استبقت وزارة الأوقاف والإرشاد خطبة جمعة أمس بجمع علماء السودان وائمة المساجد والدعاة فى لقاء تنويري ظهر الخميس، وخاطبتهم بمضامين ومرامي المؤامرة التي قادتها الحركة وساندتها فيها قوى سياسية وإعلامية لتمييع القضية والدعوة إلى سلام كذوب، وكان اجتماع المجلس الاعلى للدعوة الاسلامية بالولاية وهيئات الائمة لكشف هذا المخطط للمواطنين عبر منابر المساجد فى خطبة الجمعة، والتأكيد على أن ماقامت به الحركة الشعبية هو خيانة للوطن، ناسفين كل الاتفاقيات التى وقعتها الإنقاذ منذ مراحل السلام الاولى وانتهاءً بنيفاشا من أجل إيقاف الحرب وإحلال السلام، بجانب مساندة القوات المسلحة والدفاع الشعبي وكل المقاتلين والمجاهدين فى هذه المعركة الهادفة الى حماية الوطن والمواطنين، وقد كانت خطب العديد من مساجد العاصمة فى ذلك الاتجاه. ومن جانبه أكد وزير الإرشاد والأوقاف د. ازهرى التيجاني التزام الحكومة باتخاذ مواقف حازمة وناجزة حول ما يجري فى النيل الازرق من تدابير آمنية وسياسية، ولفت الى ان مشروع الإسلام فى البلاد سيستمر مهما حدث فى البلاد جراء المؤامرات التى تحاك، وان ما قام به عبد العزيز الحلو ومالك عقار والذى تقوم به حكومة الجنوب ومن خلفها بيننا وبينه اربع سنوات، وهذا ما حدا بنائب رئيس الوطنى د. مندور المهدى لتوجيه رسائل الى مواطنى ولاية الخرطوم للاطلاع بما يدور فى النيل الازرق من ابتلاءات وفتن ضد البلاد، مشيرا الى ان السودان يمر بمثل هذه الابتلاءات لمدة «55» عاما، وان التحدي الذى يواجه الاسلام هناك هو حملة لاطفاء نوره عن المنطقة العربية والافريقية، خاصة ان امريكا كانت دائما تقول انها ظلت تستهدف السودان منذ استقلاله ولها اعين بالحركة، وقال إن المؤامرة على السودان ليست مرهونة بوقت معين وزادت عند تطبيق الشريعة، واضاف ممثل هيئة علماء السودان بروفيسور عثمان صالح أن الحرب فى الجنوب كانت واضحة مع عدو يريد اسقاط الشعارات التى ننادى بها ويقضي على المشروع الاسلامى، وان الحرب الآن اينما كانت نريد ان نكيفها شرعا، وان تكون الحقيقة العسكرية واضحة وضوح الشمس، واشار صالح الى ان الذين حملوا السلاح الآن مدعومون من ذات القوى التى كنا نحاربها فى الجنوب، وقال إن هناك أجندة مدفوعة الثمن من اعداء الله لخيانة الوطن، ولفت الى ان ما يسمى تحالف جوبا يدخل فى هذا الاطار، ودعوتهم لوقف الاعمال العسكرية بحجة اعطاء الفرصة للتفاوض، مما يمكن لحركة التمرد، فضلا عن كشف الطابور الخامس. وأوضح الداعية بدر الدين طه أن مالك عقار كان لديه تحدٍ واضح عندما قال «النجمة او الهجمة»، ونبه الى ضرورة سد ثغرات الاختراق التى تدخل عبرها المنظمات الاجنبية، وشدد على اهمية منع إقامة المعسكرات التى تستغلها تلك المنظمات، فضلا عن شطب مصطلح مبعوث لكل بلد من قاموس السودان، لأن هذه فرية ومحاولة لاضعاف البلاد، وقال: «ينبغي أن تمثل السفارات هذه الدول»، كما أن العلماء أكدوا على ضرورة توحيد الخطاب السياسي، وعدم ايجاد خطاب آخر يتحدث عن إمكانية عودة مالك عقار، وقالوا إن الحديث لا ينبغي أن يكون «مدغمساً» على حد تعبيرهم.. فهل تسمع الحكومة؟