هل يمكن أن نحلم بيوم تنقطع فيه المياه أو الكهرباء لمدة «5» دقائق، فتخرج مظاهرات في الشارع مطالبة بإعادة التيار سواء أكان مائياً أو كهربائياً، ومحاسبة من تسببوا في العطل الذي تسبب هو الآخر في تعطل كثير من الأجهزة الكهربائية وآليات المصانع، وإلزامهم بتعويض الخاسرين كما يحدث في كثير من الدول المتقدمة ونصف المتقدمة؟ الإجابة في ما يخص التيار المائي «لا أظن» إن لم تكن «أستبعد»، بدليل أن معظم الشكاوى التي تنشر عبر الصحف مدعومة بصور «المواسير الشاخرة» و «الكارو»، تتعلق بانقطاع المياه لشهور بل سنوات، دون أن تتحرك جهات مسؤولة في اتجاه الحل، بل حتى المناطق التي تم تركيب محطات مياه فيها عجزت الشبكات الضيقة والمتهالكة عن احتمالها، فانفجرت وتدفقت مياهها فأعادت للملاريا «سيرتها الأولى»، أما على صعيد الكهرباء فالإجابة «ممكن» بدليل قلة الشكاوى المتعلقة بها، حيث كان آخر العهد بها أيام تشغيل كهرباء سد مروي وما صاحبه من تذبذب للكهرباء، والضجة التي أطاحت مدير الكهرباء آنذاك مكاوي محمد عوض. وعلى ذمة مدير شركة توزيع الكهرباء المهندس علي عبد الرحمن في كلمته أمس في افتتاح محطة توزيع «الحفرة» بشرق النيل، فإن السودان موعود بالنموذج الكوري، حيث ستكون أقصى مدة ينقطع فيها التيار الكهربائي «15» دقيقة في السنة، بعد معالجة أخطاء التوصيلات السابقة. الجدير بالذكر أن المحطة تعتبر السابعة في هذا العام، وسبقتها «13» محطة في العام المنصرم، وزادت تكلفتها الإجمالية عن ال «22» مليون جنيه بسعة 40mav بهدف توفير سعات إضافية للمنطقة، لاستيعاب التوصيلات الجديدة وتخفيف حمولات محطة العيلفون، وتقليل نسبة المفقود من الطاقة نتيجة ضعف الإمداد في مستوى الضغط المنخفض، ومواكبة كهربة المشروعات الزراعية. كميات كبيرة من «التلج» قام بتكسيرها مواطنو أم ضواً بان بما فيهم نواب الدوائر ومعتمد محلية شرق النيل الدكتور عمار حامد، لوزير الكهرباء والسدود أسامة عبد الله، فوصفوه بالمجاهد وقالوا إن كل أعماله جهادية، فبعد أن وفر لهم الكهرباء لتشغيل أجهزتهم الكهربائية طمعوا في المزيد، وقدموا بعض الطلبات للوزير الذي قال إن أقصى مدة لمعالجة أي بلاغ يصل من أرجاء السودان المختلفة عبر الرقم «4848» الذي كان حكراً على الخرطوم ثلاث ساعات، فإذا مرت عليه «24» ساعة يمكنه أن يعرف ذلك بضغطة أصبع على زر تشغيل الكمبيوتر، وأعاد للأذهان صورة سد مروي والظروف التي قام فيها من مقاطعة وحصار اقتصادي. وبشر بأن تعلية خزان الروصيرص سيتم افتتاحها قريباً. أما خزان ستيت فقد قال إنه قطع شوطاً كبيراً. والاحتفال تخلف عنه على غير العادة والي الخرطوم، ولكنه بعث نائبه المهندس صديق الشيخ الذي تحدث عن شراكة إستراتيجية بين الولاية والوزارة والشركة، لتقديم الخدمات للمواطن في إطار السدود والحفائر، وقال: «بقولوا البترول شح لكن ساعة يشوف زي ده المقلوز كلو بقعد عديل».. أما أبلغ تعبير فهو قالته وزير الدولة بالكهرباء والسدود الدكتورة تابيتا بطرس في وصف المحطة «إنه خروج من حفرة الظلام للنور».