للأمثال العربية حكايات ومناسبات طريفة.. والمثل العربي الذي يقول: «وافق شنٌ طبقة» يذكره البعض في كثير من الاستدلالات والمناسبات ونذكر بالقصة.. ويقال إن المثل يضرب لشيئين يتفقان تماماً.. يُحكى أن «شن» هذا هو رجل من أذكياء العرب وكان الرجل قد حلف ألا يتزوج إلا من امرأة تلائمه.. فكان يجوب البلاد شرقاً وغرباً في ارتياد طلبه حتى ظن الناس أن الأمر مستحيل. وفي ذات يوم رافقه رجل في بعض أسفاره إلى بلاد ذلك الرجل وهما راكبان، فسأله شن قائلاً: أتحملني أم أحملك؟ استغرب الرجل من السؤال ولم يعرف الإجابة.. ولم يرد على «شن».. واعتبر شنًا جاهلاً.. ثم سأله سؤالاً آخر حينما رأيا زرعاً مستحصداً، فسأله شن: أأُكل هذا الزرع أم لا؟ ظل الرجل ينظر لشن ويستهجن الأسئلة؛ لأنه لم يدرك عمق أو حكمة معانيها ثم سأله سؤالاً ثالثًا حير الرجل حينما شاهدا جنازة في الطريق: أحيٌّ من على هذا النعش أم ميت؟ هنا قل صبر الرجل.. وسكت على مضض حتى وصلا لدار الرجل المضيف فاستقبلتهما ابنته.. ثم سألت على انفراد أبيها قائلة: من هذا الرجل؟ فعرفها الرجل بقصة ذلك الضيف وقال لها إن اسمه «شن» لكنه كان يسألني في الطريق أسئلة غريبة تدل على الجهل والغباء. قالت له ابنته واسمها «طبقة» وما تلك الأسئلة يا أبي؟ وكانت ابنته ذكية ولماحة.. فذكر لها أباها الأسئلة.. لكنها ابتسمت وقالت لأبيها: يا ابتي هذا رجل فطن.. وفسَّرت له ما وراء كلماته وقالت: أراد بقوله أتحملني أم أحملك.. أي أتحدثني أم أحدثك لتخفف عني وعنك عناء السفر. وبقوله أأُكل هذا الزرع أم لا.. معناه هل بيع هذا الزرع فأُكل ثمنه وليس المقصود هو نفسه.. يقال فلان مثلاً أكل المزرعة ليس المقصود كلها وإنما ذلك شيء معنوي المقصود بعائدها؟ أما سؤاله الثالث يا أبي: أحيُّ من على هذا النعش أم ميت المقصود به يا أبتي هو: هل له ذرية يحيون ذكره من بعده أم ليس له؟ إن هذا الرجل يا أبي رجل فطن وذكي وداهية.. هنا أدرك الرجل أن مرافقه ذلك لم يكن رجلاً يستهان به، وعاد إليه وحكى له ما قالته له «طبقة» في شأن أسئلته فما كان من شن إلا أن طلبها من أبيها؛ لأنها هي التي كان يبحث عنها زماناً... وبالفعل تم الزواج وحملها إلى أهله.. فلما رأوها وعرفوا ما حوته من الذكاء والفطنة قالوا: «وافق شن طبقة».. فذهب قولهم مثلاً بين الناس حتى يومنا هذا.. ويضرب المثل أيضاً إذا ما تطابق اثنان في الهوايات أو الرؤى والمزاج يقال: «وافق شن طبقة». افرح يا وطن افرح يا وطن ليك في الفؤاد حنية فيك رجال عزاز ما همتم ماهية ليك ضربوا الأرض بالراحة والزندية والروح ما بتروح مدفوعة ليك هدية