وبانتظام بكل مواقع التطعيم الثابتة والفرعية والجوَّالة. { في ختام هذه الجلسة الطيبة والمفيدة، وبعد إبرام جميع الاتفاقيات المشتركة؛ خرجنا بالعديد من التوصيات الداعمة للعمل الإيجابي والتعاون المثمر بين الإعلاميين ووزارة الصحة، إيماناً من الجميع بأن الصحة أولوية تستحق الالتزام والتعاون والاهتمام. { تلويح: شكراً جميلاً للقائمين على برنامج التحصين الموسع لحرصهم الواضح على سلامة أطفالنا، وهذا ما ندركه نحن الأمهات أكثر من غيرنا.