لم يكن الذهب كما كان في الماضي أو حتى وقت قريب تستخدمه النساء للزينة أو حتى لحفظ المال إذ أن الأسعار الخرافية والمرتفعة يوماً بعد يوم للذهب جعلت النساء يتراجعن كثيراً عن شرائه واقتنائه والاستفادة منه في وقت الحاجة.. الآن أصبحت أسعار الذهب ذات صلة وثيقة بالسعر العالمي كما أن الأزمة المالية العالمية قد ألقت بظلالها على الذهب وأسعاره. «الاهرام اليوم» كشفت جولتها التي أجرتها داخل أسواق الذهب بالخرطوم وأم درمان وبحري عن قلة الطلب من قبل النساء والذين يتعاملون بالذهب وخلت أسواق الذهب تماماً من أمثال هؤلاء وذلك فيما عدا الذين جاءوا للسؤال والاستفسار فقط، وهل هنالك توقعات بانخفاض قريباً بينما توحدت الإجابة من قبل تجار الذهب بكلمة (لا). ولاحظت «الاهرام اليوم» إستياء معظم التجار من الوضع الراهن للذهب، الأمر الذي سيؤدي إلى ترك البعض منهم هذه المهنة واللجوء إلى مهن أخرى وهذا ما أكده لنا البعض منهم بينما اشار عدد منهم إلى أنهم قد اكتفوا فقط بالطلبات وحتى بعد أن يتأكد التاجر من رغبة الزبون في الشراء يقوم بعد ذلك بإحضار نوع الذهب المطلوب. وتؤكد «الاهرام اليوم» أن سعر الجرام من الذهب وصل إلى (96) جنيهاً للشراء و(85) للبيع وعند سؤالنا للتجار عن كمية الطلبات التي يستقبلونها يومياً للشراء والبيع أكدوا أن نسبة الشراء تتراوح بين (1% إلى 2%) اما البيع فالطلبات كبيرة حيث يعجز في بعض الأحيان عن توفير السيولة اللازمة لمقابلة عمليات البيع حيث انعكست النظرية الآن، وتماماً هذا ما أشار إليه بعض التجار بسوق الذهب ببحري حيث أكد أن التجار لا يسعون الآن للربح بقدر ما يسعون لحركة سوق الذهب وذلك بعكس الذين يقتنون الذهب هم الذين يسعون للربح لذا فيتجهون للبيع فالذي اشترى الجرام بمبلغ (65) مثلاً فهو بلا شك سينال النصيب الأكبر عندما يبيع الآن بمبلغ (85) جنيهاً وذلك على حد قوله. «الأهرام اليوم» والتي كانت تتجول داخل سوق الذهب سألت إحدى النساء وذلك بعد حديث التاجر الذي قارن ما بين (65 و85) مثلاً.. سألت إحدى النساء بعد أن قامت ببيع كمية من الذهب الذي بحوزتها أكدت أن هذا الذهب الذي تقوم ببيعه الآن كانت قد اشترته قبيل توحيد الأسعار ولا تدري بأي الأسعار كان إلا أنها أكدت بأنها قد ربحت الكثير الكثير. وقالت في الماضي كنا نقول نحن معشر النساء بأن الذهب للزينة فقط وليس لحفظ المال أما الآن فإن الذهب للربح خاصة للذين يكنزونه. وسألت الصحيفة أحد التجار عن إقتران عودة المغتربين بانخفاض أسعار الذهب حيث أوضحوا انه لا علاقة بين العودة وانخفاض أسعار الذهب، فهذا كان في الماضي حيث يأتي المغتربون بكمية من الذهب تؤدي إلى الإنخفاض بالسوق المحلي أما الآن وكما تعلمون فإن الأسعار ذات علاقة بالأسعار العالمية. وفي رده على سؤالنا الطريف الذي طرحناه حول الإقبال على الذهب من قبل (العرسان) قال:(دا كان زمان) أما الآن فيكتفي البعض بشراء الأقل وزناً والبعض يكتفي بخاتم واحد فقط أي بما يعرف (بالدبلة).