٭ انتشرت ظاهرة التسول هذه الأيام بمدينة بورتسودان بصورة مخيفة يئن لها القلب، حيث ترى وفي كل مكان من أسواق المدينة عشرات النسوة، يسألن المارة عن مبلغ من المال حتى يساعدهن في شراء بعض الاحتياجات البسيطة اليومية مثل السكر والخبز والزيت.. إلخ. ٭ ومن خطورة الظاهرة الوجود في الأماكن العامة في الأسواق والشوارع الرئيسة بل يسألن بالحاح ويحددن حاجتهن، هذا كله يحدث ويتفاقم الآن بالمدينة وأصبح حديث مجالس المدينة في ظل سياسة التقشف المعلنة مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية الاستهلاكية، ويرى بعض خبراء علم الاجتماع أن خطورة الظاهرة في وجود بعض الفتيات في عمر يغري السفهاء، ويخرجن لهذا السؤال ويوجدن على طول الأماكن العامة من وقت لآخر لممارسة الرذيلة هذه الظاهرة التي خرجن إليها بسبب الفقر، بل تجدهن يحرسهن المارة والداخل للمصارف والمؤسسات العامة والخاصة للسؤال لسد حاجتهن اليومية بحسب حديثهن المتكرر، وقد تقود هذه الظاهرة لأعمال غير حميدة، ومن المواقف التي أشهد عليها ومعي بعض الأصدقاء في أحد المقاهي دخلت علينا امرأة عجوز وبالحاح بدأت تسأل الناس عن «جنيهين» لشراء البن، وصديقي صاحب المقهى والذين كانوا يجلسون وقتها في المحل كل واحد منهم هز رأسه، وقالوا لا حول ولا قوة إلا بالله.. اللهم هوّن عليها، ثم خرجت المرأة من المحل وتناثرت من أفواه الحاضرين قصصًا مؤلمة جدًا وكثيرة ومنها ليس للنشر كما سمعته منهم «خلوها مستورة»، لهذا ادعو أصحاب الأعمال الخيرية أن يساهموا في الحد من الظاهرة عبر آلياتهم الخيرية، وأن لا يترك الأمر للجهات الرسمية فقط، من المعلوم أن ولاية البحر الأحمر قبل أيام انشأت بنك الغذاء، ويجب على الجهات المشرفة عليه أن تضع من أولوياتها الحد من هذه الظاهرة بالتنسيق مع ديوان الزكاة الولائي لمحاصرة الظاهرة ودون ذلك في ظل سياسة التقشّف المعلنة سوف تزداد أعدادهن، فهل ينظر والي البحر الأحمر لهذه الظاهرة ومعالجة الموقف حتى تحتفل الولاية بمحاربة ظاهرة التسول مثلما تحارب الدرن؟ نرجو ذلك.