ضيق ومعاناة المواطن في عدد من ولايات السودان بسبب نقص الدواء وارتفاع أسعاره دعتهم لاتجاه التداوي والعلاج بالأعشاب البلدية.. وقدم أعضاء مجلس الولايات مشكلات وشكاوى مواطني ولاياتهم أمام طاولة المجلس لمناقشتها مع وزارة الصحة ووضع المعالجات اللازمة، فيما أقر وزير الدولة بوزارة الصحة الاتحادية الخير النور المبارك بوجود نقص حاد في الأدوية بالبلاد، وقال إن هناك إشكالية كبيرة في المخزون الإستراتيجي والمتضمن لكميات كافية من المحاليل الوريدية والعقاقير واللقاحات بالإضافة لوجود مشكلات ومعوقات تواجه وزارة الصحة تمثلت في عدم توفير ميزانيات الأنشطة الواقية من الأوبئة وتأخر وصولها وتزامنها مع ضعف الدعم الخارجي من قبل منظمة الصحة العالمية واليونسيف مما أثرت في فعالية الاستجابة والسيطرة على الأوبئة، وأشار النور خلال البيان الذي قدمه بمجلس الولايات إلى تخوّف وزارة الصحة من انعدام الدواء إذا لم تسدد الوزارة ما لديها من مديونات استيراد الأدوية غير المصنعه محلياً، وقال إن بنك السودان تعهد بدفع «5» ملايين يورو أسبوعياً إلا أن البنك لم يلتزم وسلم الوزارة «10» ملايين يورو لشهرين، مشيرًا إلى أن الحكومة وفرت «300» مليون يورو للتجار لاستيراد وتصنيع الأدوية في العام الماضي، متوقعاً عجز خلال العام الجاري قائلاً:«نتوقع أن لاتصل هذه السنة «15%» من نسبة العام الماضي» الأمر الذي دعا الوزارة لإيجاد الحل الأمثل في تصنيع الدواء محلياً، وأوضح أنه تم إنفاذ مشروع توطين العلاج بالسودان باستيراد الأجهزة بمبالغ ضخمة إلا أنه اتضح أن جزءاً منها لا يعمل، وقال النور إن وزارته تعمل على توفير الدواء والكوادر وشكا من ضعف التخصص في مجال التخدير وهجرتهم للعمل بالخارج. كما أقرّ النور بإهمال الوزارة لعدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية وخروج الكوادر منها. وكشفت وزارة الصحة الاتحادية عن وفاة «117» مواطناً وإصابة «18354» آخرين بأمراض وبائية مختلفة «التهاب السحائي، والحصبة، والدفتريا، وحمى الضنك ، وحمى الكريمان ، وكونغو الفيروسية النزفية، وحمى الوادي المتصدِّع، والتهاب الكبد الوبائي، والسعال الديكي والجرب» لكل من ولاية «كسلا، ونهر النيل، وغرب دارفور، والخرطوم، وشمال دارفور، والقضارف، والجزيرة، وجنوب وشمال كردفان، والنيل الأبيض، والشمالية والبحر الأحمر» وفقاً لآخر التقارير. وطالبت الوزارة بضرورة حشد الدعم السياسي والمناصرة لتنفيذ الخطة الإستراتيجية للوبائيات بجانب إنشاء نقاط محجية لتغطية حدود البلاد الجنوبية، وقال النور أمام أعضاء مجلس الولايات إن من بين الولايات المتأثرة جنوب كردفان وشمال الجزيرة «29» حالة إصابة بحمى الكريمان والكنغو الفيروسية النزفية كإصابات وافدة من الولايات المتأثرة بضعف الكوادر والمعدات والمباني مما نتج عن ذلك عبئاً اقتصادياً بأن بلغ إجمالي الصرف المادي لاحتواء الأوبئة للفترات السابقة «255.737.256» جنيهاً سودانياً كدعم من الحكومة السودانية وجهات غير حكومية، مشيرًا لوجود بلاغات لأمراض تتم بصورة فورية «الإسهال المائي الحاد، والشلل، والحمى الصفراء وأنفلونزا الطيور» وبلاغات أسبوعية لأمراض«الملاريا والسحائي والدفتريا والسعال الوبائي والسعر والدسنتاريا والحمى الراجعة والتايفويد» تتم الاستجابة لها من وزارة الصحة الاتحادية ودعا النور لدور تقوية وزارة الصحة في إصدار القوانين واللوائح التي تعمل على فرض الرقابة الصحية للأسواق في مصانع الأغذية والمشروبات والثلج ووسائل نقل المياه واللحوم. وفي ذات السياق اتهم عضو مجلس الولايات وممثل ولاية جنوب كردفان محمد الإمام النور وزارة الصحة بالتقصير في توفير الدواء لولاية جنوب كردفان مما دعا بعض الأهالي لتناول أدوية الغنم لعلاج البشر والبعض الآخر الأعشاب الطبيعية غير الضاخعة للرقابة.