{ حكاية قديمة، تتجدد مع كل زواج يحدث، فما أن يمضي «شهر العسل» الوهمي بسلام وانسجام؛ حتى تبدأ الزوجة في وضع الخطط والسياسات لتغيير زوجها! ومحاولة تأهيله من جديد ليصبح أفضل بما يتناسب مع رغباتها وتوجهاتها، عملاً بالمثل الشعبي القائل: «زوجك على ما تعوِّديه»، وربما تبادر الزوجة لذلك الترويض بدافع الحب والاقتناع، وفهمها للزواج كما تعلمته من البيئة والثقافة المحيطة بها، ولكن في الجانب الآخر ينتاب الزوج الشعور بالضيق، والحصار، بدرجة كبيرة، وتستيقظ جيناته الذكورية؛ فيرفض الاستجابة لهذا الترويض، ليبدأ الصراع الخفي بين الزوجين، ما بين ضرورة التغيير والامتناع عنه. { لهذا وضع علماء الاجتماع خطتهم المدعَّمة برأي الطب النفسي والدراسات الميدانية، من أجل تغيير يسير وبوسائل مضمونة ومرضية للطرفين، مؤكدين أن في أية علاقة إنسانية يكون لكل طرف مآخذه على الطرف الآخر، ودائماً ما يأمل في تغييره، فنجد الفتاة تُقبل على الزواج من رجل بعيوبه الواضحة، آملة بسذاجة الأطفال أن تغيِّر ما به يوماً، ولكن هذا التغيير له شروطه، وهو يحتاج لصبر طويل وفترة زمنية مفتوحة، علماً بأن هناك ثوابت في حياة الإنسان لا تكون قابلة للتغيير مطلقاً، مثل التدخل في الطباع الشخصية، لأن الطبع كما هو معروف يغلب التطبع، وأية محاولة لتغييره قد تبوء بالفشل؛ لأن لكل إنسان شخصية، لها صفات ومواصفات متغلغلة في أعماق الإنسان وجذوره، وترجع إلى تاريخ سابق في النشأة والتربية وأسلوب الحياة، ولا يجدي معها سوى التعايش معها، وقبول الآخر بما هو عليه، وعلى علاته. وهذا القبول يعني المشاركة الوجدانية والفكرية والاجتماعية، والتوافق في الميول والاهتمامات، كأن يحدث نوع من التطبيع بين الشريكين، ومحاولة الالتقاء في نقطة وسط، وهذا يؤكد المحبة والمودة الحقيقية، أما الإصرار على فرض السيطرة وتغيير الزوج قسراً والعناد والرفض والنفور من جانبه؛ فهذا يصنف كغباء اجتماعي، وتبديد لفرص التواصل والمودة والرحمة. { أما إذا كان لا بد من تغيير بعض السلوك والممارسات في زوجك؛ فيجب عليك يا عزيزتي الزوجة، أن تضعي في الاعتبار النقاط التالية لتحقيق أفضل النتائج في رأي المختصين: 1. لا تطرحي عليه أسئلة كثيرة، ولا تلحي في الاستفسار عندما يكون متضايقاً لسبب ما. 2. لا تحاولي تأنيبه على أي سلوك، لأنه يحتاج أولاً للحب والتدعيم، وليس الرفض والتأنيب، كي يتغير. 3. لا تقدمي النصح الدائم، وتؤدي دور المصلح الاجتماعي، حتى لا يشعر بالنقص أو الرفض، فتصحو غريزته المكابرة. 4. أشعريه دائماً بالحب في ملاحظاتك، لأنه سيرفض الاعتراف بأخطائه إذا شعر بأنك مستاءة منه. 5. لا تنتظري مقابلاً لتضحياتك معه، لأن الإحساس بالجميل سيشعره أنه تحت ضغط كبير للتغيير. 6. تذكري أن إحدى وسائل التغيير قد تكون مجرد إبداء الملاحظات السلبية بطريقة ودودة، دون انتظار رد فعل إيجابي. 7. لا تتخذي عنه قراراته، حتى وإن كان ذلك في غيابه، بل أشعريه دائماً أنك تقدرين أسلوب تفكيره. 8. إذا شعرتِ أنه في مشكلة ما، لا تلاحقيه، وتجاهلي ضيقه، فقط أظهري شيئاً من الاهتمام الشخصي به، بعيداً عن الأمر، وسيحدثك من تلقاء نفسه. 9. شاركيه مشاعره وأزماته بصدق دون أن تطالبيه بالتغيير وتذكريه أنه يسبب لنفسه تلك الأزمات. 10 تمرني على الصبر، وثقي أنه سيعلم بنفسه ما يحتاج أن يتعلمه وسيطلب نصيحتك يوماً. 11. مارسي معه الصفح والتسامح، وأكدي له أنه لا يحتاج أن يبلغ الكمال لينال حبك وإعجابك وثقتك. 12. قومي بأشياء لأجل نفسك لتكوني سعيدة، ولا تعلقي عبء إسعادك على عاتقه وحده فسعادتك تهمك أولاً. 13. أشركيه في مشاعرك الفرحة والحزينة، ودعيه يأخذها بعين الاعتبار دون أن تجبريه على القيام بفعل معين. 14. لا توبخيه، أو تصححيه صراحة، أو تنتقديه أمام الآخرين مهما كانت درجة قرابتهم ولو من باب المزاح. 15. استشيريه دائماً في شؤونك، وأشعريه بأنك تثقين في رأيه وأفكاره. { تلويح: تذكري أن زوجك طفل كبير وأن «الحَسَنَة نَتَفَتْ شًارِب الأسد».