تتجمع قوات الحركة الشعبية في منطقة «فاريان» ومنطقة ربكونة وبانتيو استعداداً للهجوم على هجليج أو تلودي أو أبيي، وهي المعركة الأخيرة «معركة كسر العظام» ٭ استخدم مصطلح معركة كسر العظم، وحسب افادات المراقبين فإن العملية الأمنية التي تمكنت من خلالها السلطات اليمنية من القضاء على خلية «حمزة القعيطي» في بتريم محافظة حضرموت» والتي تعد واحدة من اخطر خلايا القاعدة في اليمن، قد مثلت انتصاراً كبيراً ومهماً بالنسبة لليمن في سياق حربها ضد الارهاب، وكانت بمثابة ضربة قوية وقاسية توجه لتنظيم القاعدة، وفي نفس الوقت شكلت نقطة تحول ومنعطفاً جديداً في مسار الحرب او ما يمكن تسميته «معركة كسر العظم» بين اليمن والقاعدة، حيث دمرت كل قدرات القاعدة المادية والمعنوية. ٭ فتجمعت قوات الحركة الشعبية في المناطق المذكورة أعلاه التابعة للحركة الشعبية في جنوب السودان، واستخدمت الحركة تصريحها بانسحاب قوات الشرطة التابعة لها من أبيي، حيث انها في الاصل قوات تابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان، وقد خلعت ملابسها القتالية واستبدلتها بملابس الشرطة المدنية لتبقى مرابطة في أبيي قوة عسكرية وليست لحفظ الامن المدني، وذلك نسبة للنقص المريع في قوات الحركة وفقدانها قوات كبيرة في معركة هجليج، ولذلك فإنها احتاجت لسحب قوات الشرطة في أبيي لتسد النقص المريع في قوات الحركة الشعبية القتالية، لذا استدعت هذه القوات بسحبها من ابيي والحاقها بالقوات المتجمعة في فاريان وربكونة وبانتيو، فالهزيمة النكراء التي لحقت بالجيش الشعبي في منطقة هجليج اصبحت كالغصة في حلق القيادات السياسية والعسكرية في جنوب السودان، ولذلك فان تجمع قوات الحركة الشعبية في بانتيو يهدف للآتي: 1/ اظهار القوة القابضة في تلك المناطق للدفع السياسي في الحوار او المحادثات التي ستبدأ قريباً في إثيوبيا وفقاً لمطلوبات مجلس الامن الدولي والاتحاد الإفريقي بضرورة إحلال السلام بين جنوب السودان وشمال السودان. 2/ للحركة الشعبية نوايا حقيقية للهجوم على هجليج مرة أخرى لتواري هزيمتها الشنعاء التي تسببت في خلق حالة وسط قوات الحركة الشعبية «حالة انهزامية» لا تقوى بعدها قوات الحركة على مقاتلة الجيش السوداني، لأنها تريد ازالة هذه الحالة النفسية مهما كانت العواقب والتبعات. 3/ تدمير جهد دولة الشمال واصرارها على استقرار تدفق النفط وبث القوة في روح الاقتصاد السوداني. 4/ الايعاز الاسرائيلي ودخول الكتيبتين واليوغندية فتح آمال العودة للهجوم على هجليج وبقوات كبيرة لتدمير الاقتصاد السوداني وخلق حالة اضطراب في المناطق التي تدعي الحركة أنها تتبع لها، وأنها تراهن عليها، وتطلب دعم الحركة الصهيونية العالمية لمساعدتها، هناك مساعي الحكومة الاسرائيلية في إسقاط الحكومة في الخرطوم، وهذا ما يدفع الحركة الصهيونية إلى تحقيق هدفها الرامي لتفتيت السودان. 