المكتبة في مدلولها الواسع غالبًا ما تتجاوز الكتب المطبوعة فهي تضم عددًا كبيرًا أو قليلاً من المواد الورقية كالجرائد والنشرات وبعض المخطوطات التراثية القديمة والمراسلات والمذكرات الحديثة وهي أيضًا تجمُّع لمصادر وخدمات المعلومات ومكان مستأمن للوثائق والأعمال الفنية كالميكروفيلم والكاسيت وشرائط الفيديو، وفي الآونة الأخيرة حل ضيوف جدد على رفوف المكتبات متمثلين في بعض النشاطات كماكنات الطباعة والتصوير والتغليف ولكن الأكثر رواجًا فيها التحف والهدايا وتزيينها وتغليفها وتركيب العطور.. «تقاسيم» وقفت على هذا الشأن مستشهدة ببعض الآراء. حسن علي «صاحب مكتبة» تحدث قائلاً: المكتبة لم يطرأ عليها أي تغيير نسبي من حيث أهمية وجودها والكتب في المكتبة أنواعها مختلفة فمثلاً الكتب المدرسية الإقبال عليها كما هو باعتبارها احتياجات مستمرة وكذلك كتب الأطفال لأنهم أحوج إلى القراءة أكثر من مشاهدة التلفاز وتصفح النت، ومع بداية العطلة الصيفية يشتري الآباء كمية كبيرة من كتب الأطفال، أما بقية الكتب الثقافية أعتقد الركود فيها أسبابه مادية وليست عن قصد. أما محمد أحمد «طالب» يقول: لا بديل ولا غنى عن المكتبة ومع توفر كل وسائل التصفح إلا أن الكتاب خير جليس والمكتبة أندى وأعطر مجلس، ويرى أن المادة المقروءة من الكتاب ترسخ في الذهن أكثر من أي شيء وأن الكتاب يسهل حمله وتصفحه في أي زمان ومكان. شادية حسين تضيف: لا أُركز على القراءة كثيرًا وهي ليست من هواياتي، ولكن إذا أردت أخذ أي معلومة فليس هنالك طريق أقصر من المكتبة، ولا معلم خير من الكتاب فألجأ إليه وآخذ ما أريد بكل يُسر والكتاب حافظ للخصوصية في المعلومة. وأضاف محمد عبد الحفيظ «صاحب مكتبة»: المكتبة لها قيمتها ومكانتها الروحية في عقول كل الناس، ووجود بعض المبيعات الأخرى داخل المكتبات يكون وفقًا لما يتطلبه العصر فقط؛ فالعطور والهدايا والتُحف تدر علينا دخلاً وفيرًا؛ لأن الهدية مناسبتها معينة فتكون أقل سعرًا من الكتاب ويكون بيعها مستمرًا، والكتاب اقتناؤه يضاف إلى رصيد المكتبة الشخصية ونفس العدد الذي يقبل على الهدايا يقبل على الكتاب وكذلك زوار المكتبة تجدهم أناسًا محترمين ومثقفين دائمًا. بلقيس صالح «مشرفة مكتبة جامعية»: المكتبة هي المكان الوحيد الذي يحترمه ويقدسه الطلاب، وقد يكون أكثر من قاعات الدراسة وتجد الطلاب يتناثرون بين مقاعدها ورفوفها ينتقون ما يفيدهم.. وتضيف في اليوم الواحد يدخل المكتبة حوالى «250» طالبًا وفي الشهر حوالى ثلاثة عشر ألف مستفيد وهذه إحصائية دقيقة، وهنالك إقبال كبير يصل إلى «20%» من طلاب خارج الجامعة وأعتبر أن الإنترنت لا يغني عن المكتبة فهو يملك المعلومة ولا يفندها.