من أقدم صانعي الأحذية في أمدرمان يعمل في هذا المجال منذ أكثر من ستين عامًا.. تدرج فيه من عامل في ورشة أحذية وصولاً إلى مدير فني في شركة النهضة له ذكريات مع الشاعر العبادي وبعض فناني الزمن الجميل أمثال التاج مصطفى وغيره جلسنا معه لنستنشق عبق الذكريات الجميلة التي مرت عليه.. سألناه عن بدايته مع المهنة وقال كانت في عام «1950م» بحي العرب الأمدرماني في ورشة مشهورة لعبد الحميد بر بدأت كصناعي وكنا نصنع الأحذية البلدية والشباشب النمرية والمراكيب، ومن قبل كان يوجد شبط الشقيانة والعرامة وللمراكيب أنواع منها الكلودوا يصنع في أمدرمان من الجلد البقري والمركوب الفاشري من أجودها مصنوع من جلد الضان والماعز ومركوب الجزيرة، وسألته عن زملائه في الورشة وقال الفنان التاج مصطفى ورمضان حسن والتاج مصطفى هو من اكتشف الإمكانات الصوتية لرمضان حسن وكانت الورشة مكان لعمل البروفات ويسمى صانعي المراكيب «السرماطية» وصانعي الأحذية الحديثة يطلق عليهم الجزمجية وهم في سوق أمدرمان أمثال توفيق حريز وفاروق الجزمجي من بعدها عملت في شركة مدبغة السودان «1960 1975م» ومن ثم مدير فني لشركة النهضة بعدها مجال الأطراف الصناعية وحاليًا شركة تي شوز للأحذية ولي ورشة للحالات الخاصة «الأحذيه الطبية» تابعة لها ويحضر لنا الزبائن روشته طبية من الطبيب توضح مواصفات الحذاء المصنوع وأنا أول من بدأ صناعة أحذية السكري وأخذت دورات تدريبية في مصر ولبنان وإيطاليا وتعلمت هناك العمل الحديث وذهبت لهذه الدورات تبع الشركة وهي تصنع من الجلد الطبيعي والقطيفة وتتراوح أسعاره ما بين الأربعين وصولاً إلى الستين جنيهًا وسألته عن أثر الدولار عليهم وقال يوجد ارتفاع في مدخلات الإنتاج مما يجعل بعض الزبائن يتضايق من الأسعار وسألته عن التطور الذي حدث في الصناعة، وقال أصبحت هناك ماكينات وكتلوجات بها جميع أنواع الأحذية ويأتي إلينا آخر ما توصلت له شركات الأحذية العالمية في «سي دي» ونختار منها وأيضًا نصنع البوت العسكري ولي صبيان أعلمهم في الورشة بعدها يعملون في المصانع وزبائني من العسكريين ورجال المجتمع والفنان المرحوم وردي كان من زبائني، وسألته عن علاقته بالعبادي وقال كان صديق والدي وهو شاعر مميز وكان يقص لي قصصًا وأنا شاب وكنا نجتمع في دكان الشاعر علي محمود التنقاري في وسط سوق أمدرمان ويجلس معنا الشاعر عبد الرحمن الريح وعبيد عبد الرحمن وعمر البنا وسيد خليفة وأحمد الجابري ولي طرفة مع العبادي في مرة قال لي تعال في نادي الصيد الملكي وين قال لي زقاق الشوالات «مدخل سوق أمدرمان» آنذاك.