منذ العام المنصرم شهدت عدة ولايات ظهور حالات للإسهالات المائية، واختلفت الأسباب والتفسيرات بظهور الوباء الذي بدأ بولايات النيل الأزرق، سنار، الجزيرة، بيد أنه بدأ في الظهور من جديد بصورة كبيرة بولاية النيل الأبيض قبل فترة وجيزة، خاصة منطقة الجزيرة أبا، ومن الملاحظ أن ولاية النيل الأبيض تستقبل تدفقات مهولة من لاجئي دولة الجنوب الذين فروا من ويلات الحرب بعد الانفصال، هناك أختلاف في الآراء حول مسببات المرض، بينها تلوث المياه، وسبق أن وجه نائب الرئيس حكومتا سنار والنيل الأزرق بالاهتمام بصحة البئية، كما طالب والي ولاية النيل الأزرق بضرورة الاهتمام بتوفير مياه شرب نقية تفادياً للأمراض التي تتسبب عن طريق المياه الملوثة حالات مرضية الاحصائيات تشير إلى وجود حالات كبيرة للإسهالات المائية بولاية النيل الأبيض وصلت إلى أكثر من ألف حالة من بينها (20) حالة وفاة، مما أدخل حالة من الذعر والهلع في نفوس المواطنين من المرض، وقال عدد من المواطنين ل(آخر لحظة) عبر الهاتف إن هناك مرضى لا يفضلون الذهاب للمستشفى لتلقي العلاج، مما يفاغم من الأزمة، وأضافوا أن السلطات قامت باستغلال مدرسة بحي الحلة الجديدة بمدينة ربك بالنيل الأبيض (ككرتينة) لعزل المرضى عن ذويهم، حتى لاتنتقل العدوى، وبالأمس كشف النائب البرلماني المستقل الفريق خليل محمد الصادق عن أوضاع مزرية بولاية النيل الأبيض جراء الإسهالات المائية التي ضربت الولاية منذ حوالي شهر، وحصدت أرواح (20) شخصاً، بجانب إصابة أكثر من (1000) آخرين، مطالباً بإعلان حالة الطوارئ بالولاية ومجابهة المرض تحصيل حاصل ويؤكد الخبير في الشؤون الصحية د. سيد قنات بأنه مهما كان المواطن العادي فإنه يدرك حقيقة الإسهالات، مشيراً إلى أنه في بداية الأمر تم التكتم على الحالات المصابة، إلا أنه تم الكشف والتأكيد بأنها إسهالات مائية أصابت العديد من القرى في ولاية النيل الابيض، وشدد على ضرورة التوعية والتثقيف الصحي للموطنين في جميع المناطق، لافتاً إلى وجود قصور في التوعية وتوفير المياه الصالحة للشرب من خلال الكلورة، وأشار إلى أنه لابد من وجود نقاط للفحص (كرتنة) للعمل للحد من دخول الأمراض المنقولة، وأن يتم فحص كافة المواطنين العابرين للحدود، وطالب بضرورة التعامل مع الفضلات بحذر، ودفنها ورش الباعوض والذباب والابتعاد عن الأغذية المعروضة في قارعة الطريق *طرق الإصابة وأشارت إستشاري الباطنية والصدر الدكتورة عبير صالح إلى أن الإسهالات المائية عادة ما تنتشر عن طريق الماء الملوث، وسط أماكن الحروب والكوارث الطبيعية، مما يجبر الأشخاص على التكدس والزحام في ظل غياب الصرف الصحي وعدم توافر مقومات النظافة، وأضافت أن الإسهال يكون كثيراً في كميته ويحتوي على مخاط ويشبه الماء الناتج عن غسيل الأرز «مثل اللبن لونه فاتح « وأشارت إلى أن هذا البراز تكمن خطورته في أنه يفقد الإنسان كميات كبيرة من سوائل الجسم في فترة وجيزة، مما يؤدي إلى جفاف حاد وجفاف بالفم والعطش، بالإضافة إلى هبوط حاد في الدورة الدموية، وعدم انتظام ضربات القلب مما قد يؤدي خلال دقائق إلى الموت ٭ طرق العدوى وقالت عبير