5/ إن بدأ الهجوم على هجليج او تلودي او أبيي فإنه يفتح الباب على مصراعيه لدخول قوات الطيران اليوغندية ساحة الحرب وسبق ان دفعت يوغندا بكتيبتين في الهجوم علي هجليج. « تصريح موسفيني الآخير» وعليه فإن التهديد الذي اطلقه لوكا ابيونق بسحب قوات الشرطة من أبيي فقد اشترط بمقتضاه سحب القوات المسلحة التابعة لشمال السودان بحتمية انسحابها المشروط في يوم 15/5/2012م، وان لم تنسحب سوف تري !؟ اي انها سوف تخرج بالقوة. وقلنا إن القوات اليوغندية وبدفع امريكي صهيوني سوف تتدخل بقواتها البرية والجوية الى جانب القوات التابعة للجيش الشعبي لجنوب السودان، اذاً ما هي قدرات الجيش اليوغندي في مواجهة الجيش السوداني «سلاح الطيران السوداني». ٭ مكونات سلاح الجو اليوغندي: في أبريل 2011م كانت من نوايا الحكومة اليوغندية شراء مقاتلات نظراً لحاجتها الماثلة الى تعزيز قدراتها الدفاعية رافضة التعليق على تفاصيل الصفقة المطلوبة، ويذكر أن الحكومة اليوغندية رفضت شراء دفعة من المقاتلات الحديثة من روسيا لارتفاع اسعارها، ونشير إلى ان يوغندا قررت اصلاً اصلاح المقاتلات الروسية «ميج 21» في روسيا، فهي تمتلك عدداً قليلاً منها وأغلبها يحتاج للصيانة: ثم تقدمت يوغندا لروسيا بطلب لشراء المقاتلة «سو 30» الروسية بمبلغ «740» مليون دولار، الا انها لم تستطع جمع المبلغ الذي يؤمن لها هذا النوع من المقاتلات، الا انها دفعت مبلغاً وقدره «446» مليون دولار دفعة اولى لوسيط غير معروف لتوريد طائرات ودبابات وفقاً لما اوردته مجلة (ALLAFRIA) بأن السلاح سيتم توريده من روسيا. وقالت وزيرة الإعلام اليوغندية «تباكمبا ماشيكو» إن شراء مقاتلات متقدمة دفاعية لسلاح الجو اليوغندية املته الاوضاع غير المستقرة في المنطقة، خاصة بعد فصل جنوب السودان والتوتر القائم على طول الحدود مع يوغندا والكنغو. واشار موقع (DEFENCEweb) إلى أن يوغندا استمرت في اتهام السودان والكنغو بتزويد اعدائها بالسلاح، ومن بينهم ثوار جيش الرب وحركة ائتلاف القوة الديمقراطية. وتخوض القوات اليوغندية عمليات حربية ضد المتمردين ضد جمهورية افريقيا الوسطى وشمال شرق الكنغو، كما أن هناك نزاعاً في منطقة البيرتانا الواقعة على الحدود مع الكنغو، حيث بدأت الشركات التابعة ليوغندا التنقيب عن البترول، وحدثت مواجهتان في عام 2007م وفي عام 2011م بين قوات الكنغو والقوات اليوغندية بسبب نزاع في منطقة تنقيب البترول بين يوغندا والكنغو، فقام مسلحون بمهاجمة شركة (HERHITAGEOIL) واتهموا الشركة بالتنقيب عن النفط في المياه الاقليمية للكنغو. ٭ معلومات عن يوغندا: يوغندا دولة إفريقية داخلية ليست لها واجهات بحرية مفتوحة، ويمر بها خط الاستواء، وتقع في الوسط الشرقي من افريقيا، ويحدها شمالاً السودان وغرباً الكنغو الديمقراطية وجنوباً رواندا وتنزانيا وشرقاً كينيا وتشغل بحيرة فكتوريا مساحة كبيرة من الجزء الجنوبي الشرقي منها، حيث تبلغ مساحة يوغندا «34 الف كلم 2» وعدد سكانها «17» مليون بقليل. وذلك وفقاً لتعداد 1997م، وعاصمتها كمبالا، ونظام الحكم فيها جمهوري رئاسي، وهي عضو في مجموعة دول الكمنويلث. ٭ التميز الجغرافي لدولة يوغندي: تقع في الجزء الشمالي من بحيرة فكتوريا، والي الشمال قليلاً من الدائرة