السؤال: ما حكم استعمال الأخبية في الاعتكاف؟ الجواب: استعمال الأخبية جمع خباء في الاعتكاف سنة؛ لحديث عائشة رضي الله عنها : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر، ثم دخل معتكفه، وأنه أمر بخباء فضُرب لما أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، فأمرت زينب بخبائها فضُرب، وأمرت غيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بخبائها فضُرب». واستعمال الأخبية أقرب لتحصيل مقصود الاعتكاف من الإقبال على الله عزَّ وجلَّ، والتلذذ بذكره، والاشتغال بالدعاء وقراءة القرآن، والخلوة عن الناس. ما هو أقل الاعتكاف؟ السؤال: 1/ ما حكم قراءة القرآن بسرعة من أجل حصد مزيد من الأجر؟ 2/ ما هو العدد الأقل لأيام الاعتكاف في رمضان؟ الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد. فلا مانع من قراءة القرآن حدراً، لكن الممنوع هو أكل الحروف والإسراع المخل الذي لا يتبين معه معاني الكلمات، والأجر ليس موقوفاً على كثرة القراءة بل على حضور القلب والتدبر في المقروء، والمطلوب من القارئ أن يرتل القرآن؛ لقوله تعالى «ورتل القرآن ترتيلا» ويسنّ له ترديد الآية مرارًا ليفقه معناها؛ وقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم ليلة يردد قوله تعالى «إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم» ويبكي، ومكثت عائشة رضي الله عنها ليلة تردد «إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم» وينبغي للقارئ أن يحسن صوته بالقراءة ويتغنى ويتباكى، ولا يكن همه آخر السورة. وليس للاعتكاف حد أدنى - عند جمهور العلماء - بل يصح ولو للحظة، والله تعالى أعلم. ما هو الهدي النبوي في العشر والاعتكاف؟ السؤال: أريد أن أعرف ما هو هديه صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف؟ الجواب: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد. فقد بين ذلك الإمام أبو عبد الله بن القيم رحمه الله في زاد المعاد فقال: كان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل وتركه مرة فقضاه في شوال؛ واعتكف مرة في العشر الأول ثم الأوسط ثم العشر الأخير يلتمس ليلة القدر؛ ثم تبين له أنها في العشر الأخير؛ فداوم على اعتكافه حتى لحق بربه عز وجل، وكان يأمر بخباء فيضرب له في المسجد يخلو فيه بربه عز وجل، وكان إذا أراد الاعتكاف صلى الفجر ثم دخله؛ فأمر به مرة فضرب فأمر أزواجه بأخبيتهن فضربت؛ فلما صلى الفجر نظر فرأى تلك الأخبية فأمر بخبائه فقوض، وترك الاعتكاف في شهر رمضان حتى اعتكف في العشر الأول من شوال؛ وكان يعتكف كل سنة عشرة أيام؛ فلما كان في العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً، وكان يعارضه جبريل بالقرآن كل سنة مرة؛ فلما كان ذلك العام، وكان يعرض عليه القرآن أيضاً في كل سنة مرة فعرض عليه تلك السنة مرتين، وكان إذا اعتكف دخل قبته وحده، وكان لا يدخل بيته في حال اعتكافه إلا لحاجة الإنسان، وكان يخرج رأسه من المسجد إلى بيت عائشة فترجله وتغسله وهو في المسجد وهي حائض، وكانت بعض أزواجه تزوره وهو معتكف؛ فإذا قامت تذهب قام معها يقلبها، وكان ذلك ليلة، ولم يباشر امرأة من نسائه وهو معتكف لا بقبلة ولا غيرها، وكان إذا اعتكف طرح له فراشه ووضع له سريره في معتكفه، وكان إذا خرج لحاجته مر بالمريض وهو على طريقه فلا يعرج عليه ولا يسأل عنه.ا.ه هذا وليحذر المعتكف من أن يجعل من المسجد مجلبة للزائرين ومكاناً لتجاذب أطراف الحديث والكلام في أمور الدنيا؛ لأنه يفوت بذلك غرض الاعتكاف من اعتزال الناس والإقبال على الله تعالى. معلومة فقهية عن الصيام التبرد بالماء والاستحمام والسواك وقطرة العين والأذن مما لا يؤثر في الصوم.