يجد ابناء المغتربين الموجودين في الخارج انفسهم في مواجهة هجين من الثقافات وغالبًا ما يكتسب هؤلاء المهاجرون في الدول التي يقيمون بها عادات وتقاليد تلك الدول فيكون التأثير سلبًا على ثقافتهم الأم بالرغم من الجهود التي يبذلها الآباء لحثهم على التمسك بالعادات والتقاليد السودانية السمحة منهم وقد تنجح هذه الجهود وقد تفشل ولذلك فان الاسر السودانية بالخارج هي في حالة مقاومة مستمرة للضخ الفكري والثقافي المستمر على ابنائهم وحتى المدارس الاجنبية التي يتلقى فيها هؤلاء الابناء التعليم هي ايضًا ربما تقودهم الى طمس هويتهم الامر الذي يجعل هؤلاء الابناء في حالة اضطرابات نفسية بسبب الهجين الثقافي الذي يواجهونه وبالقدر الذي يوشك ان يذيب ثقافتهم السودانية ويفقدهم وطنيتهم. هذه الحقائق اكدتها الطالبة السودانية نجود احمد البالغة من العمر «21» عامًا والمولودة بالمملكة العربية السعودية حيث تحدثت الى «نافذة المهاجر» وقالت ان هذه هي زيارتها الثانية للسودان ولكنها تنكرت للثقافة السودانية وتمنت لو أنها كانت سعودية وليست لها صلة بالسودان وقطعت اجازتها بعد «10» أيام قائلة انها لو بقيت هنا في الخرطوم فإنها ستموت. اما ابتسام يحيى طالبة بكلية الاشعة جامعة السودان مولودة ايضًا في المملكة السعودية العربية جاءت الى السودان لاول مرة للدراسة وقالت انها احبت السودان لكنها انتقدت السودانيين ووصفتهم بانهم غير مخلصين في عملهم واشارت الى ان والديها يحاولان دومًا ربطها بالثقافة السودانية من خلال سرد القصص والحكاوي عن السودان وتاريخه وتقول ابتسام انها عانت كثيرًا في فهم بعض الكلمات والثقافات السودانية فهي وبحسب روايتها كانت تستمع اكثر مما تتحدث لأن لهجتها مختلفة عن السودانيين فتمنت لو ان حديثها بذات اللهجة والمفردات السودانية لأني سودانية ويجب ان اتحدث كالسودانيين وهي دائمًا كما تقول ليست منزعحة او غاضبة حينما يصححها البعض وقالت انها تعرف بعض السودانيين كانوا في المهجر عادوا الى السودان يحاولون التعايش مع المجتمع السوداني. ولكن وئام احمد سودانية مقيمة باحدي دول الخليج تدرس في كلية الاداب جامعة الخرطوم قالت انها لن تتخلى عن لهجتها الخليجية ولا الزي الخليجي ودائمًا ما ارجع الى الغربة حتى لوكانت اجازتي في الجامعة اسبوعًا فقط واتمنى ان اخلص الجامعة حتى ارجع الى الخليج بشكل نهائي.اما زبيدة محمد عثمان خريجة اداب جامعة الخرطوم فعبرت عن حبها وعشقها للسودان وذكرت انها عندما تسافر الى السعودية او مصر او بريطانية تحس بأن «نفسها مخنوق» حتى ترجع الى السودان لانها في بلد غير بلدها وتتمنى ان تعيش في السودان في امن وامان ومن غير حروب وان المغتربين السودانيين مصيرهم يرجعوا الى وطنهم. وحتى روان تلميذة في المرحلة الثانوية كانت تسافر الى والدها واخوانها في الخارج لقضاء الاجازة معهم لكنها غير متأثرة بالثقافة الخارجية وقالت: لن اغير لهجتي ولكن اتمنى ان ادرس الجامعة في بريطانيا ولكني لن استقر الا في وطني. ويرى مدير الادارة الثقافية والتربوية بجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج حمد محمد ان إدارتهم تسعى في ادماج ابناء المغتربين في السودان في المعاهد والجامعات السودانية من خلال المخيمات الشبابية التي ينفذها الجهاز لتعريفهم بالعادات والتقاليد والجوانب التاريخية للسودان بهدف ادماجهم في المجتمع ويعتقد الاستاذ حمد انهم حققوا قدرًا كبيرًا من الادماج الثقافي في الثقافات السودانية بكل سهولة ويسر وبات هؤلاء الطلاب اكثر استقرارًا خاصة من النواحي النفسية والاجتماعية وظهر ذلك بشكل واضح من تفوقهم الاكاديمي بعد المراجعة مع عمداء الكليات بعدد من الجامعات السودانية بل انهم اصبحوا مشاركين في الفعاليات الثقافية الجامعية المختلفة وفي وبرامج الجهاز السنوية وبالتالي اثبتت هذه التجربة نجاحها. واضافت الاختصاصية النفسية عفاف الطاهر ان ابناء المغتربين عندما يأتون الى السودان يظلون في صراع نفسي دائم بين ما كسبوه من ثقافات واختلاف البيئة والاوضاع المعيشية بالسودان لكن بالرغم من ذلك كما ترى الاختصاصية عفاف ان معظم هؤلاء الطلاب يمكنهم العيش في السودان وذلك لالتفاف اهلهم حولهم ولتقبل المجتمع لهم. ---------------- رئاسة الجمهورية تشرِّف حفل تكريم الشيخ المعيقلي أمدرمان: هاشم عبد الفتاح تشهد قاعة الدوحة بالمدينة الجامعية بالفتيحاب ظهر اليوم تكريم الشيخ ماهر بن حمد المعيقلي إمام الحرم المكي بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية في القراءات بكلية أصول الدين بجامعة أمدرمان الإسلامية تقديرًا للشيخ ماهر لدوره الفاعل في مجال الدعوة الإسلامية. ويشهد حفل التكريم البروفيسر إبراهيم أحمد عمر مستشار رئيس الجمهورية والدكتور خليل عبد الله وزير الأوقاف والسفير السعودي بالخرطوم الشيخ فيصل بن حامد المعلي إلى جانب مدير الجامعة الإسلامية البروفيسر حسن عباس. ورشة عن العمالة الوافدة بالسودان ينظم جهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج ولجنة العمل بالبرلمان ووزارة العمل اليوم بالمجلس الوطني ورشة عمل حول العمالة الوافدة. وتناقش الورشة ورقتي عمل الأولى حول الوضع الراهن والرؤى المستقبلية تقدمها وزارة العمل والثانية بعنوان الآثار الإيجابية والسلبية للعمالة يقدمها مركز دراسات الهجرة والتنمية والسكان بجهاز المغتربين وتأتي الورشة تمهيداً لمؤتمر العمالة الوافدة المرتقب الذي ينظمه جهاز المغتربين ووزارة العمل ولجنة العمل بالبرلمان بالتنسيق مع الشركاء من المؤسسات ذات الصلة.