عمره ثمانون عاماً ولا يصلي! السؤال: السؤال: رجل عمره ثمانون عاماً لا يصلي!! إذا قلت له: صلِّ يقول: أنا صليت زمان كفاية ما عندي ذنوب وأنا من الداخل نظيف أبيض أو يشير بيده إلى موضع الصدر ويقول هنا أبيض!! علماً بأنه ما زال يعاقر الخمر حتى هذه اللحظة ما رأي الدين فيه؟؟؟ جزاكم الله خيرًا.. الجواب: فإن الله تعالى يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) أي الموت؛ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الناس بربه في مرض موته يخرج إلى المسجد مستنداً على رجلين هما علي بن أبي طالب والفضل بن العباس رضي الله عنهم، ولم يقل: أنا صليت زمان كفاية!! وكذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه طعن وهو في المحراب يصلي بالناس الصبح، وحمل إلى بيته مغشياً عليه؛ فلما أفاق قيل له: الصلاة يا أمير المؤمنين. قال: أما إنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، ثم صلى وهو على تلك الحال يعاني سكرات الموت وكربات النزع. خلاصة القول إن هذا المسكين قد غره بالله الغرور، وظن أنه يعلم من الدين ما لم يعلمه الأنبياء والمرسلون والصحابة والصالحون؛ ودليل ذلك أنه على شفا هلكة ومع ذلك يعاقر الخمر ويأتي المنكر؛ وهو حقيق بقول القائل: وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده، وإن الفتى بعد الجهالة يحلم، فحري بكم ألا تملوا من نصحه والدعاء له بأن يختم الله له بالحسنى، ويأخذ بناصيته إلى البر والتقوى، والله خير معين. هدايا شركات الأدوية السؤال: ما حكم الهدايا التي تقدمها شركات الأدوية للأطباء حتى يكتبوا أدويتها دون غيرها في الروشتات، مع العلم أن هذه الهدايا قد تكون صغيرة كالأقلام والمفكرات، وقد تصل إلى دعوات عشاء في مطاعم فاخرة وتذاكر سفر لحضور مؤتمرات علمية خارجية؛ فهل تعتبر من أساليب الدعاية والتسويق أم تعتبر من الرشوة؟ الجواب: فهذه الهدايا التي تقدمها بعض الشركات للأطباء هي ضرب من ضروب الفساد الذي ينبغي التناهي عنه؛ لأن من الواضح أن تلك الهدايا يراد منها التأثير على أولئك الأطباء بحيث تكون تلك الأدوية هي وصفتهم المفضلة للمرضى، وعليه فما ينبغي لتلك الشركات تقديمها ولا للأطباء قبولها؛ لأن هذا مما يضعف الثقة بهم ويحيلها إلى شك وريبة من قبل المرضى. وعلى تلك الشركات أن تلجأ لوسائل أخرى تروِّج به لمنتجاتها من الدعاية الصادقة وتبيين ميزات تلك الأدوية وفاعليتها في علاج الأمراض، دون تقديم رشاوى للأطباء. وهذا الكلام في الهدايا ذات الخطر كتذاكر السفر والمآدب الفاخرة، أما الهدايا الهينة التي جرت العادة ببذلها لكل أحد كالمفكرات السنوية والأقلام العادية والميداليات المعدنية فالأمر فيها يسير إن شاء الله، والله تعالى أعلم. كيف أخرج زكاة القطعتين؟ السؤال: اشتريت قطعتي أرض، الأولى: كنت أنوي السكن فيها، ثم غيّرت رأيي بعد ذلك، علماً بأن سعرها بالغ النصاب منذ أن اشتريتها، فكيف تكون زكاتها؟ أما القطعة الثانية: فقد اشتريتها منذ البداية بغرض ارتفاع سعرها ثم بيعها، وقد اشتريتها من شركة تبيع الأراضي بالتقسيط، وكانت مدة الأقساط بعد أن دفعت المقدم سنتين تنتهي في شهر فبراير 2012، ولن تمنح لي شهادة البحث إلا بعد استيفاء آخر قسط، فكيف تكون زكاتها؟ الجواب: فالقطعة الأولى يجب عليك إخراج زكاتها من حين تغيرت نيتك من استعمالها كسكن خاص إلى استثمارها، لعموم حديث: «كنا نؤمر أن نخرج الصدقة مما نعده للبيع»، فإن كانت نيتك قد اتجهت إلى استثمارها قبل عامين مثلاً فيجب عليك تقويمها بسعر البيع وإخراج زكاتها عن ذينك الحولين، وأما القطعة الثانية فيجب عليك تزكيتها من حين تملكتها، دون أن تتقيد بصدور شهادة البحث؛ لأن استخراج الشهادة هو مجرد إجراء وإلا فهي ملكك واقعاً وشرعاً، والله تعالى أعلم. تراودني شكوك حولها السؤال: أنا شاب حديث عهد بالزواج، وتزوجت من فتاة عن طريق عمِّي ولكنني لا أعرفها، كنت سعيداً ومطمئناً جداً لها، ولكن بعد الزواج بدأت تراودني شكوك حولها وأنها تخونني!! وصراحة أصبحت أعاني جداً من هذه المسألة؛ وللعلم أنا أقيم خارج السودان وقد تم الزواج خارج السودان، وقد استخرت في الحرم المكي لهذا الزواج وفكرت في الطلاق، بسبب هذه الأفكار ودائماً أبحث في هاتفها الجوال، وصراحة لقد تعبت جداً من هذا الأمر، أفيدوني وجزاكم الله خيرا الجواب: فلا أجد لك موعظة أبلغ من قوله تعالى: ( اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: « إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» فأنت ما زدت على أن تبعت شيطانك وسرت مع ما زيّنه لك من ظن السوء؛ ثم لم تكتف بذلك حتى وقعت في المحظور بالتجسس على امرأة مسلمة قد رضي أولياؤها بأن يسلموها لك زوجة لتصونها وتكرمها وتعفها؛ لا من أجل أن تهينها وتسيء إليها وتظن بها ظن السوء؛ فيا أخي أنصحك بالتوبة إلى الله تعالى مما كان، والإكثار من الاستعاذة بالله من همزات الشياطين، وأن تكفِّر عن ذنبك بتقوية الآصرة بينك وبين زوجك، وأن تحارب شيطانك بأن تبذل لها الحب والإكرام والمودة والإحسان، وأبشر من الله بالفرج، والله الموفق والمستعان. لا تطيع زوجها في النقاب وعدم المصافحة السؤال: أنا أسأل عن الزوجة التي لا تطيع زوجها في أن تتنقب أو عدم مصافحة الأجنبي. الجواب: فواجب على الزوجة طاعة زوجها في كل ما يأمرها به ما لم يأمرها بالمعصية؛ وهو حين يأمرها بالنقاب فإنما يأمرها بما هو واجب أو مستحب، وما ينبغي لها أن تعصيه في هذا الباب بل عليها طاعته؛ لقول الله تعالى: (الرجال قوامون على النساء) وقوله سبحانه(وللرجال عليهن درجة) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: « ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً من امرأة صالحة إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله». وكذلك حين نهاها عن مصافحة الأجنبي فإنما نهاها عما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ فإن الله تعالى قال: ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) ولا شك أن اللمس أشد من البصر فهو ممنوع من باب أولى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إني لا أصافح النساء» ولم يكن لمؤمن ولا مؤمنة أن يأتي أمراً تنزه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المبرأ من كل عيب البعيد عن كل شبهة، والله تعالى أعلم.