محمد صديق، عشت رجلا وأقبلت على الشهادة بطلا    "علامة استفهام".. تعليق مهم ل أديب على سقوط مروحية الرئيس الإيراني    الإمام الطيب: الأزهر متضامن مع طهران.. وأدعو الله أن يحيط الرئيس الإيراني ومرافقيه بحفظه    عقار يطّلع على خطة وزارة التربية والتعليم "امتحان الشهادة السودانية"    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    إنجاز قياسي.. مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي للمرة الرابعة توالياً    عائشة الماجدي: نشطاء القحاتة أشباه الرجال بمرروا في أجندتهم في شهادة الغالي محمد صديق    بسبب إحاطة عاجلة عن رئيس إيران.. بايدن يقطع إجازته    ضباط ينعون الشهيد محمد صديق إثر تصفيته في الأسر من قِبل مليشيا الدعم السريع    سُكتُم بُكتُم    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    مسيرات تابعة للجيش تستهدف محيط سلاح المدرعات    مصر: لا تخرجوا من المنزل إلا لضرورة    عصر اليوم بمدينة الملك فهد ..صقور الجديان وتنزانيا كلاكيت للمرة الثانية    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واشنطن.. عاصمة القرار العالمي ومحتلة من الشباب العاطلين

بعد ثماني ساعات و50 دقيقة استغرقت رحلتنا من امستردام بهولندا إلى عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن (DC) هبطت بنا الطائرة في مطار واشنطن دالاس الدولي الذي يبعد قرابة الأربعين كيلو متراً عن واشنطن العاصمة، الذي يستوعب 1400 مسافر في الساعة الواحدة، وذلك للمشاركة في مؤتمر «صحافة العالم العربي والسياسية الخارجية الأمريكية» وبعد إجراءات التفتيش الأمريكية التي كانت أكثر من عادية مثلها كأي مطار دولي تمكنا من الخروج منها بعد 7 دقائق فقط رغم أن الصورة التي في مخيلتنا أكبر من ذلك نسبة للحالة التأمينية التي فرضتها أمريكا على أي زائر عقب أحداث 11سبتمبر ، بل حتى أن موظفة الجوازات لم تكترث بأنني قادم من السودان أو حتى كندا، فقط تأكدت من عدم تزوير الجواز إلخ.. ثم بدأت رحلتي في غياهب الولايات المتحدة محاولاً التعرف على ملامح الشعب الأمريكي الذي يديره اليهود كما ظللنا نسمع وعن اللوبي الصهيوني الذي يمسك بزمام الكونغرس بالإضافة إلى العملية المعقدة التي تقوم عليها الانتخابات الأمريكية كل أربع سنوات، فمن هو الشعب الأمريكي وكيف استطاع ذلك الشعب من العدم خلال 400 عام فقط من الإمساك بزمام السلطة بالعالم، أما بالنسبة لواشنطن فهي بين ولايتي ميريلاند وفيرجينيا و ترمز اليها بالحروف D.C إلى District of Columbia أو قطاع كولومبيا، وقد أطلق عليها اسم واشنطن تيمنا بجورج واشنطن القائد العسكري للثورة الأمريكية وأول رئيس للولايات المتحدة، ومن الشائع الإشارة إلى المدينة ب D.C., the District أو فقط واشنطن. وذلك لتجنب الخلط بينها وبين ولاية واشنطن.