إن المياه الملوثة هي المصدر الرئيسي للعدوى، وخاصة التلوث بفضلات الإنسان، بجانب الذباب وخاصة أثناء الأوبئة، وأشارت إلى أن الوقاية تكمن في الاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة المسكن ودورات المياه وأماكن القمامة، بجانب تعقيم مياه الشرب وغليها قبل الشرب، أو تعقيمها بالكلور، وتجنب تناول الأغذية الملوثة بالأسواق، واعتبرت أن العلاج الرئيسي هو حماية الجهاز الدوري وذلك بتعويض الماء والأملاح. *زيارة ميدانية من جانبه أكد وكيل وزارة الصحة الاتحادية د. عصام محمد عبد الله التزام الوزارة وجاهزيتها لتوفير الكوادر والأدوية، وثمن خلال تفقده لمستشفى ربك وعسلاية دور الولاية وجهودها في الحد من انتشار الإسهالات، داعياً كافة المنظمات وقطاعات الشباب والطلاب والمرأة للعب دور أكبر في التثقيف الصحي والتوعية بالولاية، ورافق وكيل الصحة وفد من لجنة الصحة والبيئة والسكان بالمجلس الوطني برئاسة رئيس اللجنة الأستاذة إمتثال الطريفي للوقوف على الأوضاع الصحية بولاية النيل الأبيض، بعد ظهور حالات الإسهالات المائية، حيث زارت اللجنة مواقع الحجز للمصابين بالإسهالات المائية بمنطقة عسلايه ومستشفى ربك ومستشفى كوستي ومصادر مياه الشرب داخل الشبكة وخارج الشبكة، كما استمعت اللجنة لتنوير من الدكتور بابكر المقبول المدير العام لوزارة الصحة بالولاية حول الجهود التي بذلتها الوزارة لاحتواء المرض وتقديم العلاج مجانا للمرضى، وتوعية المواطنين وكلورة مياه الشرب.. من جهتها أوضحت رئيسة لجنة الصحة بالمجلس الوطني أن زيارتهم للولاية جاءت للوقوف على الوضع الصحي بعد ظهور حالات الإسهالات بالولاية، وأشادت بجهود حكومة الولاية ووزارة الصحة الاتحادية في انحسار الحالات، ودعت كافة الجهات ذات الصلة لتكاتف الجهود لتوفير مياه الشرب الصالحة وتوفير الكلور للقضاء على الإسهالات بالولاية نهائياً. .وكافة المعينات اللازمة. *توزيع حبوب الكلورة وفي السياق كشف المدير العام لوزارة الصحة بالنيل الأبيض د.بابكر المقبول بأن الحالات السابقة تم شفاؤها مقابل حالات جديدة تم استقبالها يوم أمس الاول بلغت (160) حالة، من بينها (4) حالة وفاة بجميع محليات الولاية من بينها (45) حالة في (3) أحياء بمدينة كوستي وهي مربع 31 وأبو شريف ومربع 53، وأشار في تصريح للصحيفة أن الوزارة بذلت جهداً متواصلاً للوقوف على الحالات بالأحياء الثلاثة، من خلال زيارة وجدت من خلالها أنهم يستخدمون مياه غير صالحة للشرب.. وتم توجيه المحلية بإغلاق أماكن المياه الملوثة، وتمت حراستها من قبل الشرطة، لافتاً إلى شروع الوزارة في توفير بديل آخر لمصادر المياه، تتمثل في « التناكر «من الأماكن الحكومية والشركات، بالإضافة للتوجيه بتوفير مبلغ مالي لتركيب أربع محطات للمياه، مشيراً إلى توزيع حبوب الكلورة في عدد من الأحياء، مؤكداً جاهزية المراكز لاستقبال الحالات، مشيراً إلى وجود استجابة للعلاج، بعد أخذ المحاليل الوريدية، ووصف الإسهال المائي الحاد بأنه مشكلة بالنسبة لكبار السن فوق السبعين، وذوي الأمراض المزمنة، والذين يصلون إلى المستشفى في وقت متأخر من بداية المرض