يدخل في السورة بلا بسملة!! السؤال: الإمام في صلاة التهجد لا يفصل بين السور بالبسملة؛ على طول يدخل في السورة التي تليها! ما هو حكم ذلك؟ الجواب: فقد فصل أهل العلم في حكم الفصل بين السور بالبسملة فقال الإمام الشاطبي رحمه الله في منظومته المسماة «حرز الأماني ووجه التهاني»: وبسمل بين السورتين بسنة رجال نموها درية وتحملا ومعناه أن قالون والكسائي وعاصم وابن كثير قرءوا بإثبات البسملة بين كل سورتين لكونهم يروون في ذلك سنة نقلوها وأسندوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ من جنس ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنزلت عليَّ آنفاً سورة فقرأ «بسم الله الرحمن الرحيم» حتى ختمها» ولأن الصحابة رضي الله عنهم كتبوها في المصاحف العثمانية. ثم قال: ووصلك بين السورتين فصاحة وصل واسكتن كلٌ جلاياه حصلا ومعناه أن ورشاً وابن عامر وأبا عمرو بن العلاء البصري لهم بين كل سورة وجهان وهما الوصل بين السورتين كحمزة، والسكت بدون بسملة، والسكت هو الوقف على آخر السورة وقفة لطيفة من غير تنفس؛ كسكت حمزة على الهمز. فلعل القارئ الذي صلى بكم التهجد يقرأ على رواية واحد من هؤلاء كأبي عمرو بن العلاء التي يقرأ بها كثيرون في هذه البلاد، والله تعالى أعلم. * أصلي في بيتي خوفاً من الرياء! السؤال: أنا أتهجد في بيتي والسبب من عدم ذهابي للمسجد لأني أخاف من أن يختلط عملي بالرياء وكثير من العبادات أخاف من الرياء لذلك لا اذهب للتهجد في المسجد فماذا أفعل؟ الجواب: فيجوز لك أن تصلي التهجد والنوافل عامةً في بيتك، والأمر في ذلك واسع. وأما الصلوات المفروضة فتصليها مع جماعة المسلمين في المسجد. واحذرْ المبالغة في هواجس الرياء لئلا تنقلب إلى مرض الوسوسة أو العُجب. ولكنْ صحِّح النيةَ واخْلِص القَصد، وتواضَعْ لربِّك، واستحْضِرْ دائماً أنك مُقَصِّرٌ في عملِك، وأنَّ الناسَ أكثرُ أعمالا منك وهم مشغولون بمراقبة ربِّهم عن مراقبتِك، فإنَّ علاجَ الرياءِ في مراقبة الله عز وجل وإخْراجِ مُلاحظةِ الناسِ من قلبِك؛ فلا تعمل لهم شيئاً ولا تترك من أجلِهم شيئا، وانشَغِلْ بالخشوع في صلاتِك والتضرُّع في دعائك وكثرةِ ذكرِ الله تعالى في جميعِ عملِك؛ فإنك تُشْفَى إن شاء الله تعالى. *النزول إلى السجود كيف يكون؟ السؤال: بعض الشيوخ يقول إنه في حالة النزول للسجود يجب أن تلمس الركبة لأرض قبل يديك، ويستدلون بأن النبي عليه الصلاة والسلام كان في نزوله للسجود كانت قدماه أول ما يلمس الأرض، وهناك قسم آخر يقول: يجب أن تلمس يداك الأرض قبل قدميك ويستدلون بحديث معناه أنه نهي عن بروك كبروك الجمل في الصلاة، أرجو الإفادة وتوضيح أي الطريقتين أصح في النزول للسجود، هل اليدين أولاً أم الرجلين أولاً، وشكراً وجزاكم الله خيراً. الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد: فهذه من هيئات الصلاة التي حصل فيها الخلاف من قديم؛ والذي عليه الحنفية والشافعية والحنابلة أنه يضع يديه قبل ركبتيه؛ لحديث وائل بن حجر رضي الله عنه قال «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه» رواه أصحاب السنن الأربعة إلا ابن ماجه، ومالك رحمه الله يرى تقديم اليدين على الركبتين عند الهوي إلى السجود؛ استدلالاً بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال »إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه« رواه أبو داود والنسائي، واستدل بأن ابن عمر رضي الله عنهما كان يفعل ذلك وقال «كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك» رواه الحاكم وبعض أهل العلم كابن القيم رحمه الله في الزاد - ناقش المسألة من حيث حال البعير وهل يقدم يديه أولاً أم ركبتيه؟ وكما ترى فالمسألة حمالة أوجه، ولا حرج على من أخذ بأحد القولين، والله تعالى أعلم.