{ ذكرت في مقال سابق أن الإدارة الهندسية بالتلفزيون رفعت التمام بجاهزيتها للمرحلة المهمة المقبلة الخاصة بتحقيق رغبة الملايين في الداخل والخارج بالمشاهدة المجانية للدوري الممتاز.. وقابلني في حوش التلفزيون المهندس كمال نور الدائم مدير الإدارة الهندسية العائد لإدارته كما عاد الطائر إلى عشه وكأنما يسألني إن كنت قد أعطيت الجيش الكبير المنظم من المهندسين والفنيين حقهم.. ولم يكن يقرأ العبارة التي ذكرتها في بداية هذه السطور.. { الكتابة عن الجنود المجهولين في أجهزتنا الإعلامية فرض عين على الجميع ولا يسقط لا بالتقادم ولا بالتكرار ولا بفوات الزمن لأنهم يعملون في كل الأزمان والأماكن دون كلل أو ملل. { إدارة الهندسة بالتلفزيون وكما أعرفها منذ الستينيات حين كانت أولى خطواتي العملية في التلفزيون ظلت الحارس الأمين المحافظ على المهنية وسلامة الأجهزة وصيانتها.. وتحوّلت من إدارة فنية إلى هندسية إلى قطاع الهندسة إلى الإدارة العامة للهندسة والبث وعادت بنفس الطريق إلى إدارة هندسية يقودها أحد أبنائها.. ويشهد لهم ونحن نظهر على الشاشات ونستأثر بالأضواء بأنهم كانوا وراء كل نجاح.. ونافذة خارجية وناقلاً للأحداث والمواقف للعالم. { سأل مدير التلفزيون محمد حاتم سليمان المهندس المسؤول عما أوكل إليه بالاتصال بإدارة الأقمار الاصطناعية عربسات ونايلسات فأجابه (كل شيء تمام) وتضبط هذه المعلومة لما سبق بأن المرحلة المقبلة مرحلة التلفزة المحمية برئاسة الجمهورية ودعوات الملايين لن يصيبها الوهن ولن تكون هناك لفظة نأسف لانقطاع البث لأسباب فنية.. وكانت تلك مرحلة متخلفة، كان الإرسال الهوائي بالقمر الوحيد أو عبر المايكرويف ولكن في عصر المينوس يتابع المشاهد (العطسة) قبل أن يجد من يعطس من يشمته بعد أن يحمد الله.. والحمد لله. نقطة.. نقطة... { من أسبق اسمه بصفة (مهندس) من رموز العمل الهندسي في التلفزيون كثيرون.. ونذكر منهم من تمت على يدية وهندسته مبادرات ومن هؤلاء حسن أحمد عبدالرحمن صاحب نقلة المايكرويف الذي نقل وتلفز بطولة الأمم الإفريقية عام سبعين من الخرطوم وودمدني في وقت لم يعرف فيه العالم العربي شيئاً اسمه تلفزة المباريات. { في التسعينيات بدأت النقلة الفضائية للتلفزيون السوداني وخرج من دائرة البث داخل البلاد إلى الفضاء الأرحب في العالم.. ويقف على هذا شيخنا المهندس الطيب مصطفى الذي كرّمته الدولة بنجمة الإنجاز على النقلة الفضائية وكرّمه الله وملايين السودانيين في الخارج بمتابعة وطنهم عبر شاشة التلفزيون. { قبل سنوات كنّا المهندس الطيب مصطفى وشخصي الضعيف عائدين من المغرب على الطائرة السعودية وفي مطار جدة أقبل نحوي أحد ضباط مطار الملك عبدالعزيز معبرًا عن تقديره لقناة السودان التي يطمئن عليها وسط أسرته.. فأشرت له بأن من يقف بجانبي هو مدير التلفزيون فكرر عبارات التقدير ولكن شيخ الطيب داعبني بعدها بالمثل الخيل تجقلب والشكر لحماد.