شيعت الخرطوم أمس ربّان الصحافة المصادمة من أجل المواطن وحقوقه المشروعة، الأستاذ الرمز سيد أحمد خليفة، في أكبر موكب جنائزي يدخل مقابر الصحافة بالخرطوم في السنوات الأخيرة، تقدمه المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية، وتقدّم حشد المصلين الذين لجأوا لفناء المقابر بعد أن ضاق المصلى المخصص للصلاة على الموتى عن استيعابهم، وأمّهم المهندس الصافي جعفر، ووقف في الصف الأول الفريق أول مهندس عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع الوطني، وابن الراحل عادل سيد أحمد خليفة، ولفيف من الوزراء والرسميين والشعبيين والدبلوماسيين، وكل قبيلة الصحفيين تقريباً، مما أضطر شرطة المرور إلى التواجد على طول الشارع من مطار الخرطوم وحتى منزل الفقيد بالسجانة، ومنه حتى مقابر الصحافة، لتنظيم مرور جيوش السيارات التي أتت بمن فيها مشاركين في تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير. { مصر المؤمّنة وكان الراحل قد انتقل إلى الرفيق الأعلى بقاهرة المعز لدين الله الفاطمي مساء الأحد الماضي، وتقاطرت جموع الصحفيين إلى مطار الخرطوم منذ ساعات صباح الإثنين الأولى، وكل منهم يقدم التعازي للآخر، تقدمهم نجل الفقيد الأستاذ عادل سيد أحمد، حيث كان الفقيد قد ذهب إلى القاهرة الأسبوع الماضي ومنها يودُّ الذهاب إلى عمان لمراجعة الطبيب، غير أن المنية عاجلته بأمر الله المحتوم. { الدموع أبلغ من الحديث وحاولت «الأهرام اليوم» التحدث إلى عدد من الصحفيين والإعلاميين والرسميين ليقولوا شيئاً عن الراحل، ولكن دموعهم وألمهم كان أبلغ من الحديث، وبعضهم اكتفى بالمقولة الشعبية البليغة (انكسر المرق واتشتّت الرصاص). { كان يعلم برحيله وقُبيل مغادرته البلاد كتب الراحل خطاباً قصيراً لمحرّريه بصحيفة (الوطن) الغراء قال فيه:«الزملاء الأعزاء، كان بودّي أن أودعكم فرداً فرداً وأنا أستعد للسفر إلى الأردن للمراجعة الطبية، ولكن لضيق الوقت وصعوبة وجود حجز أضطررت أن أغادر فجر اليوم الثلاثاء بإذن الله.. لذا أرجو أن تتقبلوا تحياتي، وأسألكم الدعاء، وأوصيكم خيراً بأنفسكم.. وعملكم .. مع تحياتي لكم ولأسركم بالخير والبركة». سيد أحمد خليفة رئيس التحرير. { الراحل في سطور التحق الراحل بالعمل الصحافي منذ عام 1963م وعمل بصحيفة الأيام ثم انتقل للعمل بالمملكة العربية السعودية حيث عمل بصحيفة (المدينة) والشرق الأوسط وتميز فيها ونال جائزة علي وعثمان حافظ السعودية عام 1993م لتغطيته الشاملة أحداث الصومال والقرن الأفريقي. وعاد إلى السودان في عام 1985 وتولى رئاسة تحرير صحيفة صوت الأمة، وفي عام 1988 أسّس صحيفة الوطن التي مارس من خلالها عملاً مهنياً ملموساً في خدمة الوطن والمواطن حتى أطلق عليه العامة (بلدوزر الصحافة السودانية). { أبرز مشيِّعيه المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية، الدكتور عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم، الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين، الدكتور لام أكول أجاوين، الدكتور الزبير محمد الحسن، الدكتور محمد مندور المهدي، المهندس الصافي جعفر، مدير عام الشرطة، الأستاذ الهندي عز الدين، الأستاذ محمد لطيف، الأستاذ مصطفى أبو العزائم، الأستاذ سعد الدين ابراهيم، الأستاذ غازي سليمان المحامي، الأستاذ عبدالباسط سبدرات، اللواء عابدين الطاهر، الدكتور محيي الدين تيتاوي، الأستاذ يوسف الشنبلي، الأستاذ زكريا حامد والأستاذ أحمد يونس.