من مطار دلاس ل«واشنطن»
إن تشويق الرحلة الحقيقي بدأ بأول معرفة لي بواشنطن حيث استقللت سيارة الأجرة إلى العاصمة من المطار مع سائق هندي كبير في السن ظل يحدثني تاريخ قدومه إلى الولايات المتحدة وكيف أنه نجح في تعليم أبنائه وتخريجهم وظل ممتهن العمل كسائق أجرة لأكثر من عقدين من الزمان، وعقب وصولنا إلى فندق دوبونت هوتيل الذي يعد من أفخم فنادق العاصمة واشنطن فلقد وجدنا برنامج مؤتمرنا الذي جاءنا لأجله جاهز بالكامل بترتيب ربما استغرق قرابة 6 أشهر على الأقل بتنظيم من المعهد الدولي الأمريكي بالتعاون مع وزارة الخارجية الأمريكية راعية المؤتمر المعني بالصحافيين المختصين بالعلاقات الخارجية، وأثناء صعودنا للغرفة عقب إجراءات الفندق التقيت بالمصعد بأول أمريكي حقيقي ليس من المهاجرين الجدد أصحاب اللوتري او حديثي العهد بامريكا ، فسألني من أين أنت؟ فقلت من السودان، فمد يده مصافحاً يقول انا «..فلان» من ولاية جورجيا الأمريكية، وكأنه أعتقد أن السودان أحد الولايات الخمسين الامريكية، فكتمت الضحكة عندها خوفا على مشاعره، والمعلوم أن الشعب الأمريكي ذو أريحية تامة فكل من تقابله يبادر لك بالتحية وعقب ذلك الحديث أوصلت حقائبي للغرفة وانطلقت للشارع الأمريكي على الفور بدون توجيه أو حتى سابق معرفة لاكتشف المزيد، لكم كنت محظوظاً بأن كل من صادفت في يومي الأول كان من العرب والمسلمين بالعاصمة واشنطن، عندها بدأ حاجز الخوف على تميزي بأني سوداني ومسلم وعربي، يخرج شيئاً فشياً، وظللت حتى ساعة متأخرة في ذلك اليوم أجوب الشوارع، بدون دليل أتوه لحظات وأعود مرة اخرى للفندق وأعاود الكرة حتى تجاوزت الساعة الثانية صباحاً وظللت حتى تكل اللحظة بدون أكل مع القليل من القهوة الأمريكية التي تختلف كثيراً عن قهوتنا السودانية، وفي صبيحة اليوم الثاني ولأنني وصلت قبل المؤتمر بيومين نسبة لصعوبة الحجز، تمكنت من لقاء أعضاء السفارة السودانية ابتداء من السفير عماد التهامي وحتى مرافقي العزيز المحلق الإعلامي سيف الدين عمر الذي ظل يتفانى في ضيافتنا، ومكنني من إجراء حوار مع سفيرنا بواشنطن بالإضافة لسفيرنا بالامم المتحدة كذلك الامر الذي اعاد الى الروح السودانية في الاراضي الامريكية.
الإسلام بواشنطن
أكبر معالم واشنطن التي بدأت بزيارتها كان المركز الإسلامي بواشنطن و هو مسجد ومركز ثقافي إسلامي يقع في صف السفارات في مساتشوستس أڤنيو مباشرة شرق الجسر فوق (Rock Creek)، الذي افتتح عام 1957م وهو أكبر تجمع للمسلمين في نصف الكرة الغربي بالاضافة الى ان أكثر من 14 ألف شخص اعتنقوا الاسلام منذ إنشائه، ويقصده نحو 600 مصلٍ لأداء صلاة الجمعة، ولعب الدبلوماسيون العرب والمسلمون دوراً كبيراً فيه وأجمل ما بهرني عند زيارته وجود اعلام الدول الاسلامية في تراصٍ رائع ، وعقب تلك الجولة ورغم اننا لم نتشرف بلقاء أول سوداني يفوز بلقب رجل العام في واشنطن للعام 2009 م لتصادف وجوده بالخرطوم في زيارة عائلية، حيث علمنا هنالك الامام محمد حاج ماجد هو من يدير حالياً مركز آدم الاسلامي بواشنطن وهو ابن الشيخ العلامة الاسلامي حاج ماجد حاج موسى الذي أسندت اليه أمامة مسجد واشنطن عام 1957، وتخرج على يديه العديد من الأئمة منهم الشيخ عبدالله خوج أمام مسجد واشنطن الحالي، ويدير الامام محمد حالياً أكبر تجمع إسلامي بواشنطن، وعقب تلك الجولات عدت للفندق لأجد ممثلي الدول العربية من أكثر من «15» دولة عربية من المشاركين معي بالمؤتمر قد وصلوا جميعاً.
