بدأ جيش جنوب السودان الحشد لهجوم مضاد على مدينة بانتيو التي استولى عليها المتمردون قبل يومين، بينما أُصيب 14 شابا مسلحا خلال تبادل للرصاص خارج قاعدة لبعثة الأممالمتحدة بمدينة بور، التي تأوي حوالي خمسة آلاف نازح هربوا من المعارك، كما ورد أن مدينة الرنك في أقصى شمال جنوب السودان تتعرض لقصف بمدافع الهاون. و حسب مصادر الجيش الشعبي أمر قواته المتبقية داخل بانتيو بالخروج منها تمهيدا لقصفها. وقال الناطق باسم الجيش فيليب أقوير إن بانتيو ما زالت بأيدي المتمردين، لكنه أكد أنهم "سيستعيدونها خلال 48 ساعة". وأعربت الأممالمتحدة عن "القلق الخطير" من المعارك العنيفة في ولاية الوحدة الغنية بالنفط بعد استيلاء المتمردين على عاصمتها بانتيو في هجوم جديد. وتحدثت قوات الأممالمتحدة عن جثث ملقاة على الطرقات، وأعلن جنودها الذين يقومون بدوريات في المدينة بعد دخول المتمردين إليها أنهم شاهدوا ما بين 35 و40 قتيلا في الطريق معظمهم بالزي العسكري. وسقطت بانتيو قبل يومين في أيدي أنصار رياك مشار نائب الرئيس السابق. وقد أمهل المتمرّدون العاملين في الشركات النفطية أسبوعا لمغادرة المدينة. واتهمت حكومة جنوب السودان ما سمتها "مليشيا الجنجويد" ومجموعات مسلحة من قبائل المسيرية بالمشاركة في الهجوم على مدينتي بانتيو وربَكونة في ولاية الوحدة نفسها. وقال ناطق باسم #الجيش الشعبي (الحكومي) إن المهاجمين قتلوا نساء وأطفالا داخل مساجد ومستشفيات. قصف على الرنك وعلى صعيد آخر، أ مدينة الرنك تتعرض لقصف بالأسلحة الثقيلة ومدافع الهاون من مواقع للمتردين. من جهة أخرى، أعلن رئيس بلدية مدينة بور -الواقعة بين العاصمة جوبا في الجنوبوبانتيو في الشمال- عن إصابة عدد من الأشخاص بجروح في تبادل لإطلاق النار خلال مظاهرة لحشد غاضب خارج قاعدة الأممالمتحدة في المدينة التي دُمرت خلال النزاع بالبلاد. وقال رئيس البلدية نيال ماجوك إن شبانا كانوا يتظاهرون في محيط القاعدة تبادلوا الرصاص مع قوات الأممالمتحدة، وإن 14 شابا على الأقل أُصيبوا بجروح، وأشار إلى أن بعض الشبان كانوا مسلحين، وذكر أن الوضع يستعيد هدوءه. وأعرب مسؤول برنامج المساعدة الإنسانية في بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان توبي لانزر عن "الاستياء من مهاجمة شبان مسلحين لمدنيين يبحثون عن ملاذ" داخل قاعدة الأممالمتحدة. وتأوي القاعدة حوالي خمسة آلاف مدني فروا من المعارك في إحدى أكثر المناطق اضطرابا في النزاع الذي تشهده هذه الدولة الوليدة. وذكرت منظمة "ورلد فيجن" للمساعدات اليوم أن القتال العنيف قرب عدد من البلدات ومخيمات النازحين شرّد مئات المدنيين، وكان هذا النزوح هو الثاني بالنسبة للكثير منهم. وقالت عضوة المنظمة كاثارينا فيتكوفيسكي إن ملكال -ثاني أكبر مدن دولة جنوب السودان- تعرضت للتدمير والنهب. تحذير من مجاعة وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قالت الأممالمتحدة إن دولة جنوب السودان تواجه خطر حدوث مجاعة. وخلّف الصراع المسلح في الدولة الأحدث في العالم آلاف القتلى وأكثر من سبعمائة ألف نازح، بينهم 67 ألف نازح إلى قواعد الأممالمتحدة في مختلف أنحاء البلاد منذ أصبح الصراع على السلطة بين الرئيس سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار عنيفا منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفرّ 123 ألفا وأربعمائة شخص إلى الدول المجاورة، مثل أوغندا وكينيا والسودان وإثيوبيا. وأعلنت بعثة الأممالمتحدة في بيان أنها "تدين بحزم استئناف المواجهات"، واصفة المعارك بأنها "انتهاك خطير" لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير/كانون الثاني الماضي، الذي يتبادل المعسكران الاتهامات بخرقه. وأعلن صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) أن أكثر من 3.7 ملايين شخص في حاجة عاجلة إلى مساعدة إنسانية، وأن حوالي خمسين ألف طفل مهددون بالموت خلال الأشهر المقبلة إذا لم تُنفذ عملية إنقاذ على الفور.