ولدى المتحف الحربي الخبر اليقين كلما يخلو الوفاض وينضب المعين ويحتار بي الدليل وأنا أبحث بين الصفحات عن حقائق تاريخ القوات المسلحة وسيرة قادتها العظام أجد نفسي أتوجه إلى المتحف الحربي ومديره اللواء ركن دكتور عمر النور فما اتصلت أو ذهبت زائراً إلا وجدت الحقيقة والأصل والفصل فأعود ظافراً وفي جعبتي ذخيرة من المعلومات والحقائق والوثائق. عندما أردنا فتح ملف القائد العظيم الفريق إبراهيم عبود وفترة حكمه وفي يدي وثيقة محاكمته هو وصحبه بعد ثورة أكتوبر كان لا بد أن نبدأ بسيرته فذهبت إلى المتحف الحربي في موقعه الجديد على ضفاف النيل الأزرق موقع النقل الميكنيكي سابقاً وفي رفقتي سعادة العميد «م» أحمد إبراهيم عبود وكان في انتظارنا الأخ اللواء ركن دكتور عمر النور أحمد النور مدير إدارة المتحف الحربي وكانت حصيلة ما خرجنا به نضعه اليوم بين يديكم إخوتي رفقاء السلاح قدامى المحاربين: عزيزي القارئ داخل الاتكاءة التي خصصت للتوثيق لأحداث فترة هامة من تاريخ بلادنا.. اتسمت بالنزاهة والعفة صنعها رجال القوات المسلحة على رأسهم علم ورمز من الرموز العسكرية.. ولقد تناولنا في توثيقنا للقوات المسلحة السودانية داخل كتاب شذرات من سجل التاريخ العسكري سيرة هؤلاء النفر الكريم من رموز ثورة «17» نوفمبر «1958م» ولقد آثرنا أن نبتدر الجزء الأول من كتاب الشذرات برمز من رموز العسكرية السودانية الفريق أحمد محمد باشا الجعلي وتركنا سيرة الفريق إبراهيم عبود لنستهل بها الجزء الثاني لرمزية الفريق إبراهيم عبود وها نحن اليوم نورد بعض اللمحات للفريق إبراهيم عبود داخل الاتكاءة مع حكومة «17» نوفمبر «1958م». السيرة الذاتية للفريق إبراهيم عبود اشتهر منذ نشأته بسعد الطالع وصدق الحديث نشأته: وُلد صاحب المعالي إبراهيم عبود ببلدة محمد قول من أعمال البحر الأحمر في يوم 26/10/1900م، وقد نال تعليمه الأولي والأوسط بمدرسة سواكن ومنها سافر للخرطوم سنة 1914م حيث التحق بقسم المهندسين بكلية غردون، وفي سنة 1917م انتُخب طالباً بالمدرسة الحربية وكان يتردد على الكلية وهو طالب حربي حتى أكمل تعليمه في قسم المهندسين ثم تخرج بالمدرسة الحربية برتبة ملازم ثاني في 1/7/1918م والتحق بقسم الأشغال العسكرية المصرية وذلك بعدما اجتاز امتحان الترقي في العلوم العسكرية بامتياز وكان الأول في ضرب النار ومن المدربين في الرياضة البدنية والسباحة، لم يحصل في تاريخ المدرسة الحربية أن تخرج قبله أو بعده في مدة أقصر من مدته. الأسرة: والده: أحمد البشير عبود أصله من منطقة الجعليين عمل مأمورًا لنقطة جمارك سواكن. والدته: عائشة الجعلي عمة الفريق أحمد محمد الجعلي. أشقاء الفريق إبراهيم عبود: صالح، وحفيظة، وزينب.. الإخوان غير الأشقاء حسن ومحجوب وعثمان وجعفر وخديجة وفاطمة. زوجات الفريق إبراهيم عبود: زينب محمد عبود ابنة عمه أنجبت التومة وتوفيت.. تزوج شقيقتها فاطمة محمد عبود أنجبت العميد أحمد إبراهيم عبود الدفعة «15». ثم تزوج من سكينة أبو الروس وأنجبت علي عليه رحمة الله.. ثم الدكتور عمر ومحمد وعثمان «ملقب بالختم» وخالد وسلمى. المناصب التي شغلها عندما التحق بقسم الأشغال العسكرية في سنة 1918م كان سلاح الحملة الميكانيكية في بدء تكوينه لذلك انتُخب ضابطاً في ذلك السلاح وانفصل معه عندما أنشئت قوة دفاع السودان سنة 1925م وتدرج فيه حتى بلغ رتبة البكباشي فكان أول سوداني استلم قيادة بلوك حملة ميكانيكية وكانت قبله وقفاً على البريطانيين ثم نُقل لمدرسة المشاة إبان الحرب العظمى الأخيرة كما شغل وظيفة أركان حرب أورطة سودانية فاشترك في الحرب في الميدانين شرق وشمال إفريقيا وقد ترك ذكرى حسنة في الأوامر العسكرية نتيجة لشجاعته في الميدان. أعماله في فترة الانتقال في أواخر فترة الانتقال وقبل أن ينال السودان استقلاله في سنة 1954م عُيِّن الأميرالاي إبراهيم عبود رئيساً للجنة السودنة التي نقلت القيادة والإدارة من يد البريطانيين في الجيش إلى يد السودانيين وتصرف في هذا الأمر تصرفاً يدعو للإعجاب والثناء. وعُيِّن أيضاً في أوائل سنة 1955م في رأس البعثة العسكرية التي زارت أقطار آسيا وأوروبا بغرض اختيار الأسلحة ومعمل الذخيرة للجيش السوداني الناشئ. طيب القلب رضي النفس عف اللسان يمتاز بجودة التفكير وفي أعماق نفسه ثورة على الظلم والظالمين، دائم البشر يحترم كل رأي ولكنه لا يؤمن به إلا بعد أن يتأكد من صحته. آل عبود في موسوعة القبائل والأنساب في السودان ورد في موسوعة القبائل والأنساب للدكتور عون الشريف عن آل عبود الآتي: «صفحة 1485» اشتهر أولاد عبود من الشايقية.. توفي عبود بقرية «أسلي» بمنطقة الشايقية وجاء وابنه أحمد وآخرون قادة في الجيش التركي المصري وقد قتل أحمد عبود بالقلابات قتله الأحباش عام «1838م» «شقير ص 219» وقد نزل بعضهم بشندي وكبوشية وقندتو.. وكان محمد بيه عبود والد الفريق إبراهيم قد أقام بسواكن وتوفي بشندي عام «1936م» وقد جاء مستشفياً. أما الفريق إبراهيم عبود فقد ولد في نهاية القرن التاسع عشر وتخرج مهندساً في كلية غردون عام «1917م» والتحق بالمدرسة الحربية وتخرج عام «1918م» والتحق بالأشغال العسكرية بالجيش المصري حتى انسحابه عام «1924م» ثم التحق بقوة دفاع السودان وفي عام «1949م» ترقى إلى قومندان ثم اميرالي عام «1951م» وأصبح نائب القائد العام «1954م» ورقي إلى رتبة اللواء. اشترك في الحرب العالمية الثانية «19411942م» أصبح القائد العام برتبة الفريق بعد الاستقلال وفي العام «1958م» قام بانقلاب «17» نوفمبر الذي أطاحته ثورة أكتوبر «1964م».