الجولة ب(DC)
كنت قد أنهيت جولة شاملة في واشنطن خلال يومين درت خلالها على أهم المعالم، رغم ان برنامج المؤتمر استصحب معه زيارات للمتاحف ومعالم أمريكا، لكنه بالتأكيد لن يكون سوى جولة سياحة عابرة وليست جولة دسمة، وفي اليوم الاول للقاء معهم بدا بجولة سياحة لرؤية معالم واشنطن التي لم ازرها لوضعها الى البرنامج والتي بدأت بالبيت الابيض وهناك التقت «الإنتباهة» بامرأة اسبانية تدعى كنسبسيون توماس اصبحت أحد معالم البيت الابيض حيث ظلت ماكثة أمام البيت البيضوي لأكثر من 30 عاماً وتقول لكل رئيس امريكي جديد يأتي للبيت الابيض ان اسرائيل هي الخطر الحقيقي الذي يهدد العالم، وتحمل الاسبانية في خيمتها شعارات عديدة مؤيدة للقضية الفلسطينية وتطالب بعالم خالي من السلاح النووي، وحسب ما علمت «الإنتباهة» فإن الاسبانية كنسبسيون كانت تعمل في سوق بورصة وول ستريت بنيويورك الا أنها نذرت نفسها لاجل القضية التي تحملها ، حيث تأتي كنسبسيون يومياً في الصباح الباكر لترابط في خيمتها حتى المساء لتعود الى منزلها لتعاود الكرة يومياً طوال «30» عاماً، وعقب ذلك اتجهنا الى مبنى الكابيتول او الكونغرس الامريكي الذي يعتبر هو الامر الناهي في صرف اموال امريكا والكونغرس هو المؤسسة الدستورية الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية ويعتبر الهيئة التشريعية في النظام السياسي ويتألف من مجلسين هما: مجلس الشيوخ الأمريكي مجلس النواب الأمريكي، اذ انه لا دولار واحد يصرف بدون علمه او بتصديق منه، ومن المعروف أن الكونغرس الأمريكي شهد إجراء غير مسبوق في تاريخه عندما قام بتكوين لجنة معنية بشؤون السودان فقط، مهمتها إبقاء هذا البلد على قائمة أعمال الكونغرس، وبهذا ينضم السودان بجدارة إلى 180 لجنة وجماعة فرعية خاصة، والتي أسستها مجموعة من المشرعين ذوي التفكير المشترك للتركيز على قضايا جارية، مثل تطبيق القانون والتكنولوجيا الطبية والإنترنت والمجاعة والشؤون الخارجية. وتجتمع اللجنة دورياً لتحفيز الكونغرس على تبني قضايا متعلقة بالسودان، وفي ختام الرحلة ذهبنا الى نصب لنكولن التذكاري هو صرح شُيد لتكريم ذكرى الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن، وعندها التقينا مصادفة بالممثل الامريكي «براد بيت» لكن حرسه الخاص منع مجموعتنا من الاقتراب منه، وتلى ذلك زيارة للنصب التذكاري لمارتن لوثر كنغ قائد ثورة الحرية للسود، والذي صمم باعتباره قادماً من حائط يسمى بجدار اليأس، وبالتاكيد أن التمثال لم يصنع بالصين.
وفي المساء اجرت جولة اخرى وصادفت بقالة للاسف وجدتها مغلقة، وكتب عليها بقالة وملحمة الخرطوم والتي بالتاكيد انها لاحد السودانيين المقمين بواشنطن نسبة لانها مكتوبة باللغة العربية، وفي صباح اليوم التالي بدأ المؤتمر بقاعة المعهد الامريكي الدولي بكلمات استهلالية من جميع الحضور من الوطن العربي، وأعقب الجلسة الاولى عشاء عمل عقد بنادي الصحافة الامريكي الذي قارنته على الفور بنادي اتحاد الصحفيين السودانيين بالخرطوم والذي أسفت على حال نادي الصحافة في بلدي اذ يحوي النادي الامريكي للصحافة على مبنى يحوز على مربوع كامل بطوابق تفوق العشرة ، وبه صالات لاستراحة الصحفيين ومطعم فخم لهم ، بالاضافة الى صالات اجتماعات متعددة بجانب صالات ترفيه من حمام سباحة ومكان للرياضة ومكتبة كبرى ومتحف لتاريخ الصحافة بامريكا والعالم الحديث ، هذا غير قاعات المؤتمرات الصحفية، حيث لكل وزارة امريكية قاعة خاصة بها، ولأننا كنا برعاية وزارة الخارجية زرنا قاعة المؤتمر الصحفية التابعة لها، وعقب تلك الزيارة عدنا لمكان المؤتمر بقاعة المعهد الدولي.
