وأعجب منه أن تدري! فتاة اسمها نوارة نجم كتبت على صفحتها في الفيس بوك جملة واحدة تقول فيها «تخيلوا من عشرييييييين سنة... الجنزوري كان عنده ستيييين سنة». والجنزوري هو رئيس وزراء مصر الحالي. فانهمرت عليها تعليقات كالمطر. ومشكلة الفيس بوك أن بعض الناس يتعاملون معه كالمرحاض. فمن داخل المرحاض حيث لا يراك أي شخص تستطيع أن تشتم أي شخص بأكثر التعبيرات بذاءة وسقوطاً. وتخرج وقد تخلصت من فضلاتك البيولوجية والنفسية وليس هناك من يحاسبك. وكذلك الحال بالنسبة للفيس بوك عند بعض الناس طالما أنك تكتب تحت اسم مستعار وصورة أيضاً مستعارة تستطيع أن تمارس كل أنواع السقوط الاجتماعي والبذاءة التي لا قاع لها. الفتاة المسكينة ولأنها كتبت اسمها الحقيقي وسط غابة من الأسماء المستعارة انهمرت فوقها بالوعة من الشتائم والتعليقات أنقل لكم فقط الذي يمكن أن يُنقل دون حرج وهذا لا يمثل إلا جزءاً يسيراً مما كُتب. والتعليقات كالآتي: كان عنده عشرين سنة، وده يدل على انو راجل له تاريخ انما انتى ولا سمعنا عنك حتى فى طبق اليوم/ د. مجدى يعقوب أعظم جراحي القلب فى العالم عنده 80 سنة، د. محمد غنيم 70 سنة مش بالسن يا كتكوتة/ الله يطول في عمره ويأخد أبوك الراجل المحنط الثرثار بتاع البانجو/ اللى محدش يعرفة ان الجنزورى من شباب ثورة 1919/ وامك عندها كام يا بنت الكلب/ واية المشكلة الفترة دى مالهاش الا واحد زييو ليعرف الحكومة ماشية ازاى/ البرادعي كان عنده كام سنة من عشرين سنة/ وبيفهم لحد دلوقت أكتر من كتير من الشباب اللى مابيعرفوش يكتبوا كلمتين عربى صح / أقول لك حاجة ممكن تختارى حد من اللى بيعجبوك يناظر الدكتور عبد العزيز حجازى ويعرف يرد عليه. على فكرة الدكتور حجازى ماشاء الله ولا قوة إلا بالله 90 عاماً من النجاح حتى الآن / نقي كويس يمكن نقك يجيب نتيجة ونسمع مارشات عسكرية/ باسم الله ماشاء الله ..كبر أهوه وبئى عريس / ده لسسسسه زغنن؟؟/ وانتى مال اهلك انتى انتى هتدخلى فى قدرة الخالق/ ده تخلف منك اصلاً لأن ممكن انسان يكون فى سن صغير بس معندوش اى خبره يعنى الموضوع مش بالسن ايان كان باه الجنزورى او غيره/ وأبوكي عنده كام سنه؟! أعتقد أن بنفس المعيار فهو «مفوت» من تلاتين سنة! / بجد انتي قليلة الادب وعلي فكرة انتي كمان بعد ستيييييييييييييييين سنة هيبقي عندك 100 سنة بالظبط / وابوكي الحشاش كان عنده كام سنة من عشرين سنة؟؟؟؟ / جاتك ستيييييييييييين داهية / والحشاش كان عنده كام/ ده على اساس حبيب قلبك بردع لسه بيرضع/ بصراحة الجنزورى راجل محترم من زمان واتشال ايام مبارك بسبب احترامه وحب الشعب ليه/ بطلى نق على الاجل لا يروح فيها/ أنتي غيرانه منه ليه؟ تقدري تعيشي أدو؟/ وانت مالك يا حقوده/ وبعد عشرين سنة هيكون عنده مية، بس على فكرة حالته الصحية خطيرة والأطباء قالوا إنه مش هيعيش أكتر من متين سنة، وعجبى/ يعنى لما ابوكى يبقى عنده ثمانين سنه تقبلى ان يقول احد عليه انه مجنون وما يقوله ليس بشعر/ مفيش مشكلة لانه مبيحشش زي ابوكي/ لا صحيح جديده دى.... وتستمر التعليقات والتهكمات وما نقلته يمثل أكثرها تأدباً وأقلها خدشاً للحياء. وبالنسبة للمصريين فإن مسألة العمر والشيخوخة والموت تمثل هاجساً كبيراً فقد جاءت في رواياتهم أنه عندما قسمت الأعمار للحيوانات قيل للحمار: أنت ستكون حماراً وستعمل دون تذمر من طلوع الشمس لمغربها وستحمل فوق ظهرك أحمالاً ثقيلة، وستأكل الشعير ولن تتمتع بأي ذكاء، وستعيش حياة طولها خمسين سنة. قال الحمار: سأكون حماراً، ولكن خمسين سنة كثيرة جداً، اريد فقط عشرين سنة. فكان له ما أراد. وقيل للكلب: ستكون كلباً ستحرس منازل بني البشر، وستكون أفضل صديق للإنسان، ستأكل من الفضلات التي يتركها لك، وستعيش حياة طولها ثلاثون عاماً. قال الكلب ثلاثون سنة كثيرة جداً، اريد فقط خمسة عشر. فكان له ما أراد. وقيل للقرد: ستكون قرداً تتأرجح من غصن لغصن، وتقوم بعمل الخدع لإضحاك الآخرين، سوف تعيش حياة طولها عشرين سنة. قال القرد: عشرين سنة!! كثير جداً ،اريد فقط عشر سنوات فكان له ما أراد. وأخيراً الإنسان: قيل له أنت الإنسان، المخلوق الأكثر ذكاءً على وجه الأرض وستستعمل ذكاءك لتجعل منك سيداً على باقي الحيوانات، وتسيطر على العالم وسوف تعيش حياة طولها عشرين سنة. قال الإنسان: سأكون إنساناً لأعيش عشرين سنة فقط هذا قليل جداً، اريد الثلاثين سنة التي لم يرغب بها الحمار والخمسة عشر سنة التي لم يرغب بها الكلب والعشر سنوات التي لم يرغب بها القرد. وكان له ما أراد. ومنذ ذلك الزمان والإنسان يعيش عشرين سنة كإنسان.... حتى يتزوج بعدها ويعيش ثلاثين سنة كالحمار...يكد و يعمل من طلوع الشمس لمغربها ويحمل الأثقال على ظهره وبعدها عندما يكبر الأبناء يعيش خمسة عشر عاماً كالكلب يحرس المنزل ويأكل من الفضلات التي يتركها غيره وبعدها عندما يشيخ ويتقاعد يعيش عشر سنوات كالقرد....يتنقل من بيت لبيت ومن ابن لآخر أو من بنت لأخرى يعمل الخدع لإضحاك أحفاده وحفيداته. آخر الكلام: دل على وعيك البيئي.. لا تقطع شجرة ولا تقبل ولا تشتر ولا تهد هدية مصنوعة من جلد النمر أو التمساح أو الورل أو الأصلة أو سن الفيل وليكن شعارك الحياة لنا ولسوانا. ولكي تحافظ على تلك الحياة الغالية لا تتكلم في الموبايل وأنت تقود السيارة أوتعبر الشارع. وأغلقه أو اجعله صامتاً وأنت في المسجد