نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن مسؤولين غربيين وآخرين في المعارضة السورية، أن حكومة السودان باعت أسلحة مصنوعة في السودان أو الصين إلى دولة قطر التي دبّرت نقلها إلى مسلّحي المعارضة السورية عبر تركيا. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قالت إنه مطلع، قوله إن "السودان جعل نفسه مزوداً كبيراً عالمياً للأسلحة، وصلت أسلحته إلى مناطق وأفرقاء النزاع، وبينهم مسلحي المعارضة السورية". كما نقلت عن مسؤولين أمريكيين آخرين أن طائرة عليها علم أوكرانيا أوصلت هذه الأسلحة، حيث أظهرت معطيات إدارة الطيران في المنطقة أن 3 طائرات تابعة لشركات الطيران الأوكرانية نقلت شحنات عسكرية من عاصمة السودان، الخرطوم، إلى مطار مدني غرب تركيا. ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولين في شركتي طيران أوكرانيتين نفوا نقل شركتيهم لأي شحنات أسلحة، فيما عجزت الصحيفة عن الحصول على ردّ من شركة الطيران الأوكرانية الثالثة المعنية. ويشتبه محلّلون آخرون أن يكون السودان باع المعارضة السورية أيضاً بندقيات قناصة وصواريخ مضادة للدبابات صينية الصنع، ظهرت في الحرب السورية هذا العام، غير أنها بقيت مجهولة المصدر. ومن جهتهم، نفى مسؤولون سودانيون أن يكونوا ساعدوا أياً من طرفي النزاع في سوريا. وقال عماد سيد أحمد، المتحدث الإعلامي باسم الرئيس السوداني، عمر حسن البشر، إن "السودان لم يرسل أسلحة إلى سوريا". غير أنه أشار إلى أنه في حال تم رصد أسلحة سودانية مع المعارضة السورية، فذلك لأن ليبيا زودتهم بها على الأرجح، مشيراً إلى أن بلاده أقرّت بإرسال أسلحة خلال الحرب الليبية عام 2011، التي أدّت إلى الإطاحة بالزعيم الراحل، معمر القذافي، مؤكداً أن ليبيا كانت منذ ذلك الحين تعد مورداً كبيراً للسلاح إلى سوريا. غير أن الصحيفة أشارت إلى أن هذا التفسير غير منطقي لأن بعض الأسلحة التي صنعت عام 2012 في السودان تم رصدها في سوريا، أي بعد الحرب الليبية. كما أكّد متحدث باسم القوات السودانية المسلّحة، الصوارمي خالد سعد، نفي إرسال بلاده للأسلحة إلى سوريا، مشيراً إلى أن هذه الادعاءات بعيدة عن المنطق، ولا تهدف إلا إلى تلطيخ سمعة البلاد، وقال "لا مصلحة لدينا في دعم مجموعات في سوريا، وبخاصة أن نتيجة النزاع غير واضحة"، معتبراً أن "هذه الادعاءات تهدف إلى إلحاق الضرر بعلاقاتنا مع بلدان تربطنا بها علاقات جيدة". غير أن الصحيفة نقلت عن جوناه ليف، باحث حول السودان، قوله إن السودان لديه تاريخ بتوريد السلاح إلى جامعات مسلحة مع نفي ذلك علناً، لافتاً إلى أن أسلحته وذخائره ظهرت في جنوب السودان، والصومال، وساحل العاج، وجمهورية التشاد الديمقراطية، وكينيا، ومالي، وغيرها. واعتبر محلّلون ومسؤولون غربيون أن مشاركة السودان في تسليح المعارضة السورية يفترض توتراً في السياسة الخارجية للرئيس السوداني عمر حسن البشير، التي تدعم الحركات السُنية الإسلامية وتحافظ على علاقتها الجيدة مع النظام الشيعي في طهران. غير أن مسؤولين آخرين افترضوا أن سبب دعم السودان للمعارضة هو المال ليس إلا، نظراً إلى معاناته من أزمة اقتصادية حادة..