وما لم تمته ومالم تقله وما لا يقال » .. من مشكلات زماننا إطلاق الشائعة أو الخبر غير المتحقَّق منه كما أن من سوالب العولمة اتصالنا السريع واللصيق بعضنا ببعض، فما نكتبه أو نقوله يذهب أثيريًا في طرفة عين إلى الآخر والآخرين .. وما خرج لن يعود وعليه نتحمل ونتعايش ونتنغص مع نتائجه.. وإحدى الشائعات طالت شاعرنا الكبير الفيتوري أطال الله عمره.. فمن قالها لم يرجع للمعنيين بالخبر من الأهل ولم يفكر في عاقبة الخبر الذي انتشر وعم القرى والحضر.. وفعل الأفاعيل في جمهور الفيتوري وفي أهله.. ولأن من طبعنا أخذ أفضل ما في الأشياء رغم قبحها أحيانًا تجدنا نرى أن الإشاعة جاءت لخير ما.. أن تلفت الانتباه لذلك الشاعر الذي ظل بعيدًا وحيدًا كما تقول زوجته.. إنه يشكو من هجر الأصدقاء وتوقف اتصالاتهم ونحسب أن هذا فيه ما يوازي الموت..! خاصة أنه أُصيب قبل فترة بجلطة دماغية نتج عنها توقف يده اليمنى عن الكتابة...! كم هو مؤسف أن نكتشف كم نحن بعيدون عن أبناء الوطن في الخارج.. عن مبدعي الوطن.. وما بالك بالفيتوري!! أن يفضح الخبر الشائعة كم نحن مقصرون حتى في تتبع أخبار هؤلاء وأن تأتينا الأخبار مفصلة ومحققة من وكالات ومواقع غير سودانية.. تفيدنا أن السلطات الليبية الجديدة سحبت جواز سفر شاعرنا الدبلوماسي، ولم تسلمه حتى جوازًا عاديًا، وقطعت عنه أيضًا كل المساعدات، التي كان يتلقاها باعتباره عمل طويلاً في سلكها الدبلوماسي؛ وكان صاحب «أحزان أفريقيا» حصل على جنسية وجواز سفر ليبيين، بعد أن سجب منه نظام مايو جنسيته السودانية وجواز سفره.. وعمل فيما بعد مستشارًا ثقافيًا في السفارة الليبية بإيطاليا، كما شغل منصب مستشار وسفير بالسفارة الليبية ببيروت، وعمل أيضًا مستشارًا سياسيًا وإعلاميًا بسفارة ليبيا بالمغرب حيث يقيم الآن بلا جواز..! ولا أدري لم لم نتحرك ونحرص على تقديم وثيقة سودانية لشاعرنا الفيتوري؟! هل نزهد في أدبائنا ومبدعينا ومخترعينا وعلمائنا أم هم سئموا وزهدوا فينا! ولكم التحية