وراء كل مهنة على الرصيف حكاية واسباب ودوافع تجبر المرء على الخروج للشارع فكيف يكون الامر عندما تفقد الاسرة عائلها الوحيد دون ان يكون هنالك مايسد الرمق غير الخروج الى العمل والبحث عن وظيفة لمن يمتلك شهادة، ولكن كيف لمن لايمتلك الشهادة او مهارات سوى البحث عن أي عمل يسد الرمق. الخاله حواء عثمان حسين تفترش الفول المدمس والدكوة والتسالي والبهارات تقوم منذ الصباح الباكر تحمل بضاعتها وتتوجه الى السوق منذ اكثر من عشر سنوات توفى زوجها وترك لها اطفالا صغارا ومنزلا بالايجار حزمت امرها ورمت باحزانها وراءها وحملت قفتها ودخلت السوق لتبيع البهارات والفول المدمس والدكوة صباحا لتعود لاطفالها مساء بما كسبته من بيع بضاعتها ويستمر الحال والخالة حواء تقوم بمهنتها بكل صبر واتقان جلست اليها لأسمع قصتها التي تشبه قصص العديد من نساء بلادي اللائي خرجن الى السوق للقيام بدورهن وهن سعيدات بذلك تقول احواء : «بعد ان توفى زوجي لم يكن امامي أي خيار سوى العمل والعمل فقط اذ لا امتلك شهادة اومهارة .. اتجهت الى بيع البهارات والدكوة والفول المدمس حيث اقوم بشراء الفول من السوق واقوم بتجهيزه من تنظيف وقليه على النار ومن ثم اقوم بتجهيز الدكوة وكذا البهارات التي اقوم بتنظيفها وسحنها لتكون جاهزة للبيع ». وعند سؤالي لها عن السكن اجابت بانها لم تستطع الصمود امام الايجارات فخرجت من منزل الايجار وسكنت في السلمة مربع 6 وهي الان تنتظر التخطيط بعد ان تم تسجيلها لاستلام الديباجة ومن ثم يتم توزيعها ، ومن هنا تناشد الخالة حواء الجهات المسؤولة الاسراع بتعويضهم ونحن بدورنا ايضا نناشد الجهات المعنية بمنح الخالة حواء قطعة في الرشيد . وعن اهم المشاكل التي تواجه عملها اجابتني : «ارتفاع الاسعار كنا نشتري ملوة الفول ب 7 جنيهات الان سعرها 13 جنيها ونبيع الفول والتسالي والدكوة على حسب طلب الزبون من جنيه الى أي قيمة يحددها الزبون و عملنا هذا يتطلب تنظيف البضاعة التي تعتبر من اهم وسائل جذب الزبون» . التقاها : أحمد خليل