سبحان الله الذي خلق الإنسان طفلاً صغيراً ثم يتدرج في العمر ويكبر ويكون بشراً سوياً إلى أن يصير شيخاً هكذا سُنة الله في خلقه ولن تجد لسُنته تحويلاً.. بطبعي أحب الأطفال الصغار لبراءتهم وأتعامل مع الأطفال الصغار بالمنزل الذين أنا جدهم وألعب معهم كما يلعبون ويرتاحون لذلك، وصارت هذه طبيعة ملازمة حتى إذا جئت إلى قرية أتعامل مع الأطفال لاهياً ولاعباً وحينما آتي إلى الخرطوم أجد الأطفال بالشارع وأندفع لمشاغلتهم وأظل مشتاقاً للعودة لألهو مع أطفالي، ومن الطرائف أن ابنة ابني سلوى عبد الواحد ظلت على اتصال يومي معي بالخرطوم بالموبايل تقول يا بابا كيف أنت وماك جاي ويومياً تتصل وذات يوم اتصلت بي وقالت يا أبوي نحن دايرين نمرق نكورك ضد عمر البشير قلت لها ليه تكوركن ضده قالت لي يا أبوي نحن كنا نشتري حاجات المدرسة ب «12» جنيه وهسع رحنا الدكان وقالوا لينا بقت بي أربعين جنيه وعمر البشير سواه كدي دحين يا أبوي تسمح لنا نمرق نكورك ضد عمر البشير، وضحكت كثيراً لهذه البراءة والطيبة وقلت لها إنتِ يا سلوى ماك عارفانا نحن بنحب عمر البشير سوالنا شوارع للعربات من الدامر للخرطوم وسوالنا شوارع من الدامر لغاية بورتسودان وسوالنا كبري أم الطيور وكوبري عطبرة ووصل لينا الكهرباء لقرى نهر عطبرة بالضفة الشرقية والغربية وقالت لي يا أبوي سيد الدكان قال لينا عمر البشير زاد حاجات المدرسة دحين يا أبوي العمدة خلاص نحن نخلي الكواريك وأمش أنت لي عمر البشير وقلوا رخص لينا الأسعار حتى عشان نقدر نقرأ ونشتري أدوات القراءة وقلت لها خلاص أوعك تمرقي مع الناس البكوركو على عمر البشير وأنا بحدث عمر البشير بكلامك دا كلو وأقول ليه قالت لك سلوى بت عبد الواحد يا عمر رخص الأسعار والأدوات المدرسية قالت لي بتمشي ليه متين: قلت ليها إن شاء الله الليلة نمشي نقيل معاهو ونتغدى معاهو في بيتو: وعلى هذا انبسطت سلوى وقالت خلاص يا أبوي أنا بخلي الكواريك ضد عمر البشير راجية مقابلتك ليه. وفي اليوم التاني كالعادة ضربت التلفون قائلة كيف يا أبوي إن شاء الله تكون لاقيت عمر البشير قلت ليها لاقيته وقعدت معاهو في البيت واتونسنا معه وبعدين طوالي قلت له بتنا سلوى بت عبد الواحد تغريك السلام وقالت أنا ما بكورك على عمر البشير ولكن قولوا له سلوى قالتلك رخص الأسعار لحاجات المدرسة وطوالي عمر قال لي بلغ السلام لي سلوى بت عبد الواحد وإن شاء الله نرخص الأسعار وهكذا سيداتي سادتي براءة الطفولة التي جعلتني أحب الأطفال وأتعامل معهم حتى أنني ألعب معهم وبالليل بيجتمعوا معي وبدل أحجيهم هم يقومون بحجائي ويتسابقون في ذلك كل واحد يقول حجوه ومن الطرائف أن أحدهم حينما يبدأ الحجوه يقول كان في قديم الزمان هكذا سيداتي سادتي لمحات وطرائف من الطفولة كما أنني بالطبع لن أقابل عمر البشير ولكنني قلت للابنة سلوى كنت معه في البيت واتغدينا معاهو بي ملاح لحم وبعدين كلمناهو بكلامك كلو وإنك ما بتكوركي ضد عمر البشير وطوالي عمر انبسط منك، وقال قولوا لي سلوى عمك عمر بسلم عليك وقال ليك إن شاء الله نرخص حاجات المدرسة والحاجات الأخرى هكذا التحية للابنة سلوى في براءتها وهكذا تمنيت لو كنت صغيراً مثل سلوى ولم أكبر لهذه الهموم وهذه السياسة وما يجري في الدنيا ولكن برضو الحمد لله على كبر السن وعشنا وراينا العلم والتقدم ونسأل الله أن تكون لنا حسن الخاتمة ولكم أجمعين وأن يمد الله سبحانه وتعالى أيام عمر البشير وأعوانه وأن يهديهم للطريق القويم لخدمة البلد المترامي الأطراف وأستغفر الله لي ولكم.