كشف تقرير سري أمريكي سربه موقع ويكليكس عن جلسة سرية انعقدت بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (C.I.A) بطلب من مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق الفريق أول صلاح قوش بحضور المبعوث الأمريكي السابق سكوت غرايشن بهدف إيجاد إيضاحات من الكونغرس لحكومة السودان بشأن استمرار وضع الخرطوم على قائمة الدول الراعية للإرهاب ، وبحسب الوثيقة فإن قوش أبلغ المسؤوليين الأمريكيين خلال الاجتماع عن إحباط الخرطوم بعد «9» سنوات من التعاون المتواصل بينها مع الإدارة الأمريكية في مكافحة الإرهاب، وقال قوش إن السودان دفع ثمناً باهظاً لقاء ذلك، وفي اجتماع آخر ضم وكيل الأمين العام لوكالة الاستخبارات الأمريكية مع إيزاكسون كوديل وعضوي لجنة الاستخبارات بالكونغرس والسيناتور جوني إيساكسو والسيناتور بوب كروكر، أعرب قوش بأنه يعتقد أن سياسة حكومة الولاياتالمتحدة تجاه السودان باتت قصيرة النظر، حتى أنها تقودها جماعات المصالح مثل منظمات «أنقذوا دارفور»، وقال إنه يتطلع لأن يكون وكيل الأمين العام للوكالة (CIA) قوياً وشجاعاً لتحقيق السلام والأمن في المنطقة. وأوضح قوش أن الغرض من اتفاق السلام الشامل هو تأمين السودان. وفي اجتماع آخر في يوم «25» مايو جمع قوش ووكالة المخابرات المركزية مماثلة في إيزاكسون والكونغرس والسيناتور كروكر، الذين هم أعضاء في لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية واللجنة الفرعية لإفريقيا، قال أعضاء مجلس الشيوخ إنه نتيجة لتعاون السودان لمدة تسع سنوات من تبادل المعلومات الاستخباراتية، «لقد خلصنا الكثير من الأرواح الأمريكية في المنطقة وفي الشرق الأوسط من الموت» بدوره شكر السيناتور إيزاكسون قوش للتعاون وجهاز المخابرات والجهود المبذولة التي أدت لاعتقال من أسماهم بالإرهابيين. بدوره قال قوش إنه يقدِّر شكر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، لكنه قال إن جهاز المخابرات السوداني يريد مكافأة ملموسة لتعاونها مع وكالة الاستخبارات المركزية عبر إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لأنه ليس هناك من سبب لإدراج الحكومة السودانية فيها، وأصر غوش أن السودان قد امتثل بشكل كامل على أن يتم إزالة كافة المتطلبات. وشكا قوش خلال شهادته لمجلس الشيوخ الزمريكي من أن تعاون جهاز مخابراته مع الاستخبارات الأمريكية أثار الشارع السوداني ضده وخدم نقاده، بأن للجهازه اتصال بعملاء أمريكا، حتى أن الإسلاميين اعتبرونا نتعاون مع الكفار، وأشار قوش بأننا ندفع ثمناً باهظاً للقيام بهذا الدور لذا من حقنا المطالبة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإذا كانت أمريكا لديها قضايا أخرى في السودان لا يجب أن نكون نحن الضحايا في ذلك . وفي السياق نفسه أكد قوش أن السودان أوقف عمليات تهريب الأسلحة عبر شرق السودان، لكن البعض ما يزال يعتقد أننا المهربون لكي نتعاون مع حركة حماس الفلسطينية، مشيراً إلى أن السودانيين من ضمنه «أنا» متعاطف مع حركة حماس لكننا ضد تهريب السلاح وعملنا مع وكالة المخابرات الأمريكية في ذلك، أما الصومال فقال قوش إن الخرطوم لعبت دوراً إيجابياً بين كافة فصائله لدعم استمرار حكومة صومالية مستقرة، وقاطعه هنا السيناتور إيزاكسون بأنه يقدر مساعدة جهاز المخابرات السوداني حول مكافحة الإرهاب وإيقاف التهريب. وفيما يتعلق باتفاق سلام نيفاشا قال قوش لمجلس الشيوخ إن المشاكل في الاتفاق تكمن في عدم تنفيذ بنود الاتفاق لانعدام الثقة بين الشريكين. وقال إن الحكومة السودانية مستعدة لتصحيح أي عدم تنفيذ لاتفاق السلام الشامل، ولكن من المهم جدًا أن نلاحظ أنه في نهايته وتنفيذ هذه الفكرة هو أن يكون السودان موحدًا، ودوركم هو الحفاظ على السودان موحدًا.