الصفر هو الأساس الذي وضع عليه معظم الذين يتعاملون بأكبر الأرقام المالية نجاحهم والغالب الأعم من الرأس مالية بدأوا من الصفر، وهي العبارة التي يبدأون بها الإجابة عند سؤالهم عن بداياتهم، وذاتها كانت إجابة الحاجة علوية شريف بحر التي بدأت التجارة «بقفة آبري» في شهر رمضان بعد وفاة زوجها الذي ترك لها عددًا من البنين والبنات، صبرت وكافحت حتى توسعت تجارتها وصارت تمتلك متجرًا للبهارات بسوق حلة كوكو التقيناها في دردشة قالت فيها: «البداية كانت عندما توفي زوجي وترك لي عددًا من الأطفال لا عائل لهم، وكان ذلك في العام «1984»م وبدأت بقفة حلومر وكنت أسكن حلة كوكو، وبعد انتهاء شهر رمضان كان لا بد من إيجاد مصدر آخر لدخل الأسرة فكان الفول السوداني، وبدأت بملوة فول «دكوة» على تربيزة صغيرة وكان جوال الفول وقتها ب «170» قرشًا، وتدرجت في البيع إلى أن وصلت الكيلة وبعد سنة «خشّيت» بالجوال وكل هذا التدرج صاحبه الكثير من المضايقات من المحلية ولجنة السوق فكان لا بد أن أتحمل كل الصعاب من أجل أبنائي حتى لا أدعهم يحتاجون ويعانون في هذه الحياة. وتحكي علوية عن المضايقات التي واجهتها تقول: معظم المضايقات كانت تأتيني من لجنة السوق فهناك شخصية معينة كانت ترفض وجودي وكان عمال الصحة يطاردوني كثيراً، وكان أصحاب الدكاكين يقفون معي إلى أن تدخَّل أحد أصحاب المطاعم ويدعى «إدريس» عليه الرحمة، وأقنع إدارة الصحة وأعطوني تصديقًا مؤقتًا ومجانيًا بعد أن شرح لهم ظروفي، وبعد أن انتهت مضايقة المحلية ظهرت لي مشكلات لجنة السوق، وفي هذه المرة وقف معي موظفو المحلية وعلى رأسهم مدير المحلية في ذلك الوقت الأستاذ كمال علي حاتم وكذلك ضابطة إدارية اسمها آسيا. ولكن هذه العراقيل لم توقف علوية وواصلت المشوار تقول: بعد الدكوة قمت ببيع البهارات المسحونة وتقريباً أنا أول من أدخل بيع البهارات المسحونة وبيع «قدر ظروفك»، وفي العام 2000م صدر قرار تنظيم السوق وكنت في ذلك الوقت أمتلك «طبلية» صغيرة وأخبرني أحد التجار أن صف الدكاكين الذي أعمل به سوف يوزع دكاكين، وفعلاً قدمت باسم أحد أبنائي وتم منحي هذا الدكان الذي ترونه الآن وهو يماثل كل الدكاكين في السوق برسوم قدرها مليونا جنيه «بالقديم» وكلفني بناؤه ستة ملايين جنيه، ومنذ ذلك الوقت بدأت في زيادة وتنمية تجارتي. وفي الختام تقول: الحمد لله لقد علمت كل أبنائي على مستوى أحمد الله عليه كثيراً فأحد أبنائي وكيل نيابة وإحدى بناتي خريجة إعلام والأخرى خريجة لغة عربية جامعة الخرطوم وتزوج ابني الذي وقف معي في السوق أما الابن الأصغر فيدرس في جامعة الرباط وكل بناتي تزوجن والحمد لله.