الاستوائية، وفي شرقها تقع تنزانيا ومن الشمال زائير ومن والغرب رواندا، ومن اشهر مدنها جنجا وعنتبي، وتغطي المياه العذبة حوالى 15% من اراضيها، واغلبها من بحيرة فكتوريا وبحيرة ابراهيم كيوجا واجزاء من بحيرة البيرت. ٭ ألوية الردع السودانية: كان موقف الشعب السوداني مهيباً عندما تسابق للدفاع عن هجليج ضد الجيش الشعبي، وعندما اعتدى الجيش على هجليج، وبدأ يتفاخر بانتصاره على الجيش السوداني في هجليج «استفز هذا الحدث الشعب السوداني برمته، ووقف صفاً واحداً خلف جيشه، وهذا الدفع جعل الجيش السوداني أكثر اصراراً على تحرير هجليج مهما كانت التضحيات، فزحف زحفاً مقدساً وحرر هجليج بإرادة شعبة وتسابق للدفاع عن شرف أرضه وعرضه، وفي مدة لا تتجاوز اليومين اندحر جيش الحركة الشعبية امام القوة الغاضبة والجماهير التي تسلحت بالايمان، فخرج من صلبها المجاهدون والدفاع الشعبي والقوات الاخرى سنداً قوياً لقوات الشعب المسلحة، فهُزمت فلول الجيش الشعبي الذي ترك موتاه بالآلاف لتنهشها الحيوانات المتوحشة. إلا أن قيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان استغلت تأخر القيادة السودانية في الإعلان المبكر عن اندحار الجيش الشعبي، حيث قالت الحركة الشعبية المنهزمة إنها سوف تسحب جيشها في ظرف ثلاثة ايام، وهذه المدة تزامنت مع إعلان القيادة السودانية أن الجيش الشعبي اندحر بقوة السلاح ولم ينسحب بإرادته. وهذه المصادفة بنى عليها مجلس الأمن بأن الجيش الشعبي انسحب وفقاً لإرادته، وهذا غير مستبعد من مجلس يرهن إرادته لمزاج الولاياتالمتحدةالامريكية «العدو اللدود للسودان»، إذ أن القوات السودانية قضت على قوات الحركة الشعبية لجنوب السودان التي يناهز عددها 13 ألف مقاتل في ظرف 48 ساعة. إلا أن صدور القرار كان مقرراً في ظرف أربع وعشرين ساعة، إلا أنه تأخر الى 72 ساعة، الأمر الذي لم يحسب له حساب وفق إعلان الحركة الشعبية الاكثر كذباً واستفزازاً. وتلاشت جذوة وحماس الولاة الذين أعلنوا على الملأ أنهم استجابوا لنداء رئيس الجمهورية بتكوين ألوية الردع والدفع بها لمناطق العمليات، بالإضافة الى الاموال الطائلة التي جمعت للمتضررين في أرض العمليات، إلا أنهم اكتفوا بالإعلان فقط او الدعاية الاعلامية الذاتية التي تمجد ذواتهم الفانية، وفي نفس الوقت مازالت الحركات موجودة في مسرح العمليات ومازال شبح الحرب قائماً، ولم يصل من ألوية الردع الى جنوب كردفان أو النيل الأزرق أي لواء، والمعركة لم تنته بهجيلج، فمازالت تجمعات الحركة تتمركز في ربكونة وبانتيو وفاريان، وجيوب في جنوب كردفان مازالت تغامر من أجل الحصول على الطعام، فهي قد تستغل الغطاء النباتي في فصل الخريف لتنفيذ حرب العصابات، حيث أن طبيعة المنطقة تساعدهم على التخفي .. فنحن نطالب الولاة بأن يبروا بوعودهم، فكلمة الشرف غالية، وقد وعدوا بها الرئيس والشعب السوداني، فليوفوا بوعدهم وإرسال كتائب وألوية الردع إلى حيث مناطق العمليات قبل دخول فصل الخريف الذي بدأ بالفعل، وهذا هو وعدهم للأخ رئيس الجمهورية والشعب السوداني.