فضيلة الشيخ/ الأمين الحاج محمد أحمد رئيس رابطة علماء المسلمين، ورئيس الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان ذروة سنام الإسلام .. أقصر الطرق إلى الجنة.. ليس هناك عمل يعدل الجهاد بالنفس.. الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.. الحمد لله الذي جعل الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، وبه عزُّه ونصره، ولهذا أوجبه رسوله صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة إلى أن تنقضي العدتان مع البر والفاجر: «والجهاد ماضٍ منذ بعثني الله إلى أن يُقاتل آخر هذه الأمة الدجال، لا يُبطله جور جائر، ولا عدل عادل« رواه أبو داود، وفي رواية: »الجهاد واجب عليكم مع كل أمير براً كان أم فاجراً»، قال الشاطبي رحمه الله: »وكذلك الجهاد مع ولاة الجور، قال العلماء بجوازه، قال مالك: لو تُرك ذلك لكان ضرراً على المسلمين، فالجهاد ضروري، الوالي فيه ضروري، والعدالة فيه مُكمِّلة للضرورة، والمكمل إذا عاد للأصل بالإبطال لم يُعتبر، ولذلك جاء الأمر بالجهاد مع ولاة الجور عن النبي صلى الله عليه وسلم« «الموافقات للشاطبي: 2/15». ومن بركة الجهاد أن الله سبحانه وتعالى ينصر به الدين ولو كان المجاهد فاجراً، لما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم: »إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر« رواه البخاري، قال ذلك لرجل قاتل قتالاً شديداً فأصابته جراحة فلم يصبر عليها فقتل نفسه. واعلم أخي الكريم أنه ليس هناك عمل يعادل الجهاد،كما صح عن أبي هريرة رضي الله عنه: »جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل يعدل الجهاد؛ قال: »لا أجده«، قال: »هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك، فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تُفطِر؟«، قال: ومن يستطيع ذلك؟« رواه البخاري. واعلم أخي الكريم أن الجهاد أقصر الطرق إلى الجنة، وأن الجنة تحت ظلال السيوف كما أخبر الصادق المصدوق في صحيح البخاري، وأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأنه ما من أحد يود الرجوع إلى الدنيا بعد أن عافاه الله من نكدها ومنغصاتها بدخوله الجنة إلا الشهيد. واحذر أخي العازم على الغزو والجهاد الآتي: أن تقاتل أو تغزو لأي غرض سوى أن تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى، فقد صح عن رسولك صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم وقد سئل عن الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليُرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» رواه البخاري. أن يُؤتى إخوانك من قِبَلِك بتقصيرك وتفريط منك. الفرار من الزحف فهو من الكبائر العظائم، إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة، أو كان العدو أكثر من ضعفي المسلمين. أن تبوح للكفار بسرٍّ عن إخوانك المسلمين إذا أسرت، ولو قُطعت إرباً إرباً. وفقك الله لما يحب ويرضى، وتقبل منك. اللهم إنا نسألك عيشة هنية، وميتة سوية، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة.