من حسن الطالع أن قيض الله للبلاد وأنعم عليها بموارد ومصادر للمياه ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، في وقتٍ أصبح فيه الحصول على المياه هاجسًا لدى العديد من الدول الرأس مالية، بل أصبحت المياه سلاحًا إستراتيجيًا، ومن الملفات التفاوضية للتوصل لحل النزاعات وإنشاء المشروعات ذات الصلة بالمياه، ولا تخفى الجهود المقدَّرة التي بذلتها الدولة بتحقيق أكبر إنجاز تمثل في إنشاء سد مروي ذلك المشروع الذي أدهش العالم بضخامته وبدأت نتائجه تؤتي أكلها على أرض الواقع، من حيث الاستقرار الكبير للتيار الكهربائي والاتجاه لتصديرها لدول الجوار، إضافة للتنمية المصاحبة للمشروع على امتداد المناطق المجاورة، ولهذا بدأت وحدة تنفيذ السدود في الشروع في تنفيذ عدد من السدود في مناطق مختلفة من البلاد والاستفادة من تجربة سد مروي، خاصة أن هناك عددًا كبيرًا من الأنهار الموسمية تأتي سنويًا بكميات من المياه دون الاستفادة منها، فعلى سبيل المثال تحتضن ولاية شمال كردفان مجموعة من الخيران والأودية ستكون كفيلة بوضع حد لأزمة المياه بقرى ومدن وأرياف الولاية، ومن أشهر هذه الخيران خور أبو حبل وهو موسمي الجريان ويبدأ من يوليو حتى أكتوبر حاملاً كمية من المياه، وتنبع روافده الأساسية من مرتفعات الجبال الشرقية، بالإضافة للمياه المحلية لجبل الداير والدامبير، ويستمر في الجريان مارًا بمدينة الرهد والسميح وأبو حمرة وأم روابة وودعشانا، ومنها إلى شمال شرق تندلتي بطول «400» كلم متر، ولذلك فإن قيام السد يعني حلحلة المشكلات التي ظلت تعاني منها المنطقة من حيث تنمية مستدامة تنعدم تمامًا مما أثر على استقرار المواطن ولذلك من الضرورة بمكان وضع تنفيذ السد بالسرعة المطلوبة، وعلى وحدة السدود أن تعمل بصورة جادة على قيامه على خلفية ما تم من دراسات ولأهمية السد الاقتصادية والإستراتيجية خاصة أن وحدة السدود لها تجارب ناجحة في مثل إنشاء مثل هذه السدود والأحواض بعيدًا عن مجاري الأنهار، وهنا نشير إلى ما تم إنجازه بولايتي جنوب وغرب دارفور ولهذا فإن ولاية شمال كردفان هي أحوج ما يكون لقيام سد خور أبو حبل فيما تقدم بل من النتائج المرجوة والفوائد الجمة التي تتحقق من قيامه.