تسابق الحكومة الزمن للوفاء بتعهدات قطعها الرئيس عمر البشير بالقضاء على الصراعات القبلية في البلاد بنهاية العام 2014، ويلتئم بالفولة في 23 يوليو الحالي مؤتمر صلح بين الحمر والمعاليا، بينما أمرت الرئاسة بإحكام ترتيبات الصلح بين المعاليا والرزيقات في 10 أغسطس القادم. وتزايدت حدة المواجهات القبلية بين المجموعات السكانية في إقليمي دارفور وكردفان غرب السودان خلال العامين الأخيرين، ما أدى إلى سقوط الألاف من القتلى والجرحى وتشريد عشرات الألاف. ونجحت لجنة من البرلمان في نزع موافقة من ناظري قبيلتي الحمر والمعاليا على عقد مؤتمر للصلح في 23 يوليو الحالي بمدينة الفولة في محاولة لوضع حد للمواجهات الدائرة بين الطرفين منذ نحو العامين. وتدور مواجهات متقطعة بين قبيلة الحمر التي تقطن غرب كردفان وقبيلة المعاليا القاطنة بشرق دارفور، تعود أسبابها إلى نزاع حدودي بين الولايتين والقبيلتين على حقل "زرقة أبو حديدة" النفطي. وقال رئيس لجنة البرلمان المكلفة بمتابعة الصلح سالم الصافي حجير، إن المؤتمر حدد له 23 يوليو الجاري وسيستمر لأربعة أيام، واكد موافقة ناظر حمر الأمير عبد القادر منعم منصور وناظر المعاليا محمد أحمد الصافي على الصلح، موضحا أن حكومة غرب كردفان بدأت ترتيبات عقد المؤتمر بالفولة. وأشار حجير في تصريحات، الثلاثاء، إلى أن لجنة البرلمان تنسق بين الولاية والإدارات الأهلية موضحا أنها ستغادر الأحد المقبل الى الفولة لمقابلة الطرفين في اطار الترتيب للصلح، وكشف عن ترتيبات لمشاركة رئيس البرلمان في مؤتمر الصلح. وأقر بأن التفلتات الأمنية لا يمكن القضاء عليها في ليلة وضحاها وتابع "نريد صلح نهائي لتجنيب المنطقة من التفلتات"، مشيرا إلى ممارسات قطاع الطرق واستغلال الأحداث من قبل المتفلتين. وكانت كيانات الحمر والمعاليا في الخرطوم، وقعت الخميس الماضي، اتفاقا لوقف المواجهات الدامية بين الطرفين، بينما وجهت السلطات بولايتي غرب كردفان وشرق دارفور، أول يوليو الجاري، بنشر قوات مشتركة عازلة بين القبيلتين عقب تجدد قتال أدى إلى مصرع وجرح 75 من الطرفين بسبب سرقات للماشية. وفي مايو الماضي قتل 28 شخصاً في معارك بين الحمر والمعاليا في شرق دارفور وغرب كردفان. وأكدت الأممالمتحدة أن 38 شخصاً قتلوا نتيجة لاشتباكات بين المجموعتين في ديسمبر الماضي.