تبنى زعيم السجادة العركية القادرية في السودان -اشهر الطرق الصوفية- الشيخ عبد الله أحمد الريح الشهير ب"أزرق طيبة"، مبادرة جديدة لتوحيد قوى المعارضة، وقدّم الدعوة لزعماءها لإجتماع يلتئم اليوم الخميس بمنطقة "طيبة " غرب ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، كما يناقش ذات الإجتماع الأزمة التي يشهدها مشروع الجزيرة. ويعتبر "أزرق طيبة" المولود في العام 1946، أحد القيادات البارزة والمؤثرة في الحزب الاتحادي، وعُرف طوال تاريخه بمناوئة النظم العسكرية، ويرى مقربون منه أن ثباته على ذلك الابتعاد نابع من وفائه لمبادئ الزعيم الاتحادي ذائع الصيت إسماعيل الأزهري. وأبلغ يوسف محمد زين رئيس الحزب الإتحادي الموحد المحفوف برعاية "أزرق طيبة"، الأربعاء، أن الدعوة وصلت جميع قادة المعارضة وأن بعضهم إعتذر لإرتباطات مسبقة، لكنهم تعهدوا بابتعاث ممثلين لحضور الإجتماع الذي يُعد الثاني من نوعه بعد ان إلتأم لقاء مماثل في أكتوبر من العام 2009 بمشاركة زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي إلى جانب مُمثلين عن الحركة الشعبية – قبل انفصال جنوب السودان. وقال يوسف أن الدعوة شملت كل القوى السياسية بينها المؤتمر الشعبي وحزب الأمة والحزب الشيوعي والناصريين والبعثيين، والإتحاديين بفصائلهم المختلفة بجانب منظمات وقوي مدنية. وأشار يوسف إلى أن قوى المعارضة أصابها الكثير من التصدع في الآونة الاخيرة بما يستوجب السعي لتوحيدها، وقال أن الإجتماع سيخرج بنداء ربما يحمل مسمى "نداء طيبة" أو "نداء الجزيرة" حسبما يتم الإتفاق عليه لتوحيد قوى المعارضة، وإحترام التباين الأيدلوجي والعمل وفق الحد الأدنى من التراضي، وأعترف يوسف بأن قوى المعارضة لم تنجح إلى الآن في التعامل مع خلافاتها واردف "لم يكن جيداً أن يُهاجم قادة المعارضة بعضهم البعض". ولفت إلى أن النداء الذي سيُطلق من الجزيرة سيُركِّز على ضرورة الإتفاق واحترام الآخر والإبتعاد عن لغة التخوين والتشكيك، وأن يسعي الجميع لإقرار دولة المواطنة مع الإتفاق على استراتيجية لازالة الحكم الشمولي. وكان رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبوعيسى إجتمع السبت الماضي إلى زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي وإتفقا على تسريع خطوات توحيد المعارضة والعمل المشترك من أجل إنهاء الحرب واقامة حكم ديمقراطي في البلاد. ومثّل اللقاء النادر بين الرجلين محاولة جديه لإحتواء خلافات عاصفة ميّزت علاقة المهدي بتحالف قوى الإجماع الوطني وأدت إلى تجميد حزب الأمة عضويته في التحالف والسعي إلى تكوين تجمع مواز لكيانات حزبية معارضة، وهي ذات الخطوة التى أنتقدها فاروق أبوعيسى في مؤتمر صحفي عقده في مطلع أكتوبر الجاري هاجم فيه جهات معينة بالجبهة الثورية قال أنها وراء محاولات شق تجمع الداخل المعارض. وقال يوسف محمد زين أن الإجتماع سيناقش أيضاً الضرر الكبير الذي لحق بمشروع الجزيرة، بسبب سياسات الحزب الحاكم التي تضرر منها حسب قوله كل السودان. ووجّه رئيس الإتحادي الموحد انتقادات شديدة إلى سياسات الحكومة وتباطؤها في إنجاز مشروع الحوار الوطني برغم إطلاقه قبل أكثر من تسعة أشهر، وإحتدت بعده الحملة الأمنية الشرسة وطالت زعامات القوى السياسية بعد أن كانت تستهدف في السابق الكوادر الوسيطة مُنوهاً إلى انشغال الحكومة وحزبها بانتخاب الرئيس البشير دون التفات للأوضاع الاقتصادية الخانقة.