٭ معظمنا يؤمن بالتميُّز الكبير الذي تتمتع به مجموعة شركات «دال» من حيث التطور والمواكبة العالمية والالتزام والجودة، ولا أحسب أنني سأضيف معلومة جديدة لكل ما نعرفه عنهم من نجاحات مبهرة على كافة الأصعدة الصناعية والزراعية والتجارية، وإسهامهم الكبير في تحريك الاقتصاد القومي السوداني، لأنهم منذ البداية اختاروا سياسة البذل المطلق في انتظار العطاء الثر، فأعطوا مناشطهم كل الدعم والاهتمام، وهيأوا بيئات عملهم جميعها بأفضل الإمكانيات التي تدفع الموارد البشرية للبذل والاجتهاد والتفاني، لهذا تجد كل فرد في «دال» يمارس عمله بارتياح وصدق، لأنه مطمئن تماماً على نفسه وأوضاعه وعوائده. ٭ ولأن «دال» تضع الإنسان أولاً قبل كل شيء؛ درجت على تكريم أوائل الشهادة السودانية في مختلف المساقات سنوياً، وقد تساءلت كثيراً عن العائد الذي تجنيه «دال» من مثل هذه المبادرات التي يُنفَق عليها الكثير دون أن يكون للأمر صلة مباشرة بالمجموعة، فهل هي سياسة إعلانية؟ وهل يستوعب المجتمع السوداني هذا النوع من السياسات غير المباشرة للإعلان؟ وهل يترك الأثر المطلوب تماماً؟ وبغض النظر عن الإجابات المنطقية لهذه الأسئلة؛ فإنني سأكتفي بالحديث عن مبادرة «دال» للاحتفاء بالمتفوقين وتقدير مفهوم النجاح من حيث هي كمبادرة كان لي شرف الوقوف عليها بكل تفاصيلها الأنيقة مؤخراً و«الأول يكرم الأول» ببرج الفاتح، فقد كان الحدث جديراً بالاحترام والتوثيق من حيث الفخامة والكرم والنظام والرقي والأناقة والتعامل المهذب والحميم من جميع أفراد «دال» لكل الضيوف والمحتفى بهم دون تمييز على اعتبار أن المبدأ الأساسي في قانون «دال» للعلاقات العامة هو البشاشة ورحابة الصدر. ٭ وقد كان المحتفى بهم الأوائل الخمسة في كل المساقات وهم «هناء محمد أحمد - الأكاديمي، محمد المهدي حامد- الصناعي، يعقوب حبيب جمعة -الزراعي، إبراهيم صالح إدريس - التجاري، مياسة عبد الله إبراهيم - النسوي» كانوا جميعاً في تمام الأناقة والسعادة والامتنان، فقد جاءت بهم «دال» من أغوار المجتمع البعيدة والبسيطة وقدمت لهم فرصة ذهبية لم يحلموا بها يوماً، غير أن توقهم فتح لهم الباب على مصراعيه ليعانقوا أحلامهم التي كانت يوماً مستحيلة، كانوا عرساناً وعروسات في حلل زاهية استضافتهم المجموعة وغمرتهم بكرمها الفياض، وتسلم كل منهم مجموعة من الهدايا الفورية بدأت بالميداليات الذهبية على الأعناق وانتهت بجهاز حاسوب محمول فاخر لكل واحد منهم، بالإضافة إلى الرحلة الدورية التي تستغرق شهراً كاملاً يقضونه تحت رعاية المجموعة وعلى نفقتها بين جنبات العاصمة البريطانية المبهرة لندن، على أن يجتهدوا في تحسين لغتهم الإنجليزية بإشراف أساتذة متخصصين. ٭ أما المتفوقة الوديعة «هناء» فقد التزم أركان حرب المجموعة السيد «أسامة داؤود» بالتكفل بجميع نفقات دراستها الجامعية لعلم الطب في أعرق الجامعات البريطانية، وأحسب أنها ستكون طبيبة أريبة يشار إليها بالبنان يوماً، وتشكل إضافة حقيقية لمجال الطب في بلادنا المفجوعة في كوادرها المؤهلة التي تهرب إلى الخارج، ربما لهذا عمدت «دال» إلى تأهيل المتفوقين الواعدين في الخارج والعودة إلى الداخل، وهذا مما يحمد لها كثيراً ويستحق الإشادة. ٭وكنت أتمنى لو أن العديد من المؤسسات ذات الثقل المادي تحذو حذو «دال» في مجالات الربح والخسارة، لأن الكسب المعنوي الذي تحققه مثل هذه المناشط أكبر من كل الأرباح التي تجنيها أولاً وأخيراً من جيب هذا المواطن المحتاج للدفعات المعنوية والرعاية والود أكثر من حاجته لأي شيء آخر. لقد كانت «دال» من الذكاء بمكان يؤكد أنها مجموعة ضخمة بكل معنى وقادرة على احتكار الأسواق والقلوب والاستحواذ على الاحترام الكامل، ولا يفوتني أن أشيد بالتنظيم الرائع للحفل وأحيي الشاب الدمث الخلوق الدؤوب «عمر عشاري» من العلاقات العامة للمجموعة، وكل أهل «دال» الأخيار. تلويح: ومن عجبي أن مجموعة بكل هذه العظمة لا يتجاوز اسمها الحرف الواحد «د»!!