كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن الأخطاء الطبية، ووضعت العديد من الدول الترتيبات المختلفة للتقليل من هذه الظاهرة، وفي السودان قامت وزارة الصحة بوضع دراسات وأطر متعددة لمجابهة هذه الأخطاء، ومن الخطوات الناجحة التي قامت بها وزارة الصحة تكثيف التدريب والتطوير المهني المستمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة المعرفة والمهارات لكل العاملين في الحقل الطبي وللمواكبة مع التطور العلمي لهذه المهنة حيث قامت وزارة الصحة بتكوين إدارة خاصة هي إدارة التطوير المهني المستمر.. هذه الإدارة التي يقع على عاتقها أمر التدريب والتأهيل لكل الكوادر العاملة في الحقل الطبي في السودان، جلسنا إلى مدير هذه الإدارة د. حاتم السيد أحمد محمد لمعرفة ماذا تقدم هذه الإدارة للعاملين في الحقل الطبي وكيف ترتقي بالمهنة وكانت إفاداته على النحو التالي: الطب والصحة تتطور يومًا بعد يوم فما هو منطلق التطوير المهني المستمر؟ التطوير المهني المستمر عبارة عن أنشطة تعليمية تستهدف زيادة المعرفة والمهارات والاتجاهات لكل العاملين في الحقل الصحي. إذن ما هي الفئات التي يستهدفها برنامج التطوير؟ ليس الأطباء وحدهم بل نستهدف بالتطوير المهني كل العاملين في الحقل الصحي سواء كانوا في الصحة الوقائية أو العلاجية وهو بالتالي يستهدف الاختصاصيين بمختلف تخصصاتهم والأطباء العموميين والصيادلة وأطباء الأسنان والممرضين والقابلات وتقني المختبرات وضباط الصحة والكوادر المساعدة بل حتى الإداريين في الصحة. { إذن ما هو الهدف من التطوير المهني المستمر؟ كما ذكرت أن الصحة تتطور يومًا بعد يوم وهنالك مستجدات في الحقل الصحي نتيجة للبحوث القومية والدراسات العلمية وبالتالي لا بد للممارس الصحي أن يكون ملمًا بكل المستجدات حتى يقدم خدمة متميزة للمواطنين مبنية على الدليل والبرهان. هل التطوير المهني المستمر والتعليم الطبي المستمر هما شيء واحد.. وإذا لم يكن الأمر كذلك فما هو الفرق؟ هنالك تقارب بين التطوير المهني المستمر والتعليم الطبي المستمر، إن التطوير المهني المستمر مفهومه أشمل فهو بالإضافة لمهارات المعرفة يهتم بالسلوك مثل الاتصال والقيادة وكيفية الإتقان في المهنة كما أن التطوير المهني المستمر مرتبط مباشرة بكل جديد في الحقل الصحي وهو يهدف أساساً لتقديم خدمة متميزة ومواكبة، ومن هنا جاءت رؤية التطوير المهني المستمر وهي المساهمة في توفير أطر صحية مدربة ومؤهلة ومواكبة لتقديم أحدث ما توصل إليه العلم سواء كان في الجانب الوقائي أو العلاجي. { إذن ماهي الآليات لتنفيذ برامج التطوير المهني المستمر؟ يتم تنفيذ برامج التطوير المهني المستمر عبر العديد من الآليات مثل تأسيس مراكز التدريب المستمر في الولايات مع مراكز التدريب المستمر في الجامعات والمستشفيات، وتتيح هذه المراكز للأطر الصحية الحصول على جانب هام من التطوير المهني المستمر وهو البرامج التدريبية المعتمدة وفق المسارات، كما أن هنالك آلية هامة لتنفيذ برامج التطوير المهني المستمر وهي اللوائح والقوانين التي تشجع على الانخراط في برامج التطوير. ما هو دوركم في الولايات؟ يمثل تقوية قدرات الولايات أحد الأولويات الهامة لإدارة التطوير المهني المستمر وذلك يتيح للولايات فرصة تنفيذ برامج التطوير المهني المستمر بصورة ذاتية، وبدأت إدارة التطوير المهني المستمر بتكوين إدارات لمراكز التطوير المهني المستمر وتقديم الدعم الفني ومعينات العمل بها، كما ربط ست ولايات بخدمة الفيديو كونفرس وذلك لنقل التجربة وتوطين التدريب بالولايات، وقد ساهمت هذه التقنية في تدريب حوالى «2000» من الأطر الصحية ووفرت الجهد والمال وساهمت في توفير مدربين بهذه الولايات. هل هنالك دعم سياسي لهذا العمل؟ نعم هنالك قناعة كبيرة بالتدريب المستمر بل هو أحد أولويات الوزارة الاتحادية، وقد زارنا السيد/ بحر إدريس أبو قردة وزير الصحة والاستاذ/ الخير ر المبارك وزير الدولة بالصحة وقد أكدوا دعمهم لهذه البرامج بل وجهوا بالتركيز على تقوية قدرات الولايات وتقوية الشراكات، كما أن التدريب المستمر يمثل أولويات. ما هي برامج التطوير المهني المستمر؟ لدينا عدد من البرامج التي تم تنفيذها بواسطة لجنة من الخبراء، وتستهدف هذه البرامج العاملين في الحقل الصحي. هل للإدارة شراكات مع بعض الجهات من أجل التطوير المهني؟ هنالك شراكات مع المجلس القومي للتدريب، وفي هذا الصدد نشكر الأمين العام للمجلس د. عمر عوض الله وذلك لدعمه لتنفيذ أنشطة التطوير المهني المستمر، كما أن لدينا شراكة مع المجلس القومي للمهن الطبية والصحية وتم توقيع بوتوكول للتعاون في هذا الصدد وشراكة مع جهاز تنظيم السودانيين العاملين بالخارج وبرنامج الأممالمتحدة TOKTEN ومجلس التخصصات الطبية والجامعات كما توجد شراكة مع شركات الأدوية والجمعيات التخصصية ومع مستشفيات خارجية، وفي هذا الإطار تم ربط المركز بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض وجامعة «كوازينال بجنوب إفريقيا» ويتم تقديم عدد من البرامج من جامعة «كوراك ببريطانيا» خاصة في مجال الأمومة والطفولة. ما هو دور الشراكات في التطوير المهني المستمر؟ تمثل الشراكات إحدى الإستراتيجيات الهامة لتنفيذ برنامج التطوير المهني المستمر، ولدينا شراكة مع عدد من الجهات منها وزارة الاتصال، وفي هذا الإطار نتقدم بالشكر الجزيل للباشمهندس محمد عبد الكريم وزير الاتصالات وتقانة المعلومات وذلك لدعمهم المقدر لإدارة التطوير المهني المستمر وذلك بربط المركز بتقنية الآليات الضوئية وإعداد مواقع التدريب الإلكتروني وموافقته على توصيل بقية الولايات بخدمة التعليم عن بُعد، كما أن هنالك لجنة عمليات مكونة من وزارة الاتصالات برئاسة وكيل الصحة وبمشاركة الجهات ذات الصلة وذلك لتنفيذ مشروعات التعليم المتلفز عن بُعد وطب الأسرة وذلك للاستفادة من التقنيات لنقل المعرفة للولايات المستهدَفة. ما هي التحديات أمام إدارة التطوير المهني المستمر؟ تمثل تقوية قدرات الولايات إحدى التحديات الرئيسة إذ يتطلب ذلك عمل البنية التحتية وتوفير الأجهزة والمعدات وتوفير التمويل لتنفيذ برامج التطوير المهني المستمر وسيتم التغلب على هذا التحدي بتقوية التنسيق مع هذه الولايات وحشد الطاقات والترويج لهذه البرامج والاستفادة من الشركات، كما يمثل التعليم الإلكتروني أحد التحديات وهو يتطلب خبرات فنية لتصميم ونقل المناهج الالكترونية وقد بدأنا في تنفيذ بعض البرامج ولكن نحتاج للمزيد، كما يمثل توصيل التقنية للولايات بخدمة الفيديو كونفرس أحد التحديات ولكن بالدعم مع وزارة الاتصالات سيتم بإذن الله تحقيق هذا الحلم.