يعد قطاع النقل من القطاعات المهمة في مجال الاقتصاد كافة وتأتي أهميته في تحريك البضائع والسلع والمواد الخام من مكان لآخر بأقل تكلفة بجانب ربط الولايات مع بعضها البعض إلا أنه واجه في الآونة الأخيرة تدهورًا ملحوظًا نتيجة إهمال الدولة للقطاع وضعف البنيات التحتية والتمويل بالرغم من أن العالم بأكمله اتجه في الآونة الأخيرة للاستفادة القصوى من القطاع لمساهمته الكبيرة في الاقتصاد، وبدأت الدولة تتجه لتنمية قطاع النقل من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات مؤخرًا في مجال السكة حديد والمواني البحرية لتطوير العمل بجانب تأهيلها بالصورة التي تتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية، ووقعت هيئة المواني البحرية والشركة الصينية للهندسة الملاحية اتفاقية لإنشاء ميناء لصادرات الثروة الحيوانية بسواكن بتكلفة قدرها 500 مليون دولار، بجانب التوقيع على عقد مع شركة الخرطوم للري لإنشاء خط السكة الحديد أبو جابرة نيالا بطول 220 كيلو متر بتكلفة تبلغ 234 مليون دولار. وأكد وزير النقل بالإنابة مهندس فيصل حماد خلال مخاطبته مراسم التوقيع بفندق السلام روتانا أن الاتفاقية تواكب سياسة الدولة للتوجّه نحو الصادرات غير البترولية، مؤكدًا أن وزارته عكفت على قيام مواني متخصصة مشيرًًا إلى أن المرحلة المقبلة تستهدف تطوير ميناء سواكن ليكون ميناءً محوريًا للمنافسة عالميًا بجانب التطوّر رأسياً لرفع الطاقة الإنتاجية، وأشاد فيصل بدعم الصين للسودان مؤكدًا اتجاه الوزارة لاستخدام التكنولوجيا الصينية في مجال السكة الحديد، وأكّد الوزير أن التوقيع يساهم في دعم صناعة السكة حديد وتوطينها بالبلاد معلنًا إجازة الخطة الاقتصادية لدعم البنى التحتية والقوى الساحبة والناقلة للسكة حديد في موازنة العام 2012 وإجازة خطة لتطوير وسائل النقل.. مبينًا أن جملة العقود التي تمت في مجال تطوير السكة حديد بلغت 600 مليون دولار. ومن جانبه أوضح مدير هيئة المواني البحرية مهندس جلال الدين محمد أحمد أن الاتفاقية تعتبر بداية للمرحلة الأولى التي تبلغ قيمتها 70 مليون يورو بإنشاء مرابط وأرصفة وتوسعة للأحواض بجانب إنشاء مسالخ ومخازن ومبردات لتقديم خدمات لصادر الثروة الحيوانية، نافيًا وجود مشكلة تكدس بميناء بورتسودان مؤخرًا مبينًا أن الأسباب تشغيلية.. ومن جهته أرجع رئيس مجلس إدارة هيئة السكة حديد الزبير أحمد الحسن تدهور القطاع لتوقف التمويل من البنك الدولي والمقاطعة الاقتصادية، وطالب في ذات الوقت القطاع الخاص الدخول لتطوير السكة حديد مشيرًا توجه الهيئة لاستقطاب الدعم طويل الأجل عبر التعاون مع الصين والهند وكوريا بجانب مخاطبة الصناديق العربية مؤكدًا التحول للقطاع الخاص بإشراف حكومي لمواكبة التطور التقني مضيفًا وضع تنمية السكة حديد ضمن أولويات البرنامج الثلاثي.. وأشار مدير عام هيئة السكة حديد بالإنابة إبراهيم فضل إلى أن 70% من جملة الحمولات بالسكة حديد تذهب لغرب السودان ودول الجوار مؤكدًا الاتجاه لتأهيل عدد من الخطوط المعطلة كخط «سنجة سنار الدمازين» و«عطبرةبورتسودان» خلال الأيام القادمة.. وقال إن البداية الفعلية لانشاء الخط تبدأ في شهر ديسمبر هذا العام وستكتمل خلال 36 شهرًا مشيرًا للمساهمة في تقليص المدة الزمنية والمسافة، مضيفًا أن العقد يمثل مبادرة لإنشاء خط سكة حديد السودان تشاد.