تنطلق اليوم بقاعة الصداقة بالخرطوم فعاليات ملتقى التمويل الأصغر الإسلامي دراسة مقارنة بتجارب دول ماليزيا سلطنة عمان واندونيسيا بنغلاديش والسودان تنظمها إدارة مركز دراسات الإسلام والعالم المعاصر بالتعاون مع مركز انوفيشون العالمي الماليزي للتدريب بمشاركة خبراء من الدول السابقة الذكر.. ولمزيد من المعلومات عن الملتقى وأهدافه والدول المشاركة (الإنتباهة) التقت مدير مركز انيوفيشون الماليزي في حوار فإلى معرفة المزيد من التفاصيل: بدءًا نريد التعرُّف على فكرة إنشاء المركز والأهداف؟ مما بات معروفًا أن الدول العظمى لم تنهض إلا بالصناعات الصغيرة وعبر التمويل الأصغر لتطوير مجتمعاتها المحلية وداومت على هذا النهج حتى أصبحت في مصاف الدول المتقدّمة.. فكرة إنشاء المركز جاءت بعد تنامي العلاقات بين الدولتين منذ فتح سفارة ماليزيا في عام «1990م» وزيارة رئيس الجمهورية عمر البشير برفقة وفد رفيع المستوى لماليزيا عام «1991م» وتوقيع اتفاقيات تجارية بين البلدين مما ساهم في إنعاش التبادل التجاري ودخول الشركات الماليزية فكان لا بد من الدبلوماسية الشعبية المساهمة في دفع عجلة التقدُّم والاستفادة من التجربة الماليزية عبر إنشاء مركز للتدريب والذي يعتبر عاملاً مهمًا لمواكبة التطوُّر العلمي والتكنولوجي الذي يحدث في العالم في المجالات كافة، وتقديم الخدمات السياحية والتعليمية والتجارية للجانبين السوداني والماليزي والدول العربية وتقديم خدمات الترجمة وغيرها، فقمنا بعمل علاقات كبيرة مع عدد من الجهات والمؤسسات التعليمية والاقتصادية والإعلامية ورجال الأعمال الماليزيين مما ساعد في تبصيرهم ومعرفتهم بالسودان. ما أبرز ما قدَّمه المعهد؟ درّبنا ما يتجاوز ال «500» شخص في مجالات متعددة من الدورات وورش العمل تتمثَّل في دورات للقيادات العليا وفي المجالات الهندسية والتقنية واللغة الإنجليزية والطبية وغيرها، ومن الجهات التي قمنا بتدريبها هيئة الإذاعة والتلفزيون السوداني حيث ساهمنا في رفع قدراتهم والاستفادة من التجربة الماليزية، وقمنا بترتيب زيارات ميدانية ولقائهم بنظرائهم الماليزيين لتبادل الخبرات وكذلك دورات في مجال تقنية المعلومات لبعض الخريجين من الجامعات السودانية وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وورش عمل حول الانتخابات النيابية للسودانيين ومفوضية الانتخابات العراقية وكذلك شاركت شخصيات منها وزير الانتخابات العراقي وأعضاء من المفوضية العليا للانتخابات العراقية وكذلك من السودان شرفنا عدد من رموز الأحزاب السياسية. هل لديكم أي نشاطات في السودان؟ ننظم حالياًً لملتقى التمويل الإسلامي بالتعاون مع مركز دراسات الإسلام والعالم المعاصر وهو ملتقى عبارة عن دراسة مقارنة لتجارب ماليزيا واندونيسيا وبنغلاديش وسلطنة عمان والسودان ويشارك في الملتقى خبراءٌ من تلك الدول لتبادل التجارب، ونثمِّن دور بنك السودان لرعايته الملتقى وشعارنا «لكي لا يكون المال دول بين الأغنياء فقط نريد للفقراء أن يدول بينهم المال» لنُسهم جميعًا في وضع إستراتيجيات لمحاربة الفقر والتقليل من نسبته التي وصلت «46%» في السودان حسب آخر الإحصائيات وفي ماليزيا ساهم التمويل الأصغر في تقليل نسبة الفقر إلى أقل من «5%»، كما شارك بنك الخرطوم وفيصل الإسلامي والادخار والتنمية الاجتماعية بالرعاية البرونزية.. والسودان موعود ليكون رائدًا للتمويل الأصغر الإسلامي في العالم كما كان في مجال التأمين الإسلامي والبنوك الإسلامية. ونهضة الشعوب المتقدِّمة نبعت من خلال الصناعات الصغيرة والمتوسطة عبر التمويل الأصغر، ولا بد من تدريب المستفيدين وتقييم تجربتهم وأثرها في المجتمع. ما هي الأوراق المقدَّمة في الملتقى؟ أوراق تتحدَّث عن تجربة ماليزيا في مجال التمويل الأصغر واندونيسيا وبنغلاديش وعمان والسودان يتناولها عددٌ من الخبراء والمختصين في المجال من ذات الدول. هل تتوقَّع أية اتفاقيات أو شراكات يتم التوقيع عليها؟ ستكون هنالك توصيات تدفع وتساهم في وضع الإستراتيجيات السليمة ليكون التمويل الأصغر الأكثر فائدة وتنفيذ المشروعات بطريقة علمية وتوسيع المشاركين في القطاعات المختلفة استنادًا إلى تجارب الآخرين وسيركز الملتقى على وضع الأسس والإستراتيجيات التي تضمن تمويلاً ناجحًا للشباب بالمشاركة والتعاون لإنجاح المشروعات ومتابعتها لتعود بالنفع، والدعوة موجهة لكافة البنوك والمنظمات العاملة في المجال والمهتمين بالتمويل الأصغر وسيتم توزيع التوصيات على الجهات المشاركة كافة ورفعها للجهات ذات الصلة. من الملاحظ التركيز على الصناعات الصغيرة واستقطاب التمويل لها لماذا؟ لأن غالبية الدول المتقدِّمة حاليًا لم تشهد تلك الطفرة والتقدُّم إلا بعد أن وضعت أولى اهتماماتها الصناعات الصغيرة والحرفية وتوفير التمويل المناسب لها وتشجيع الأفراد والمؤسسات على تنميتها وتطوير مقدرات المنتجين مما دفع من اقتصادياتها وتحولها إلى مصاف الدول المتقدمة والمزدهرة اقتصاديًا ونأمل تطبيق التجارب تلك بالسودان والاستفادة منها. من خلال وجودكم في ماليزيا ما هي أهم العوامل التي ساعدت في تحقيق النهضة التي تشهدها ماليزيا؟ كانت الطفرة الماليزية كبيرة خلال ال «30» عامًا الماضية وبصورة مذهلة لم تكن هنالك أسواق كبيرة، وسبل المواصلات كانت عادية ولكن بفضل ذكاء رئيس وزرائها د. محاضير محمد والذي كان من أسباب سر نجاحه جلب المستثمرين الأجانب وتهيئة المناخ وخلق جو من الاستقرار السياسي والتعايش الديني وسبب نجاح آخر هو أنه عمل صامتًا حتى قوي ثم بعدها خرج للعالم قويًا... ماذا عن الخدمات المقدَّمة للمواطن في ماليزيا مقارنة بالسودان؟ المقارنة كبيرة، فالمواطن الماليزي يتمتَّع بمزايا كبيرة مثل مجانية التعليم والعلاج ودعم المواد التموينية الأساسية مثل الأرز والسكر والزيت واللحوم وغيرها من قبل الدولة ولا يستطيع التجار التلاعب بها ولا بد من تدخل الدولة لحماية الموطن السوداني من جشع التجار بسلطة أقوى.. ولا بد من التساهل في جمع الجبايات المتنوعة التي يعاني منها المنتج والتاجر والتي تسهم بقدر كبير في رفع الأسعار، نحن باستطاعتنا أن نكون أفضل من غيرنا بالاستفادة من مواردنا بأقصى ما يمكن. فلنترك الفرصة للشباب الطموح ممن لهم الرغبة في العطاء ولا نقيّدهم بالضمانات المنفرة. في مجال السياحة ما هي خطتكم باعتباركم تعملون في المجال؟ حقيقة مجال السياحة في السودان يحتاج إلى ثورة.. ابتداءً بتبصير السودانيين والعالم من حولنا بإمكانات السودان السياحية التي لا يعرف عنها حتى السودانيين الكثير.. والعمل على جلب المستثمرين في هذا المجال الخصب.. ولدينا إمكانات سياحية هائلة ولكنها غير مستثمرة، وحكومة ولاية بورتسودان قادت نهضة سياحية واستفادت من موقعها الإستراتيجي كواجهة سياحية والاستفادة من الطبيعة لتسخيرها لتكون معالم سياحية راقية، في ماليزيا مثلاً تعتبر السياحة واحدة من مصادر الدخل القومي الأساسية وتسخر لها الدولة كافة الإمكانات لتطويرها حتى أصبحت تستقبل أكثر من «24» مليون سائح سنويًا، إضافة إلى مساهمتها في إنعاش الاقتصاد والسوق ساهم في حل مشكلة البطالة وإيجاد فرص عمل للماليزيين والأجانب بنسبة كبيرة.. نحن نحاول تشجيع السياحة في السودان ولكن ليس لدينا المعلومات الكافية والمطبوعات وسبل الدعاية الكافية.. وأنا أدعوا الدولة عبر وزارة السياحة لتبني عمل مؤتمر عام لكل السودانيين العاملين في الخارج في مجال السياحة من السودانيين لوضع تصور للنهوض بقطاع السياحة في السودان وجلب المستثمرين والسياح إلى السودان وتقديم كافة ما يلزم للقيام بهذا الدور؛ لأنهم هم قريبون للعالم الخارجي، وأدعوا سفارات السودان للتعاون مع القطاع الخاص من السودانيين رجال الأعمال بالخارج بدلاً من محاربتهم والتضييق عليهم كما يحصل في بعض السفارات.. لا بد من التعاون المشترك من أجل السودان وليس المنافع الشخصية والمكاسب؛ ولأنهم يمثلون الدبلوماسية الشعبية ويستطيعون القيام بأشياء لا تستطيع السفارات القيام بها.