تأسف رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي على تصرف المؤتمر الوطني الحاكم بإستخفاف حيال إستحقاقات مبادرة الحوار التي أطلقها الرئيس عمر البشير في يناير الماضي، وقال إنه يشعر بالخذلان من تصرفات الحزب الحاكم. وكان المهدي من أشد المنافحين عن مبادرة الحوار الوطني، قبل أن تعتقله السلطات الأمنية في مايو الماضي وتطلقه بعد شهر من الحبس في سجن كوبر، بسبب إنتقادات وجهها لقوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والمخابرات. وأكد المهدي لدى مخاطبته أمانة مختصة بالمهاجرين من منسوبي حزبه، يوم أمس الجمعة، أن الحزب أجرى مراجعة لمواقفه، مبيناً أن الحل السياسي المنشود يتطلب الشمول بدلاً عن الإنتقاء والربط بعملية السلام وتوافر إستحقاقات الحريات العامة. وعلق حزب الأمة مشاركته في أعمال لجنة الحوار، وحدد زعيمه المهدي جملة مطلوبات للعودة إلى آلية "7+7" الخاصة بالحوار الوطني. وقال إن البلاد اصبحت في عهد "الإنقاذ" طاردة ودموية وصار كثيرون يأخذون القانون بأيديهم أو يمارسون إنتقامات فردية. وأضاف أن حالات العنف إنتقلت إلى العاصمة مشيراً إلى تصفية الحسابات وإعتداء مسلحين على رئيس تحرير صحيفة "التيار" وتخريب ومداهمة مقر حزب المؤتمر السوداني ومقتل مدير شركة الاقطان الأسبق على يد مجهولين. وأفاد المهدي أن ما بين 60 90 مليار دولار من الأموال السودانية في الخارج، مضيفاً أن معدلات هجرة السودانيين في عهد الإنقاذ فاقت 85%. وروى المهدي أنه في عهده أقر برنامجاً مع البنك الدولي لضخ مبالغ مالية لحماية السودان من السيول والأمطار، لكن إنقلاب الإنقاذ أتى وأطاح بالإتفاق، وكشف عن إتفاق آخر مع حكومة اليابان لإجراء مسوحات حول الإمكانيات التي يتمتع بها السودان، إلا أن الإنقلاب أطاح أيضا بتلك الخطوة. إلى ذلك شن رئيس حزب الأمة هجوماً قاسياً على القيادات التي خرجت من حزبه وكونت أحزاب وصفها ب"الشظايا"، من بينهم آدم موسى مادبو ومبارك الفاضل والأمين العام السابق أبراهيم الأمين، وقال "إنهم لم يُظلموا بل ظلموا عبر مخالفتهم للناس". وتحدى المهدي أن يغالطه أحد في أن جميع القرارات التي إتخذت في حزبه ديمقراطية ومؤسسية وتابع "هم لأسباب رأوها فعلوا ما فعلوا هداهم الله سواء السبيل". وهاجم حزب "الأمة الإصلاح والتجديد"، وقال إنها كانت جماعة مكلفة بالتحاور فقط مع حزب المؤتمر الوطني في 2001، وجدد إتهامه للفصيل بالتعاون مع المؤتمر الوطني من وراء ظهر الحزب. وإتهم المهدي رئيسه "الإصلاح والتجديد" مبارك الفاضل بالتآمر على حزب الأمة القومي قائلاً إنه "خلق مركز تآمر منصرف عن العمل السياسي والوطني وركز على إثارة الزوابع لقيادة حزب الأمة من خارجه"، وزاد "لقد إعتقد أن ذلك هو السبيل الأنجع لإقناع القيادة بإستخدام صلاحيات متوهمة تتجاوز الضوابط المؤسسية لتحقيق مطالبه غير المشروعة". وذكر المهدي إنه نصح الأمين العام السابق لحزبه إبراهيم الأمين بحضور إجتماع الهيئة المركزية في مايو الماضي ليوضح أنه لم يستطع تكوين أمانة عامة وفاقية، لكنه رفض النصيحة ما أدى إلى إجماع الهيئة المركزية على إختيار سارة نقد الله خلفاً له.