أقام مركز شباب أم درمان مساء الأحد الماضي جلسة استماع للمطرب العائد إلى دنيا الغناء بعد انقطاع طويل عماد حسن محمد الشهير بعماد كنانة قدم خلالها مجموعة من أعماله الخاصة للشعراء إسماعيل الإعيسر، محمد علي أبو قطاطي، تيسو، محمد بابكر، أمير معلا، محمد عباس أبو مرين، وصديق البليابي حملت أسماء «تعال أجمل، خليك معاي، قمر العشا، بعد الغياب، قمر المساء، عش هنانا، لأني بخاف وزي ما بحسك». وقال الإذاعي الكبير صلاح طه في الاحتفالية التي شرفها الدكتور عبد القادر سالم رئيس الاتحاد العام للمهن الموسيقية الأستاذ أمير التلب، اللواء الشاعر أبو قرون عبد الله أبو قرون، مدير مركز شباب أم درمان الأستاذ العطا ولفيف من أهل الصحافة والثقافة والآداب ومنتسبي المركز ورواد منتدى حسن الزبير. إن عماد كنانة لم يكتف «بود الدويم» الذي سمى نفسه عماد كنانة بل دخل الخرطوم وثابر حتى نال بكلاريوس كلية الموسيقى تخصص صوت هذا وحده يؤكد أنه قد شق طريقه عن رغبة ودراية وإصرار، ويمضي لأكثر من ذلك ويفتح فصلاً لتدريس الموسيقى بينما أصحاب المهن والعلوم الأخرى يتوارى الواحد منهم بعيدا ويقوم بإنجاز العمل حتى لا تدركه الأبصار وتأخذ خبرته بينما عماد كنانة بجهده وعرقه يسلم ما تعلمه بالكلية لناشئة الغناء والموسيقى بمركز شباب أم درمان. من جانبه قال خبير الملكية الفكرية الشاعر التيجاني حاج موسى إن كل الأبناء من الموسيقيين والمطربين يحتاجون لمثل هذا المناخ بحضور أهل الإعلام والموسيقى والادب لإيجاد التوازن النفسي لناشئة المبدعين. وأضاف أن «عيد المبدع» هو يوم جلسة الاستماع له وما يحمله من إبداع، وطالب أن تقام مثل هذه الفعاليات على الدوام، وأردف أن شهادته مجروحة في عماد كنانة لأنه مواطنه بالدويم وأثنى على تجربة عماد كنانة من خلال إقامته لفصل الموسيقى بالمركز وأشاد بأدائه كمطرب من خلال أعماله القديمة والجديدة. كما قال الموسيقار المزارع أنه تعامل في الألحان مع عماد كنانة ووصفه بالمطرب المؤهل. وجاءت مداخلات الحضور ثرة وقد تساءل الشاعر اللواء أبو قرون عبد الله ابو قرون عن الفرق بين عماد كنانة 1993م الذي بدأ في دراسة الموسيقى آنذاك وعماد كنانة 2010م بعد أن أصبح مدرساً للموسيقى والصوت. وأضاف أن عماد كان في بداياته صاحب صوت طفولي عذب وخضع لعمليات جراحية فما مدى تأثيرها فنياً لما آل إليه الآن؟ ورد المحتفى به بقوله: لقد تغنيت لأول مرة وأنا في الثالثة من عمري وأسرتي فنية ووالدي صاحب تطريب عال ووالدتي تردد حلو النغم وهي تعد «الكسرة» وتعرف تاريخ الغناء السوداني. وأضاف أنه دخل الإذاعة وهو دون سن البلوغ وأضاف أن «السوبرانو والآلتو» هي أصوات النساء وعندما وصف أبو قرون صوته بها في بداياته كان ذلك في مرحلة التحول من الطفولة إلى النضج. وقال إن الصوت يستقر في 29 عاماً وهذا ما حدث له بجانب أنه كان يعاني من نشاط زائد بغدده وتعالج منه تماماً وحيا زوجته أميرة محمد سعيد خريجة كلية الموسيقى والدراما ووالدها وحيا أفراد أسرته التي حضرت الجلسة. الناقد مهدي آدم حسين قال إن كل الأعمال التي قدمها كنانة في الجلسة تجاوزت الزمن المتعارف عليه وهو 4 دقائق أو 4 ونصف وطالب من كنانة أن يقيم تجربته استناداً على دراسته الموسيقية وممارسته لتدريسها بمركز شباب أم درمان. فرد عماد كنانة بقوله إن معظم أهل السودان انطباعيون في رؤاهم النقدية وإذا قال أحد الناس أن فلاناً غير جيد فإن باقي الآراء كلها تصب في هذا الاتجاه وأضاف أن الأخ مهدي يتحدث عن زمن الأغنيات وعصر السرعة وآخرون يرددون أن هناك غناءً هابطاً، وأعطى تقسيماً علمياً للحقب التي مرت بها الموسيقى منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا، وأبان أن أغنية «الطير المهاجر» 18 دقيقة ونيف وثلاثين ثانية وهو مهووس بالاستماع إليها لاحتوائها على التأليف الموسيقي المطلوب وأن المؤلفين الموسيقيين بالسودان قلة والباقي «كلو تلحين والسلام» لهذا السبب لا يوجد توزيع موسيقي في الغناء السوداني وقال إن تحديد الزمن بأربع دقائق ليس غاية وأنه يمكن أن ينتج أغنية «مشبعة» في سبع دقائق ذات تأليف موسيقي وتوزيع ولا يرفضها الناس وتحمل مقومات العالمية. وقال إن ما يقوله البعض في هذا الخصوص هذا «كلام فارغ» وراهن على قوله بكل قدراته وفنه. وتمنى الأستاذ أمير التلب للمطرب عماد كنانة مسيرة فنية مضيئة ومشرقة، في كلمة قصيرة جداً. لقطات من الجلسة: { المطرب ابراهيم خوجلي قال إن صوت المطرب عماد كنانة لم يكن واضحاً طوال الجلسة وهو يؤدي أعماله الخاصة وطالب أن يكون فني الساوند سيستم مهندساً للصوت في الأساس لا أن يأتي أي شخص ويقوم بالتوصيلات وينفخ المايك «أوف .. أوف» ويعلن جاهزية المنظومة. { طلاب عماد كنانة بفصل الموسيقى بالمركز شكلوا حضوراً طيباً ومشاركة من الطالبات اللائي أطلقن الزغاريد. { الشاعر محمد خير الشامي عمل مذيعاً للربط.