وصل فريق من الحكومة الاتحادية أمس الثلاثاء، إلى عاصمة ولاية شرق دارفور الضعين، للتحقيق في تجدّد المواجهات بين الرزيقات والمعاليا، التي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات، بينما شكّلت السلطة الإقليمية لدارفور لجنة لمعالجة الموقف الإنساني في "أبوكارنكا"، انتقلت إلى مسرح الأحداث. وأعربت السلطة الإقليمية لدارفور، عن بالغ أسفها للمواجهات العسكرية الدامية التي اندلعت يوم الإثنين بين قبيلتي المعاليا والرزيقات بشرق دارفور، والتي راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى من الطرفين. وشدّد رئيس السلطة التيجاني سيسي في تصريحات صحفية عقب اجتماع مجلس السلطة الثلاثاء، على أهمية بسط هيبة الدولة بجانب نزع السلاح المنتشر في أيدي الأهالي في الإقليم، باعتباره بات مهدِّداً للأمن في دارفور، وناشد طرفي القتال بضبط النفس وتحكيم صوت العقل، وحل القضايا المختلف حولها بالطرق السلمية. وقال سيسي، إن السلطة قرّرت تشكيل لجنة لمعالجة الموقف الإنساني في محلية "أبوكارنكا"، بالتنسيق مع السلطات الاتحادية للانتقال لمسرح الأحداث. ووصلت لجنة تحقيق اتحادية مشكّلة من قيادات أمنية وعسكرية صباح أمس الثلاثاء، إلى الضعين، ودخلت في اجتماع مطوّل مع لجنة أمن الولاية، في محاولة لتدارك الموقف، حيث بدأت الحكومة ترتيبات لإرسال تعزيزات عسكرية ضخمة للحيلولة دون تجدد القتال بين الطرفين. ويعد النزاع بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا من أطول النزاعات القبلية بإقليم دارفور، حيث اندلعت أول شرارة له في العام 1966 بسبب الصراع حول أراضٍ "حاكورة" يدعي الرزيقات ملكيتها، بينما يتمسك المعاليا بأحقيتهم في الأرض.