يوم في البنتاغون
وعقب ذلك اليوم اتجهت المجموعة الصحفية في زيارة فريدة من نوعها لمبنى البنتاغون وهو اسم مبنى مقر وزارة الدفاع الأميركية ويقع في مدينة أرلنغتون في ولاية فيرجينيا، وباعتباره رمزا للجيش الأمريكي ومصطلح البنتاغون يستعمل عادة للإشارة لوزارة الدفاع نفسها عوضا عن المبنى ذاته وسمي بالبنتاغون لشكله الخماسي الأضلاع، ويتسع لحوالي 23 ألف موظف بين عسكري ومدني وحوالي 3 آلاف موظف مساعد لا يعملون لوزارة الدفاع نفسها، وخلال الجولة التعريفية للمبنى طفنا تقريباً في الجوانب الخمسة له جوانب وبعض طوابقه وليست التي تحت الأرض ، وفي وسطه يوجد مركز للتسوق ومطعم كبير واستراحة للموظفين للتدخين وللتحدث على الهاتف الجوال حيث تنعدم هناك أي اشارة لاسلكية مهما كانت قوتها، ولديه جهاز تنفس خاص به ، حيث ان البنتاغون يعتمد على الاوكسجين المولد من الطاقة بداخلة وليس من الخارج، ويضم مكاتب لإدارات الأسلحة الثلاث، الجيش والبحرية والقوات الجوية، ومكتب وزير الدفاع. ويعتبر هو الشعبة التنفيذية لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية ، والتقينا خلال رحلتنا بالمجير كريستوفر براين مدير المكتب الصحافي بالوزارة او الناطق الرسمي باسم الوزارة الذي حدثنا عن أهمية قضايا الامن في السياسية الخارجية تجاه الشرق الاوسط مع تسليط الضوء على جهودهم في مكافحة الارهاب، وخلال الزيارة طفنا ايضا بالمكان الذي تعرض للهجوم في احداث 11 سبتمبر، ونتج عن الحادث مقتل 125 موظفاً بالإضافة إلى ركاب الطائرة ، حيث بحسب موظفي الوزارة انهم اأملوا بناء مكان الحادث في حوالى اسبوع واحد رغم قوة الضربة، وعلمت «الإنتباهة» ان للبنتاغون قناة تلفزيونية خاصة به بالاضافة لعدد من الصحف اليومية التي توزع في نطاق معين.
في متحف الاخبار
وفي اليوم التالي للبنتاغون قام الفريق بزيارة متحف الاخبار بواشنطن الذي يقع في طريق المحكمة العليا التي حوكم فيها الرئيس بيل كلينتون عندما حنث باليمين، وهو متحف يقع على ارض تبلغ 250000 قدم مربع مكون من ستة طوابق بالزجاج ويقدم تجربة تمزج خمسة قرون من التاريخ الصحفي مع تطورها ووصولها الى عصر التكنولوجيا، وفي المتحف أحد الحوائط الخرصانية لجدار برلين الشهير بالاضافة لبرج المراقبة الذي كان يفصل بين المانيا الشرقية والمانيا الغربية، وفي المتحف شاهدنا اول عرض لشاشة رابعية الأبعاد، بالاضافة الى معرض ضخم للصفحات الاولى لأي صحيفة بالعالم وللأسف لم نجد منها أي صحيفة سودانية، وانتهزنا الفرصة لنضيف «الإنتباهة» ليتم توثيق صفحاتها بالمتحف، وخلال جولة بمعرض الصحفيين الذين استشهدوا خلال عملهم الصحفي ، حيث وجدت «الانتباهة» نشق زجاجي مكتوب عليه اسم الشهيد محمد طه محمد أحمد رئيس تحرير الزميلة الوفاق، بجانب أول عربة تم فيها زرع قنبلة لاغتيال صحافي، وفي الجولة ايضا تعرضنا لمعرض حمل كل منشيتات الصحف العالمية لاحداث العالم الكبرى كاعلان الحرب العالمية وإلقاء قنبلة هورشيما وحتى حرب العراق ، اما في اروقة التكنولوجيا فلقد وجدنا اصغر جهاز بث حي تلفزيوني بالاضافة لطبق هوائي يعمل من أي منطقة في العالم وهو ما تعتمد عليه الصحف الامريكية والشاشات العالمية لنقلها الحي لأحداث الحروب استخدم كثيراً في حرب ليبيا الاخيرة وحتى في احداث سوريا.
