طه محمد أحمد أرباب الشهير ب (العمدة) وهو عمدة بالاسم وليس الصفة، من مواليد الدبيبة شرق النيل لم تكن الظروف مواتية لكي يلتحق بالمدرسة وينال نصيبه من التعليم، وحينها جرفه الفن في أوائل الستينيات وتعلق به كثيرًا وترك بصمة في مجال الفن وكان أحد أعضاء فرقة الفنان الشعبي خلف الله حمد وهكذا كان للهوى أسلوب ولون خاص في حياته ولم ينتبه ويعطي وقتًا للتعليم الأكاديمي وتشبع بالفن بالفطرة من قريته الدبيبة التي أخرجت عمالقة الفن في السودان منهم أحمد المصطفى وسفير الأغنية السودانية سيد خليفة والفنان الذي أبدع في فن الفلكلور صديق مضوي وخلف الله حمد وثنائي الدبيبة وأحمد بركات ومع أنه لم ينل نصيبه من التعليم لكن بالرغم من ذلك كتب ألفي كتاب بخط اليد ومؤلف كتاب عولمة «1950» الدبيبة شرق النيل وأستاذ لغة إنجليزية وعندما سألناه كيف لرجل لم يتعلم أن يؤلف كتبًا ويصير أستاذًا للغة الإنجليزية، قال إنه في عام «1977م» نصحه ابن عمه أحمد المصطفى بالسفر إلى أبو ظبي للعمل وذهب بالفعل إلى أبو ظبي والتحق بالاستخبارات العسكرية في الإمارات مما نما له علاقات مع الجاليات الأجنبية وتعلم منهم الكثير خاصة اللغة الإنجليزية ثم تنقل إلى دول أخرى من العالم وتعلمت منها الكثير يقول: وفي تلك الفترة بدأت أتعلم الكتابة باللغة العربية والإنجليزية وكنت أميل إلى الإنجليزية أكثر ثم ذهبت إلى المملكة العربية السعودية ولما وصلت إلى السعودية وجدت نفسي أتكلم اللغة الإنجيلزية بطلاقة ولا أعرف أكتبها أو أقرأها ولا توجد فرص عمل في المملكة إلا في مجال البناء «طلبة»؛ لأنني لا أحمل أية شهادات تؤهلني إلى العمل في الشركات فطلبت من أقربائي أن يأخذوني إلى مكتبة لكي أجلب بعض الكتب وأتيت بكل كتب القواعد في اللغة الإنجليزية وذهبت إلى شقة وانقطعت عن العالم الخارجي لمدة شهرين أقرأ في هذه الكتب وبعدها شعرت بأنني قادر على الكتابة باللغة الإنجليزية وأصبح تفكيري منصبًا في كيفية معرفة المنهج السعودي في الثانوي وتعرفت على المنهج وصرت أقرأ فيه شهرين حتى حفظته عن ظهر قلب وبدأت أدرس وبعض الطلبة والطالبات الذين درستهم نجحوا بدرجة امتياز وأقمت في السعودية قرابة التسع سنوات أُدرِّس الطلبة اللغة الإنجليزية وبعدها عدت إلى السودان في عام «1966» بدأت في تدريس الطلبة اللغة الإنجليزية دروس خصوصية؛ لأني لا أحمل شهادات أقدم بها على العمل في المجال الحكومي أو الخاص ثم ذهبت إلى تركيا وسوريا وفي سوريا اتخذت نفس أسلوبي في المملكة العربية السعودية وبدأت في تدريس طلاب الجامعات اللغة الإنجليزية ثلاث سنوات، وبعدها ذهبت إلى لبنان وصرت أدرس مخاطبة وقراءة وكتابة ثم ذهبت إلى مصر وأقمت في المنصورة خمس سنوات وألفت فيها كتاب «عولمة» «1950» الدبيبة شرق النيل الذي تم توثيقه بدار الكتب المصرية في الجيزة في عام «2010م» وما دفعني إلى تأليف هذا الكتاب انتابني إحساس بأنني لا أملك المال كي أبني جامعًا أو مركزًا صحيًا في قرية الدبيبة، وحاولت جاهدًا أن أرفعها أدبيًا بهذا الكتاب، وفي الختام الشكر والامتنان إلى صحيفة (الإنتباهة) وأخص بالشكر الأستاذ الصادق الرزيقي مع أمنياتي إلى هذه الصحيفة التي تحمل لسان حال السودان التقدم والازدهار.