اتكاءة على حرف: ميسون عبد الرحمن توفي عنها زوجها الا ان العلاقة المتميزة التي ظلت تجمع بينها وبين بناتها الثلاث منذ الصغر كانت دافعًا لها لتحيا وتعاود الابتسام وعندما وصلت اصغر الفتيات للمرحلة الثانوية طالبت والدتها وشقيقاتها بالانتقال لولاية الخرطوم لان فرص تحقيق النسب العالية التي تضمن دراسة الكلية
التي تحلم بالالتحاق بها افضل من غيرها من الولايات وكان ان شدت الأسرة الرحال عن ولاية النيل الابيض الى منطقة الكلاكلة بالخرطوم وكان صباح اليوم الذي ارتادت فيه طالبة المرحلة الثانوية مدرستها الجديدة اسعد صباحًا عايشته تلك الاسرة الا ان فرحتهم كانت الفرحة الأخيرة بعد ان تجمدت الابتسامة على شفاهم بسبب اختفاء ابنتهم فكانت ايام من المعاناة قضوها وهم يبحثون عنها دون جدوى حتى وجدوها وهي تتخبط تائهة في احد شوارع العاصمة وقد كشفت عن شعرها الجميل وتمزقت ملابسها وهي تهذي بكلمات غير مفهومة بعد تعرضها للاغتصاب من مجموعة من الشباب قاموا باستدراجها بعد ان سألتهم عن موقف مواصلات الكلاكة لتقضي عدة ايام وهي في حالة صدمة عصبية شديدة اثرت سلبًا على شقيقاتها لتنتهي بوفاتها بعد اسابيع قلائل من الحادثة التي تعرضت لها لتجد الوالدة نفسها امام هول صدمة وفاة ابنتها الصغرى واصابت اخواتها بمرض نفسي عجزت عن ايجاد حل له فصارت تقضي الايام والليالي بجوارهن مخافة الخروج من المنزل والتوهان او التعرض لما تعرضت له شقيقتهنّ المتوفاة خاصة بعد محاولاتهنّ المتكررة للخروج من المنزل. اخر الاتكاءة فشلت كافة جهود المقربين في اقناع الوالدة المكلومة لإخضاع بناتها للرعاية الطبية واخيرًا اختارت ان ترحل بهنّ بعيدًا عن الأعين وتقوم بحراستهنّ وهن مكبلات في مسيد أحد الشيوخ بولاية الجزيرة.