وفي اليوم قبل الاخير لزيارتنا بواشنطن زرنا وزارة الخارجية الامريكية وعقب اجراءات التفتيش ودخولنا البهو وجدت «الإنتباهة» علم السودان يقف شامخاً مع اعلام دول العالم واستطعنا تصويره كذلك، وتلى ذلك جولة بوزارة الخارجية ولقاء جمع المجموعة التي ناقش هموم العالم العربي المرتبطة بالسياسية الخارجية الامريكية وكيف ان قوة امريكا المهيمنة باتت تصنع السياسيات العربية، بما فيها قضية تسريب ويكيليكس التي أكد نائب الناطق باسم وزارة الخارجية انها صحيحة، كاشفاً ايضا ان هيلاري كلينتون كانت تعلم بأمر ثورات الربيع العربي واخبرت العرب قبل وقوعها في اجتماعها في الدوحة مع وزارء الخارجية العرب.
مع حركة «احتلوا واشنطن»
طافت «الإنتباهة» في مساء ذلك اليوم على حديقة مكفرسون بوسط واشنطن التي تحتج منها حركة «احتلوا واشنطن»، حيث ازالت الشرطة الامريكية صباح ذلك اليوم مكان الحركة، لكن المتظاهرين قالوا إنهم حتى بدون الخيام سيواصلون النضال من أجل تحقيق المساواة الاقتصادية وغيرها من القضايا ، وقامت «الإنتباه» بشراء صحيفتهم الاسبوعية التي تباع بدولار واحد، لدعم الحركة ، وبحسب ما قاله أحد المحتجين بأن حركتهم ليست حزبا سياسيا وانهم مجرد مواطنين، وطلاب وناشطين، قضيتهم هي فصل المال عن السياسة بالبلاد، وتحسين البنية التحتية للبلاد لإصلاح الرعاية الصحية والتعليم والبيئة والاقتصاد، وقال كيفين زوي أحد الناشطين انهم سلميون وان احتجاجهم جاء نسبة لان 45 مليون أمريكي يعتمدون على دعم الطعام المجاني من الحكومة، وان 14 مليون امريكي عاطلون عن العمل، وانه لا يمكن أن يكون دخل الفرد الامريكي هو 1174 $ شهريا أو 14088 $ سنويا - وهو مبلغ 130% من مستوى الفقر على الصعيد الوطني، وعقب تلك الحديث غادرنا مكان التجمع.
يوم بالكونغرس
وخلال اليوم الذي كنا فيها بالكونغرس علمت «الإنتباهة» ان الكونغرس الامريكي اصدر قراراً بإيقاف تمويل المنظمات التي كانت تعمل ضد قضية دارفور وتروج لها بالأكاذيب بمزاعم وجود إبادة بدارفور ، والتي ترأسها منظمة «انقذوا دارفور» مع برنادر غاست للابد.
جنازة للقندس
وقبل رحيلنا الى مطار ريغان بواشنطن للمغادرة الى ولاية فلوريدا وأمام فندقنا كان هناك تجمع كبير للمواطنين، وعند ذهابنا وجدنا حيوان القندس الملقب بمهندس السدود، وسيدة تنشد أغنية وداع، غرابة المشهد لم تكن في تجمع العشرات حول القندس المحنط وإنما في حضور أكثر من أربع قنوات تلفزيونية صحيفتان للحدث ، الا ان «الإنتباهة» سألت أحد الحاضرين من الإعلاميين ، فقال: ان هذه مراسم جنازة للقندس الذي يدعى فيل بطمك الذي يكن له اهالي المنطقة بالكثير من الود، عندها عرفت لماذا لم يفهم الامريكان المثقف الفلسطيني إدوارد سعيد الذي ظل يشرح عدالة قضية دولته للجمهور الامريكي، وأيقنت انني في أغرب بلد في العالم!
اقرأ في الحلقة القادمة
«الإنتباهة» من فلوريدا..داخل جنة امريكا«تامبا»
قصة الطبيب السوداني الذي يعرفه يحترمه الامريكان.
مدير حملة أوباما للانتخابات القادمة يكشف المثير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.